قال الأئمة المشاركون في ورشة “أئمة أوروبا وخارطة التحديات الدينية: تحديات المنظومة الفقهية” التي نظمها المجلس صبيحة يوم السبت 30 ماي 2015، إن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه الأئمة في أوروبا، ومنها عدم وجود منظومة فقهية تساير الواقع الأوروبي، وكذا إشكالية التوفيق بين القواعد الشرعية والأصولية وبين القوانين الأوروبية، ومسألة التمييز بين القضايا الكبرى والقضايا الجزئية في التعامل مع النصوص الشرعية.
وركز أكثر من 60 إماما، والذين جاءوا من بلدان أوروبا (ألمانيا، هولندا، إسبانيا، إيطاليا، بلجيكا، فرنسا، والدانمارك،…) في مداخلاتهم على مشكلة الصراعات القائمة بين المسلمين أنفسهم بحكم اختلاف مشاربهم المذهبية والفقهية، و كثرة المدارس الفقهية والعقدية، ووجود تيارات مختلفة تعتمد على منظومات فقهية قديمة قد يترتب على الالتزام ببعض مضامينها من حرج، كالموقف من بعض القضايا مثل الولاء والبراء، ودار الحرب والإسلام…
ولم يفت الأئمة الإشارة إلى إشكالية التطرف المتنامي في أوساط المسلمين وما يستتبعه من التحاق ببؤر التوتر على الصعيد العالمي.
هذا ودعا الأئمة في هذه الورشة إلى تشكيل وعي جديد وآفاق جديدة لتحرير القضايا التي تواجه الإمام، وكذا إعادة النظر في التعامل مع بعض النصوص، والحاجة إلى مرجعية في الفتوى وفي إعطاء الرأي خاصة في القضايا العامة.
كما سلط الأئمة الحاضرون الضوء على أهمية مراجعة بعض النصوص التراثية التي قد تشكل عائقا يحول دون الاندماج الإيجابي وتحقيق العيش المشترك، والاستفادة من العلوم الإنسانية لتطوير أداء الإمام في الوسط الأوروبي.
نشير إلى أن هذه الورشة انعقدت في إطار اللقاء الدولي الأول الموسوم: “الإمامُ وتحديات السياق الأوروبي” المنظم من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج بمراكش على مدى يومين 30 و31 ماي 2015، والذي يندرج ضمن سلسلة من اللقاءات الدولية التي ينظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج التي تدور حول موضوع: “الإسلام في أوروبا وتحديات العيش المشترك”.
هيأة التحرير