اعتبر ألبير كيكي الحاخام الأكبر ببروكسيل إن المغرب حيث تجد مسجدا وكنيسة وديرا جنبا إلى جنب في احترام تام، يشكل نموذجا يحتذى به في الانفتاح والتسامح واحترام الأخر.
وقال كيكي في لقاء للقادة الدينيين احتضنه مقر اللجنة الأوروبية ببروكسيل يوم الثلاثاء 16 يونيو 2015 “لقد ولدت في المغرب وبالرغم من كوني رحلت منذ مدة طويلة إلا ان المغرب يسكنني، في المغرب لا نسمع أبدا الحديث عن العيش المشترك، ولا وجود لرجل سياسي يتحدث عن الموضوع، لكن العيش المشترك يلمس في الحياة اليومية”.
“البناء المشترك” بدل “العيش المشترك”
وفي مداخلته خلال الندوة الصحفية التي عقدها القادة الدينيون مع النائب الأول لرئيس اللجنة الأوروبية، أبرز ألبير كيكي أن حركات اليمين المتطرف تقلق أوروبا لأنها تتعارض مع قيم الديمقراطية، مشددا على ضرورة التصدي لتجاهل الآخر “عدونا هو الجهل بالآخر والاقتصار في معرفته على الاحكام المسبقة”.
وأرجع ألبير كيكي سبب بروز بعض رموز اليمين المتطرف كمارين لوبين إلى الصورة التي تقدمها عن المسلمين، ودعا إلى تغيير هذه الصورة وبناء جسور التواصل بين الجاليات للتعارف وتقبل الآخر كما هو وليس كما نريد أن يكون، وكذا تغيير مفهوم “العيش المشترك” بمفهوم البناء المشترك”.
“أعتقد أن من بين أهم الأدوار التي يجب على أوروبا القيام بها هي اتخاذ المبادرة وإنجاز مشاريع مشتركة ليس بهدف العيش المشترك ولكن بهدف التصدي المشترك للتحديات انطلاقا من معرفة الأخر وحتى يصبح الأخر شريكا وليس أجنبيا” يقول الناطق الرسمي لمجموعة الحاخامات الأوربيين لدى الاتحاد الأوروبيين
في موضوع التطرف
تساءل الحاخام الأكبر لبروكسيل عن كيفية تكوين شاب جهادي، وقال في هذا الإطار إن الأمر في غاية البساطة “شاب يأتي إلى أوروبا يمكن ان يكون في فرنسا أو كوبنهاغن، مسلم لا يفقه شيئا في ديانته، ويحس بأنه مقتلع الجذور ثم يسقط في مقالات على شبكة الإنترنت يجعلون منه بطلا، وقد يشجعه على ذلك إمام ذو كاريزما ليديه نفس التوجه؛ وهكذا يتم إنتاج الإرهابيين من داخل جالياتنا”.
كما ان غياب أرضية دينية ونموذج لدى هؤلاء الشباب يجعلهم يقبلون على كل ما يقترح عليهم، وفق ألبير كيكي، الذي شدد على أن الحل هو تشجيع التدين المعتدل ومنح الشباب في أوروبا قدوة وذاكرة، وكذا الخطاب الديني المنفتح والمتسامح “وهي إحدى مسؤولياتنا، باعتبارنا قيادات دينية وأيضا مسؤولية السياسيين الذين عليهم تشجيع إمكانيات الاستقرار، لأن هؤلاء الشباب هم مستقبل أوروبا وقد يصبحون ضحايا الجلادين وأي شخص يعرف كيف يستدرجهم ويأخذهم” يخلص كيكي.
هيأة التحرير