استيفانيكو هو الإسم الذي أعطي للمكتشف والمغامر المغربي مصطفى الآزموري من قبل التاجر الذي اشتراه من سوق العبيد في إسبانيا، ولد الازموري على ضفاف نهر أم الربيع في منطقة ازمور في سنة 1500، ليكون أول مغربي تطئ قدمه الولايات المتحدة الأمريكية.

يحكي الكتاب الذي أصدره شعيب الحليفي بعنوان «مصطفى الازموري: مكتشف ولايات أريزونا، نيومكسيكو، فلوريدا وتكساس  » والصادر ضمن منشورات مجلس الجالية المغربية بالخارج سنة 2016، عن حياة التي عاشها هذا المكتشف المغربي الذي مازال اسمه يردد في الاحتفالات السنوية التي تجريها بعض القبائل في أريزونا وفلوريدا.

يذهب المؤرخ في سياق تحليله لشخصية الآزموري، إلى البيئة التي ترعرع فيها لعبت دورا محوريا في صقل شخصيته القوية وروحه المغامرة، اذ كان والده من أمهر صانعي القوارب التقليدية، هذه المهارات التي تعلمها بدوره مصطفى مكنته من تجاوز الكثير من صعوبات السفر والاكتشاف.

المكتشف والمغامر

يتضمن الكتاب وصفا للرحلات السبع التي قام بها الازموري، حيث جاء في الكتاب « قد تبدو صورة مصطفى الازموري أقرب إلى صورة السندباد العربي وهو يخوض سبع رحلات عجيبة يحفها الموت والمفاجئة من كل ناحية …سبع مراحل متدرجة في حلقات متشابكة، كأنها طواف ديني طويل، ستعرفها رحلة الازموري، بدايتها في 14 يونيو 1527 ونهايتها في صيف 1539 »

تتضمن المرحلة الأولى التي أعطاها الكاتب إسم « ركوب المجهول »، الرحلة التي قام بها مصطفى من ميناء سان لوكار نحو سانتياغو، حيث واجهت الرحلة أزمات كثيرة تمثلت بالإعصار الكبير الذي دمر أحد السفن الخمس لبعثة الاستكشاف.

أما الرحلة الثانية التي سميت ب « بلا قناع، الموت يكشف عن نفسه »، سيدفع طمع نارفاييز قائد البعثة للتوجه نحو سواحل فلوريدا بحثا عن الذهب، لكن حلمه في إيجاد المعادن الثمينة قد تبدد عندما تاه هو والبعثة وسط الأدغال والأحراش المجهولة لمدة ثلاثة أشهر.

تصف المرحلة الثالثة « الموت نفسه يهزم الغزاة »، بداية تحول في شخصية مصطفى الازموري الذي صارع الموت المحقق للحفاظ على حياته، فخبرة مصطفى في صناعة القوارب أنقذت ما تبقى من طاقم البعثة.

المرحلة الرابعة: « درس واحد في أربع سنوات »، وبعد سنة ونصف عن انطلاق الحملة الاستكشافية، لم يبقى سوى أربعة أشخاص ناجين فقط من بينهم مصطفى الازموري وأندرياس دورانتس، وكبيزا فاكا، وألونزو كاستيو مالدونادو.  

سيتحول مصطفى في المرحلة الخامسة « ابن الشمس يطوف بالمعجزة في الأرض »، إلى قائد روحاني بعد نجاته من الموت المحقق وبعد أسره لأكثر من 4 سنوات من طرف قبائل أحد القرى، حيث أطلق عليه في هذه المرحلة إسم جديد وهو « ابن الشمس ».

في المرحلة السادسة ما قبل الأخيرة التي سماها الكاتب ب « استراحة المحارب »، سافر ابن الشمس مع النبلاء الثلاثة إلى عاصمة المكسيك والتي كان يحكمها أنطونيو مندوزا الحاكم الذي رحب بهم وأحسن استقبالهم.

أما في المرحلة السابعة والأخيرة التي سميت ب « سيبولا..لا تتعجلي موتي »، سيقرر مصطفى الازموري سنة 1539، إجراء رحلة إلى سيبولا واحدة من مدن الذهب السبع الصفراء المشعة، لكن هذه الرحلة ستكون خاتمة لبطولات استيفانيكو الذي قتل من طرف حراس المدينة بعد فراره من قبضة الحاكم.

قد يذكر تمثال استيفانيكو سكان نيومكسيكو بجميع تلك المغامرات الملحمية برا وبحرا التي خاضها معهم، ليصنع لنفسه مجدا وإرثا ثقافيا رسم معالم معرفية وتفاعلية في عقول سكان المناطق التي اكتشفها.

عمر هادي*

صحافي متدرب

Exit mobile version