هم خصائص صورة المغرب والثقافة المغربية في إفريقيا والعالم العربي

الثلاثاء, 11 فبراير 2020

نظم مجلس الجالية المغربية بالخارج، مساء الاثنين 10 فبراير 2020، ضمن برنامجه الثقافي بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء مائدة مستديرة تحت عنوان «صورة المغرب وثقافته في افريقيا والعالم العربي ».
وشارك في هذه الندوة التي سيرها عضة المجلس عمر المرابط، كل من رشيد إد ياسين، عالم اجتماع وأستاذ كرسي في جامعة غاستون - بيرجي بالسنغال؛ وهناء تريفيس باحثة وخريجة معهد الدراسات السياسية بباريس، وعبد الرحمن نغايدي مؤرخ وباحث بدكار، ونفيسة الذهبي متخصصة في التاريخ الحديث، وأيمن عبد العزيز كاتب إعلامي مصري.

Rachid Id Yassine

رشيد إد ياسين: التدين يعطي صورة جيدة للمغرب في إفريقيا
في أولى مداخلات الندوة، أوضح رشيد إد ياسين أن الصورة عموما تتميز بأربع خاصيات هي الموضوعية والذاتية والتفاعلية والقدرة على التطور بما انها تتحول بشكل مستمر. كما تتكون من عنصريت أساسيين هما النظرة والحكم، على اعتبار أن النظرة التي تكون موضوعية تحمل دائما حكما ذاتيا.

وفي سياق حديثه عن صورة المغرب بإفريقيا، أشار السوسيولوجي في جامعة دكار، إلى أنها تشكلت عن طريق التبادل الثقافي والديني، مما يجعلها مختلفة عن صورة المغرب في أوروبا. أما صورة المغرب عند الأفارقة تتميز بكونها فريدة، فالمغرب عند الأفارقة بحسب إد ياسين « هو بلد قوي بتاريخ عريق، ومستقر سياسيا وحليف يجمع الديمقراطية والحداثة ».
وشدد إد ياسين على أن الجولات التي قام بها صاحب الجلالة إلى إفريقيا مكنت من إعطاء صورة مشرقة عن المغرب سيكون لها وقع إيجابي من حيث التنمية في كل القارة، مضيفا أن الجانب الثقافي يترك أيضا صورة مشرقة عن المغرب، ومؤكدا بأن أمير المؤمنين يحظى باحترام كبير في إفريقيا، مما يعطي للمغرب امتداد في القارة ويجعل التدين المغربي أقرب روحيا إلى تدين الأفارقة.

Hanaa Trifiss

هناء تريفيس: صورة المغرب في افريقيا الفرنكفونية أفضل من الانجلوسكسونية
بدورها أوضحت هناء تريفيس أن صورة المغرب يعكسها المهاجرين المغاربة، وتتكون هذه الصورة داخل المغرب قبل أن يتم تسويقها خارج الحدود؛ وتضيف نفس المتحدثة على أن هذه الصورة تتركب من العلاقات الديبلوماسية في شقها السياسي والاقتصادي والثقافي، مبرزة أن ثقافة المغرب المطبوعة بالضيافة والكرم واتقان الحرف يجعل للبلد صورة مشرقة بإفريقيا.
وشددت خريجة معهد الدراسات السياسية بباريس، على أن المغرب أصبح يشكل رابطا بين افريقيا والعالم العربي والغربي، مؤكدة على أن صورة المغرب في الدول الإفريقية المتحدثة باللغة الفرنسية تشكلت انطلاقا من تاريخ يمتد على مدى حوالي ألف سنة، وروابط دينية ولغوية مشتركة، على عكس الدول الافريقية الانجلوسكسونية.

