خديجة مغفور .. طاقة مغربية تشحن "طيران الخليج" في البحرين

الإثنين, 19 مارس 2018

شارفت المغربية خديجة مغفور على إكمال ثلاثين سنة من الاشتغال في مجال الطيران انطلاقا من مملكة البحرين، لكنها تبقى متذكرة تفاصيل هذه التجربة، التي اختلط فيها الشخصي بالمهني، وكأنها انطلقت قبل ساعات فقط من الحين.

تعيد خديجة نسج الخيوط على منوال مسار حياتها، في لحظة نوستالجيا، قبل أن تخلص إلى الاعتزاز بما حققته وسط مؤسسة "طيران الخليج"، ثم تمني نفسها بالعودة إلى المغرب للإشراف على خط جوي يربط، قريبا، الدار البيضاء بالمنامة.

الأدب الإنجليزي

ولدت المغربية ذاتها في مدينة الدار البيضاء، وانتشر تكوينها المدرسي بين فصول في العاصمة الاقتصادية وأخرى في الرباط، وصولا إلى المرحلة الجامعية بشعبة الأدب الإنجليزي.

تتذكر خديجة مغفور عبورها بين صفوف مؤسسات تعليمية عديدة، حاملة أسماء "المحمدية" و"الجاحظ" و"جمال الدين الأفغاني"، قبل نيل شهادة الباكالوريا والإقبال على التعليم العالي، مكتفية بسنة واحدة وسط كلية الآداب بجامعة محمد الخامس.

تمكنت مغفور من نيل فرصة للإقبال على الدراسة في سويسرا، فتحركت نحو هذا البلد الأوروبي متخصصة في الأدب الإنجليزي، قبل التوجه إلى الترجمة الفورية؛ وبعد تخرجها عادت إلى الوطن.

طيران الخليج

"العمل في مجال الطيران كان حلما طفوليا بالنسبة لي، وحين تحقق لم يبرز في الصورة التي بقيت ملاصقة لمخيالي طيلة سنوات"، تقول خديجة مغفور.

وتشرح المغربية نفسها: "أردت أن أكون من ربابنة الطائرات، لكن اعتراض أبي والوضع المالي لأسرتي فوتا علي فرصة الالتحاق بمؤسسة عليا في ولاية فلوريدا الأمريكية، بعد نيل شهادة الباكالوريا، كانت قبلتني في تكوين الطيارين والطيارات".

استمرت خديجة تحمل "فكرة الطيران" في ذهنها إلى أن رصدت إعلانا بفتح باب تشغيل مضيفات طيران على خطوط الناقل الجوي الوطني في البحرين، وقدمت ملفها الذي لاقى القبول، أواخر عقد الثمانينيات من القرن الماضي، لتجتاز مرحلة التكوين وتطلق تجربة استمرت، في طورها الأول مع "طيران الخليج"، مدة 14 سنة.

مهارة التأقلم

تقول مغفور إن تجربتها السابقة في الهجرة الدراسية إلى سويسرا أكسبتها مهارة التأقلم؛ لذلك لم تجد أي إشكال في التوجه نحو التراب البحريني من أجل العمل في مجال يبقيها دائمة السفر.

وتزيد مستحضرة بداياتها في هذا الحقل الوظيفي: "تمنيت أن أكون ربان طائرة لكن الأقدار شاءت أن أغدو مضيفة جوية، لذلك أفرح بمجال اشتغالي الذي لم يحد كثيرا عن رغبتي. وهذه المهنة مكنتني من التعرف على العالم، مع شحذ قابلية التأقلم مع تغير المجتمعات".

مطار البحرين

بقيت خديجة مغفور مضيفة على المركبات الجوية لـ"طيران الخليج" طيلة 14 سنة، بعدها شرعت في الميل إلى الاستقرار، ما حذا بها إلى اختيار الاستقرار على الأرض، ومباشرة مهام جديدة في مطار المنامة.

غدت المغربية نفسها ضابط حركة الطيران خاص بمؤسستها المشغلة في مطار العاصمة البحرينية المنامة، مشرفة على حسن أداء عشرات القطع المنتمية إلى أسطول "طيران الخليج" بشكل يومي.

"مهامي ترتبط بالتأكد من تموقع اليد العاملة على الطائرات المبرمجة رحلاتها، مع ما يوازي ذلك من مراقبة شحن الأمتعة والسير الجيد لعمليات الإركاب، وصولا إلى جاهزية الطيارات قبل التحرك نحو مدرج الإقلاع"، تقول خديجة مغفور.

مهنية الطيران نفسها مطالبة، بناء على منصبها في مؤسستها المشغلة، بالبحث عن حلول سريعة وناجعة للمشاكل المرتبطة برحلات "طيران الخليج" من البحرين، مستحضرة تجربتها الممتدة على مدى 3 عقود تقريبا.

عين على الدار البيضاء

تقر خديجة مغفور بأن تجربتها على الأرض مختلفة عما خبرته في السماء، وأن هذا التموقع يحمل صوبها، يوما بعد آخر، فرصا عديدة من أجل التطور مهنيا.

تقول المهاجرة: الكل يتوفر على طموحات لا حدود لها ما دامت الحياة سائرة، ولي اليقين بأنه كلما توفرت فكرة جديدة إلا تواجدت طرق حديثة لأجرأتها..يسعدني أن مدراء لي يقصدونني، الآن، عند رصدهم صعوبات تدبيرية أقدر على حلها".

تبتغي مغفور الاستمرار على الدرب المهني نفسه للوصول إلى مناصب أعلى في "طيران الخليج"، وفق تعبيرها، ومع الاقتراب من فتح خط جوي يربط الدار البيضاء والمنامة، من خلال "طيران الخليج"، تود خديجة أن تغدو مشرفة على ذلك من المغرب.

تشبث بالوطن

بحجم الفرح الكبير الذي يولده خوض خديجة تجربة الهجرة نحو مملكة البحرين، بقدر ما تؤكد المغربية نفسها أنها رغبت لو أن كل ذلك قد تحقق، من البداية، فوق تراب المملكة المغربية.

المتموقعة كضابط طيران في مطار البحرين تفسر: "وطني الأم يحتاج، ككل البلدان عبر العالم، إلى مؤهلات وسواعد أبنائه، وأملت لو عملت في هذا المجال وسط بلدي كي أساعد في التطور الذي يشهده".

أما بشأن الشباب المغاربة الراغبين في السير نحو الهجرة فإن المغربية المستقرة حاليا في البحرين توجه إليهم نصحا بعدم التوقف عن تطوير ذواتهم أينما كانوا، وتواصل: "يجب أن يكون المنطلق بذلا على تراب الوطن ومن أجل الوطن، قبل الارتباط بمشاريع هجرة .. وإن كان لا خيار عن الرحيل فإن الإصرار والتشبث بالوطن ينبغي أن يعيشا إلى الأبد".

عن موقع هسبريس

الصحافة والهجرة

Google+ Google+