احتضن الرواق المشترك لمجلس الجالية المغربية بالخارج ووزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، اليوم الثلاثاء، لقاء فكريا احتفائيا بالكاتب المغربي الراحل إدريس الشرايبي.
ويندرج هذا اللقاء، الذي تميز بمشاركة الروائي كبير مصطفى عمي، والكاتبة زينب المكوار، وأداره الجامعي قاسم باصفو، في إطار الاحتفاء بالذكرى السبعين لصدور أول رواية مغربية عن الهجرة، وهي رواية “التيوس” للشرايبي، وكذا في إطار التحضير لتخليد الذكرى المئوية لميلاد هذا الأديب في سنة 2026.

الرواية التي يحيل عنوانها إلى مصطلح عنصري فرنسي يشير إلى العرب الذين يعيشون في باريس، تصور حالة المهاجرين من شمال أفريقيا في فرنسا، ولا سيما تهميشهم والصعوبات التي يواجهونها، من خلال نقد اجتماعي قوي ونظرة واقعية لحياتهم غير المستقرة، ولا سيما من حيث السكن والعمل.
بالنسبة للكاتبة الفرنسية المغربية زينب مكوار، فإن رواية “التيوس” قد أدخلت الأدب المغربي إلى الحداثة، من حيث الأسلوب والكتابة والمواضيع. فخاتمة الكتاب الذي أضافها إدريس الشرايبي بنفسه في عام 1989، أظهرت إلى أي مدى لا يزال مضمون هذا الكتاب بعد أكثر من ثلاثين عامًا صالحًا، وهو موضوع له راهنيته حتى في عام 2025“.
وتضيف مؤلفة رواية “تذكر النحل” (كاليمار-2024) أنه بالنسبة إلى الجيل الذي تنتمي إليه، يعتبر عمل إدريس الشرايبي عملًا نقديًا موضوعيًا ودرسًا كبيرًا في الأدب، لأنه بمثابة رواية مضادة لكل تلك المحاولات التي تحاول التحدث في مكان المهاجر والاستفادة من حالته.
من جهته استحضر الكاتب الفرنسي المغربي، كبير مصطفى عمي، في مداخلته مرحلة تعرفه على إدريس الشرايبي في الستينيات، بفضل إدريس اليزمي، عندما أنشأ الأخير مجلة “بلا حدود” التي أصبحت فيما بعد مجلة البركة” كأداة للنضال الثقافي.
واعتبر مصطفى عمي أن قراءة الرواية الأولى لإدريس الشرايبي “الماضي البسيط“فتحت أمامه أفاق جديدة في الأدب، “لم أكن أعرف ما إذا كان بإمكاني خوض تحدي الكتابة مثله، لكن هذا هو الطريق الذي أردت أن أسلكه في الكتابة”، يضيف.
وفي كلمة له في هذا اللقاء التكريمي، أكد رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي أن الفكرة من وراء هذه المائدة المستديرة هي السماح لجيلين بإثرائنا بقراءاتهم المختلفة لرواية “التيوس”، وهي الرواية التي تعتبر بالنسبة إليه أهم الروايات التي كتبت في فرنسا حول الهجرة.
ويرى اليزمي أن هذه الرواية وإن كتبت في الخمسينات إلا أن جوهرها مازال قائما بشكل مجازي اليوم، لأن الصعوبة التي تجدها المجتمعات الأوروبية، ومنها المجتمع الفرنسي، في قبول هذا الجزء من الآخر الموجود داخلها، وتحاول وصمه بطريقة أو بأخرى، وتضعه في الهامش، مازالت قائمة.