Abderrahmane Ngaïdé

عبد الرحمن نغايدي: الصورة تتشكل عبر تبادلات الأفراد
أما المؤرخ والباحث عبد الرحمن نغايدي، فقد اعتبر في بداية مداخلته أن الصورة ترتبط بالفرد وليست جماعية، مما يعني أنها ليست صورة الدولة الرسمية، بل هي صورة يكونها الأفراد على الجنسيات الأخرى عبر التعامل المباشر معهم.
وتطرق المؤرخ نغايدي، في ذا السياق إلى ما أسماه الديبلوماسية الانثربولوجية التي تهتم بالعلاقة بين الانسان والآخر، قائلا "أحمل صورة للمغرب كمواطن موريتاني، وصورة أخرى للمغرب بصفتي مواطن سينغالي"، مشيرا إلى أنه احتاج للكثير من الوقت حتى يصالح بين الصورتين.
وفي حديثه عن الصورة بين المغرب والسينغال، كشف أن السنيغاليين يملكون صورة جيدة عن المغرب، وأبرز في هذا الإطار ضرورة كسر الصور النمطية التي تسيء لنظرة البلد، وذلك من خلال التعرف على الآخر لتكوين نظرة موضوعية عنه، وتنمية علاقات الجوار.

Ayman Ali Abdelaziz

أيمن عبد العزيز: للمصريين صورتين مختلفتين عن المغرب
من جانبه يرى الإعلامي المصري أيمن عبد العزيز، الإعلامي المصري، أن علاقة المغرب ومصر تشكلت من خلال أربع محددات، صنفها في جامعتي الأزهر والقرويين، والرافد الصوفي، والرحالة المغاربة، مؤكدا أن علاقة المغرب بالمشرق العربي هي علاقة ضاربة في عمق التاريخ.
وذكر الكاتب المصري أن تاريخ العلاقات المغربية المصرية تميز بتبادل الخبرات في مجال الفقه وتواجد المغاربة في جامعة الأزهر كأساتذة وطلبة، بالإضافة إلى الرحالة المغاربة الذي تركوا بصمتهم من خلال كتاباتهم، مما ساهم في رسم صورة المغرب لدى المصريين.
وميز أيمن عبد العزيز بين صورة المغرب عند المثقفين المصريين وصورته لدى عامة الناس؛ فصورة المغاربة في المجال الثقافي تتشكل من الأكاديميين المغاربة الذين برعوا في مجال العلوم الإنسانية والأدب والنقد، وذلك راجع للقرب الجغرافي من أوروبا الذي ساهم في تطوير الشق العلمي في الفلسفة وعلم الاجتماع وأدب الرواية.
أما بالنسبة لصورة المغرب لدى المصريين العاديين فإنها، وفق منظور أيمن عبد العزيز، تسقط ضحية للقصور الإعلامي، حيث تشكلت لدى عامة الناس بمصر صورة نمطية سلبية عن المغاربة من خلال الإعلام.

Noufissa Dahbi

نفيسة الذهبي: للمغرب صورة مشرقة في إفريقيا
وبدورها نفيسة الذهبي، اعتبرت أن الورشة المنظمة من طرف المجلس تساهم في تكوين صورة المغرب في العالم العربي وافريقيا، موضحة على أن المغرب يملك صورة مشرقة في إفريقيا العالم العربي.
وأضافت المؤرخة متخصصة في التاريخ الحديث، أن المغاربة تميزوا بهويتهم المستقلة عن الدولة المشرقية، تشكلت من خلال علاقة المغرب بافريقيا والمشرق والأندلس، وأصبح لهم حضور في المشرق نقلته المجالس العلمية في مصر وفي الحرمين الشريفين، وأصبح المشرق يشكل للمغاربة وجهة للحج.
وفي ختام مداخلتها، قالت نفيسة الذهبي إن "صورة المغرب مرت عبر ثلاثة مراحل، الأولى تتعلق بالتواصل التاريخي بين المشرق والمغرب، بعدها تأتي مرحلة الاستعمار والتي غيرت الكيان المغربي، أما بالنسبة للمرحلة الثالثة فقد ارتبطت بالصورة السلبية التي من الممكن أن يكون لمغاربة العالم دور في تكوينها »، لتخلص إلى أن للمغرب جانب مشرق يتحدد في الهوية المغربية، وجانب آخر وقع فيه الاصطدام الحداثي.

هيأة التحرير

الصحافة والهجرة

Google+ Google+