صورة المغرب في أوروبا بعيون باحثين من إسبانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا

الإثنين, 10 فبراير 2020

في اليوم الثالث من مشاركته في فعاليات المعرض الدولي للكتاب، خصص مجلس الجالية المغربية بالخارج ندوة يوم الأحد 9 فبراير 2020، لنقاش صورة المغرب وثقافته في أوروبا.
وشارك في هذه الندوة التي ترأسها عضو المجلس المختار الفردوسي، كل من بيغي ديردير مؤرخة متخصصة في تاريخ الهجرة، ومن ألمانيا رحيم حاجي أستاذ جامعي، بالإضافة إلى سميرة القندوسي صحافية ومخرجة وثائقيات بهولندا، ومحمد بوندي صحافي ورئيس نادي البحث حول الهجرة والتنمية والتعاون بمدريد.

Mohamed Boundi

أحمد بوندي: الحكايات الشعبية لا زالت تؤثر على صورة المغرب
وفي مداخلته في هذه المائة المستديرة اعتبر محمد بوندي أن أن الرأي العام الإسباني حول المغرب يتشكل من خلال المقالات الصحفية والإنتاج السمعي البصري والسينمائي، والإصدارات الأدبية، مما ساهم ذلك في ترسيخ صور نمطية عن المغرب بعيدة عن الحقيقة. مؤكدا أن فوز الجيش الإسباني في حرب تطوان شكل مصدر إلهام للكتاب الإسبان في صنع الصور النمطية التي استخدموها في الحكايات الشعبية.
وذكر الصحافي والأكاديمي المغربي في إسبانيا أنه وبعد حدث المسيرة الخضراء، تطورت صورة المغرب في الإعلام الإسباني وفقا للتوترات في العلاقات بين البلدين، مبرزا أن وسائل الإعلام أكثر اهتماما بالوقائع السياسية والاجتماعية التي تبرز سمات هوية محددة أكثر من اهتمامها بالثقافة ومساهمة المهاجرين المغاربة في ازدهار البلد المضيف.
وكشف الدكتور محمد بوندي أن سنة 2008 سجلت بداية جديدة، حيث ساهم تقارب الحكومتين في تسليط الضوء على الإنجازات والعديد من الإصلاحات التي يعرفها المغرب، كما ولدت جيلا جديدا من المثقفين الاسبان يشقون طريق علاقاتهم مع المغرب رغم التوترات، وأشار إلى أهمية نشاط المجتمع المدني الاسباني ومشاركة المهاجرين المغاربة فيه في تلاشي التوترات بين البلدين.

Samira El Kandoussi

سميرة القندوسي وصورة المغاربة في الإعلام الهولندي
أما الصحافية الهولندية من أصل مغربي سميرة القندوسي، فقالت في مداخلتها خلال هذه المائدة المستديرة إن صورة المغرب تطورت مقارنة ما شهدته في فترة شبابها من خلال التلفزيون الذي يستمر في تقديم صورة سلبية عن الجالية المغربية. وأضافت أن 400 ألف مغربي بهولندا، "لكنهم ليسوا جالية وإنما ببساطة مجموعة من الأفراد المختلفين، تماما مثل العديد من المجموعات الأخرى التي تشكل ثروة هولندا" وفق تعبيرها.
وفي حديثها عن مسألة التطرف، علقت القندوسي بأنها لا تملك فكرة عن الموضوع، بحيث ترفض ربط الأمر بالهوية المغربية فقط، وأضافت أن أشخاصا مثل أحمد بوطالب أو أحمد ماركوش حققوا إنجازات كبيرة لبلدهم المضيف، وهناك أخرون من أصول مغربية يمثلون هولندا في مجالات الاقتصاد والثقافة.
الصحفية القندوسي ذكرت على أنها تعمل يوميا على تغيير صورة المغرب في وسائل الإعلام، وأكدت أن العمل الحقيقي يتمثل في زيادة الوعي بالمضايقات التي تمارسها وسائل الإعلام وتوحيد المعرفة قصد فهم أنه لا يمكن لصحافي أن يكون موضوعيا ومحايدا لأسباب تجارية، ومن الضورري التمييز بين ما نراه لا يمثل الواقع.
وختمت مداخلتها موجهة رسالة مفادها ضرورة إعطاء قيمة لثقافة الأصل، وأن فهم الرأي الآخر لا يمكن أن يؤثر على الحقيقة التي مفادها أن المهاجرين المغاربة يساهمون في إثراء ثقافة بلدان الاستقبال وكذا بلد الأصل.

