انطلقت صباح يوم السبت 30 ماي 2015 بمدينة مراكش أشغال اللقاء الدولي حول موضوع “الإمامُ وتحديات السياق الأوروبي”، والذي يندرج ضمن سلسلة من اللقاءات التي تدور حول مسألة: “الإسلام في أوروبا وتحديات العيش المشترك” المنظم من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج.
بوصوف: الإسلام مشروع حياة وليس مشروع موت
من جهته ركز الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج عبد الله بوصوف خلال كلمته الافتتاحية على قضية الدين والتدين التي جعلها المجلس ضمن انشغالاته الكبرى وخصص لها لجنة عمل متكاملة، واتخذ مقاربة مختلفة عن الفاعلين الاخرين في الساحة المؤسساتية، تنبني على عمل تفكيري ومحاولة لرسم خارطة طريق للمستقبل.
وأكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن اللقاء الدولي الذي تحتضنه مراكش يهدف الى التفكير الجماعي للاجابة عن الاشكاليات المطروحة “في ظل الوضعية الصعبة التي أصبح معها الاسلام في قفص الاتهام، بالنظر إلى لأحداث التي يعرفها العالم، والتي رمت بمجموعة من الشباب في رثون تيارات هدامة تعمل على كسر السلم العالمي”.
وأبرز بوصوف أن العالم يشهد حربا عالمية فيها تحالفين عالميين أنتجت مقولات وخطابات تجر الشباب المسلم للارتماء في احضان هذه الحرب التي لا صلة لها بالاسلام ، مؤكدا أن الإسلام مشروع حياة وليس مشروع موت.
في هذا السياق “كان لزاما علينا أن ندعوا لهذا اللقاء من أجل التفكير في هذه المقولات والخطابات التي تستهدف الشباب وكيف يصل أصحابها إليهم، وكيف السبيل لانتاج خطابات تكون مضادة لهذه الخطابات من باب التفاعل مع الأحداث التي تشهدها الساحة العالمية، والوقوف بحزم لابعاد هذه التهمة عن الدين لان صورتنا هي صورة جماعية يعاني منها المذنب وغير المذنب” يضيف عبد الله بوصوف موضحا أن الاسلام يعيش في مجتمعات تعتبره مواطنا ويجب أن يتعاطى فيها من باب المواطنة.
التجكاني: أكبر تحدي على الإمام في أوروبا هو الواقع الأوروبي نفسه
وأكد التجكاني أنه من هذا المنطلق يجب على الامام أن يكون على وعي بالواقع الأوروبي ومشكلاته ومتناقضاته، وشدد على أن “الجهل بالسياق الأوروبي يفضي في الكثير من الأحيان إلى إصدار فتاوى وأحكام بعيدة عن الواقع والكثير من هذه الفتاوى لا تصدر بسبب الجهل بالنصوص ولكن بالتصور الخاطئ للواقع الأوروبي”.
وطالب الطاهر التجكاني بضرورة التوصل إلى فقه خاص للأئمة في أوروبا يحدد طبيعة التجاذبات بين المؤسسات القانونية والمؤسسات الدينية، وأبرز أن الجهل بالتاريخ الأوروبي قد يجعل الإمام خارج السياق الأوروبي بعيدا عن الواقع، وبالتالي لا يمكن أن ينتج فقها يقدم دلائل مقنعة على اعتبار أن الواقع الاوروبي يتطور بشكل سريع، إضافة إلى كون أوروبا ليست شعبا واحدا وليست رقعة متجانسة بل تنطوي على تباين عميق.
يذكر أن أشغال هذا اللقاء الذي يشارك فيه أزيد من ستين إماما في عدد من الدول الأوروبية ستتمحور حول خمسة محاور هي: “أئمة أوروبا وخارطة التحديات الدينية: تحديات المنظومة الفقهية وتحديات السياق المجتمعي الأوروبي”؛ و”مرجعيات وأصول فكر الغلو: رصد ونقد”؛ و”التفكير في قضية التكفير”؛ ثم “السلفية والمذهبية: تحرير المفاهيم”؛ وكذا “فقه السياسة الشرعية في فكر الغلو”.
هيأة التحرير