شهدت المائدة المستديرة “مرجعيات وأصول فكر الغلو: رصد ونقد” التي احتضنها اللقاء الدولي الذي ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج حول موضوع: “الإسلام في أوروبا وتحديات العيش المشترك: الإمام وتحديات السياق الأوروبي” يوم السبت 30 ماي 2015 بمراكش، مشاركة كل من الأساتذة سعيد بيهي، أستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ورئيس المجلس العلمي المحلي بعمالة الحي الحسني بالدار البيضاء، وإدريس الفاسي الفهري أستاذ كرسي العقيدة بجامع القرويين وأستاذ التعليم العالي بجامعة القرويين كلية الشريعة بفاس، وعبد الرزاق وورقية، أستاذ الأصول والمقاصد بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمدينة فاس.
تمحورت مداخلة الأستاذ سعيد بيهي حول “المرجعيات العقدية لفكر الغلو”، حيث أورد مجموعة من المرجعيات التي يستند عليها فكر الغلو، وتحدث عن مدى قطعية نسبتها للشريعة وظنيتها، داعيا إلى إعادة النظر في المناهج الاعتقادية، وليس في الأصول الثابتة بالكتاب والسنة والإجماع.
وفي هذا الإطار أثار سعيد بيهي مسألة صيرورة الاجتهاد إلى قضايا قطعية وإلى مسلمات خاصة في القضايا المتعلقة بالإيمان والمسائل المرتبطة بتقرير الاعتقاد؛ خاصة بعد أن صار مفهوم الإيمان مقدمة لإخراج الناس من الملة.
أما الأستاذ إدريس الفاسي الفهري فاختار التدخل في موضوع: “من مكامن الخلل في تفسير النصوص”؛ حيث ذكر مجموعة من أوجه الخلل في التعامل مع النصوص الشرعية، ومنها: إهمال مقومات اللغة العربية في فهم النصوص، وإهمال المعطيات التراثية في تفسير النصوص، وعدم التعامل مع الشرع باعتباره بنية متكاملة، وتفسير الجزئيات من دون استحضار الكليات وهو الدور الذي تقوم به مقاصد الشريعة، اللغط بالكليات مع إهمال الجزئيات، إسقاط الآيات المنزلة في الكافرين والمنافقين على المؤمنين.
المداخلة الأخيرة في هذه المائدة المستديرة كانت من إلقاء الأستاذ عبد الرزاق وورقية وكانت بعنوان “نقد الأصول التاريخية للتطرف في ضوء الكليات المقاصدية”، فذكر ضرورة عرض الأصول التاريخية على الكليات المقاصدية، وإعادة النظر في الكثير من المقولات التي لا تنتمي للشرع وإنما للتاريخ، حيث نجد توجها نحو نقض الكليات بالجزئيات القطع بالظن.
يذكر أن أشغال هذا اللقاء الذي يشارك فيه أزيد من ستين إماما في عدد من الدول الأوروبية تتمحور حول خمسة محاور هي: “أئمة أوروبا وخارطة التحديات الدينية: تحديات المنظومة الفقهية وتحديات السياق المجتمعي الأوروبي”؛ و”مرجعيات وأصول فكر الغلو: رصد ونقد”؛ و”التفكير في قضية التكفير”؛ ثم “السلفية والمذهبية: تحرير المفاهيم”؛ وكذا “فقه السياسة الشرعية في فكر الغلو”.
هيأة التحرير