Peggy Derder

بيجي ديردير: الصور النمطية تؤثر على وضعية المهاجر المغربي بفرنسا
من جهتها ترى بيغي ديردير، أن الهجرة المغربية إلى فرنسا شهدت تسارعا بعد سنة 1955، حيث كان أغلب المهاجرين المغاربة من فئة الشباب الذين تركوا بلدهم لأسباب اقتصادية. وتمثلت صورة شائعة تجمع بين المغاربة والجزائريين والتونسيين بعد هذه الهجرة.
وقدمت المؤرخة الفرنسية نبذة عن تطور الهجرة المغربية إلى فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى، ثم بعد أزمة النفط سنة 1973 بحيث بكونها هجرة عائلية ومؤنثة. فقد سجلت ما يقارب 148 ألف امرأة وصولها إلى الأراضي الفرنسية بعد سنة 1975. ويوجد اليوم 1.3 مليون مغربي بفرنسا، وإذا أدرجنا جميع الفئات يمكننا أن نصل إلى 2.5 مليون من أصول مغربية" تضيف.
انطلاقا من دراسة سوسيولوجية للمغاربة في فرنسا سنة 2008، خلصت بيغي ديردير إلى أن ثقل التاريخ الاستعماري لا يزال قويا، وأنه يؤثر على الخيال الجماعي للفرنسيين، حول المغرب، وأن سمعة الحرب الجزائرية مرتبطة بجميع المجتمعات المغاربية. واختتمت ديردير مداخلتها بتسليط الضوء على الصورة النمطية التي تربط الهجرة بالجريمة والفشل الدراسي، مما يؤثر سلبا على الأجيال الجديدة، خاصة في ما يتعلق بالحصول على السكن والعمل.

Rahim Hajji

رحيم حاجي ومعالم صورة المغاربة في ألمانيا
أما الأستاذ الجامعي بألمانيا رحيم حاجي، فقد استهل كلمته بالتأكيد على أن صورة المغرب بألمانيا تختلف عن باقي الدول الأوروبية، باعتبار أن الهجرة المغربية إلى ألمانيا حديثة العهد، انطلقت ابتداء من سنة 1963، بعد أن وقعت ألمانيا والمغرب اتفاقية تعاون في مجال الشغل، مما ساهم في هجرة واستقرار ألاف المغاربة بألمانيا، والذين يصل عددهم اليوم إلى 160 ألف مغربي، شكلت نسبة النساء فيها بين عامي 2000 و2009 حوالي 57 في المئة، بعدما كان الرجال يشكلون نسبة 100% من المهاجرين المغاربة في ألمانيا.
ومن بين خصائص هذه الهجرة بحسب رحيم حاجي، يسجل المغاربة نسبة 40 في المئة من خريجي الجامعات والمدارس العليا، وتبلغ نسبة البطالة في صفوف الجالية المغربية 23 في المائة مقارنة مع نسبة 7 بالمائة في صفوف الألمان، وعلى الرغم من ذلك، فإن مزيدا من المغاربة يحصلون على الجنسية الألمانية.
وفي حديثه عن الإعلام، أكد عالم الاجتماع أن صورة المغاربة في وسائل الإعلام الألمانية تتأرجح بين النماذج الناجحة لرياضيين وأطباء وبالمقابل هناك في المقابل من يصورون على أنهم مثيري للشغب، وأردف أن صورة النساء أفضل من صورة الرجال، وذلك راجع إلى تطور الوضعية الاجتماعية للمرأة المغربية المهاجرة من ربة منزل إلى نماذج ناجحة في الوسط الاجتماعي الألماني.
ومن أجل تحسين الصورة المغربية بألمانيا، دعا رحيم حجي الجهات الفاعلة المغربية إلى الاستثمار في المجتمع المدني والإعلام بألمانيا، ودعم تعاون البلدين لتعزيز مساهمة مغاربة ألمانيا في تنمية المجتمعين المغربي والألماني.


هيأة التحرير

الصحافة والهجرة

Google+ Google+