انطلق بالرباط صباح السبت 12 دجنبر 2015 اللقاء التشاوري حول الجالية المغربية والشأن الديني في أوروبا” الذي ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج.

وفي كلمته الافتتاحية خلال هذا اللقاء التشاوري أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، على المقاربة التشاركية التي تؤطر عمل المجلس  كمؤسسة استشارية تعنى بالتفكير وتقييم السياسة العمومية المتعلقة بالهجرة، مبرزا أن القضية الدينية التي تحظى بمكانة محورية في عمل المجلس، تتطلب إشراك جميع الفاعلين في التفكير بشأنها لأنها تتعلق بالعيش المشترك، وهو ما دأب عليه المجلس منذ البداية في الموتمرات والندوات التي عقدها بحضور الفاعلين الدينيين والفاعلين السياسية والاكاديميين والحكوميين.
وذكر عبد الله بوصوف، في هذه الجلسة الافتتاحية الذي سيرها عضو المجلس، محمد خرشيش، أن أول الندوات التي عقدها المجلس بخصوص المسألة الدينية تطرقت إلى الإسلام في التشريعات الأوروبية ومدى قدرتها على استيعاب الوافد الجديد على هته المجتمعات، وخصل إلى أنه ليس هناك من الناحية القانونية مانعا ليعيش الإسلام في هذه المجتمعات لكن من التاحية العملية هناك صعوبة في استيعاب الاسلام في هذه المجتمعات  بسبب غياب إرادة الفاعل السياسي وجهل المسلمين بهده القوانين الأوروبية؛ قبل الانتقال إلى مساءلة نموذج الإسلام في أوروبا من خلال مؤتمر خلص إلى أن الاسلام كدين له قدرة تامة على التأقلم والإجابة على الأسئلة الجديدة والعائق يكمن في ذلك الاطار المسلم الكفء القادر على القيام بهذه الأقلمة للاسلام مع المجتمع الذي يعيش فيه؛ وهو ما جعل المجلس يخصص مؤتمره الثالث إلى الإطار الديني حيت تم التأكيد على ضرورة تكوين الاطار القادر على أقلمة الاسلام يجمع بين التكوين الفقهي والعلوم المختلفة التي تسهل عملية معرفة الواقع.

IMG 4492
من جهة أخرى اعتبر الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن “المرحلة العصيبة التي نعيشها تستدعي الجرأة ولا يمكن أن نستمر في التعامل مع القضية، على أن تكون هذه الجرأة مرفوقة بالعلم، والوقوف على الاختلالات الموجودة في منظومة تفكيرنا”، وشدد على أن سقف التحديات المطروحة على المسلمين أصبح مرتفعا نظرا للاحداث التي يعيشها العالم وأوروبا خصوصا، “وهو ما يتطلب منا أن نعمل على إيجاد استراتيجية بنفس الارتفاع لمواجهة هذه التحديات بعيدا عن خطاب تصريف الأزمات، خطاب عميق يستجيب لتحديات المرحلتين الراهنة والقادمة عوض خطابات للتهدئة، لأن من مهامنا الوقوف على الاختلالات الاساسية في العمق” يضيف.


وفي نفس الاطار أكد بوصوف على ضرورة ملء الفجوة الموجودة في مجال المعرفة الدينية والعمل على  إحياء المعرفة الحقيقية ووضعها تحت تصرف الباحثين مشيرا إلى أن الوقت قد حان ليقوم المسلمون بأوروبا بإنتاج  معرفة دينية بلغات أوروبية، تتناغم مع الواقع الذي تتوجه اليه وتعيش فيه دون الاعتماد فقط على الترجمة.على صعيد آخر قدم الدكتور مصطفى المرابط في هذه الجلسة الافتتاحية أرضية للنقاش عرض من خلالها التصورات الممكنة لتجاوز المعضلات التي تفرضها إشكالية العلاقة بين الإسلام والغرب، مع جرد المفاصل التي تؤدي بهذه العلاقة نحو التعايش والتكامل عوض التضاد والتصادم.
ويشارك في هذا اللقاء التشاوري الأول مجموعة من الأئمة والخبراء المغاربة في أوروبا في الشأن الديني وأساتذة جمعيين، على أن يشهد يوم غذ الأحد تنظيم لقاء تشاوري ثاني حول  موضوع البحث الجامعي وقضايا الإسلام والجالية المغربية في أوروبا.

WordPress Lightbox
Exit mobile version