لم تحظ علاقات المغرب ببلدان أوروبا الشرقية باهتمام المؤرخين، وإنما ظل البحث حولها حبيس بعض المقالات والندوات. ولذلك، ظلت معرفتنا بالعلاقات التاريخية التي تربطنا بهذه البلدان لا ترقى إلى مستوى رساخة وقدم علاقاتنا بهذه الدول. ووفقًا لذلك، يأتي هذا الكتاب ليقدم سردًا تاريخيًا لا يقف عند حدود الذاكرة المشتركة بين المغرب ودولة النمسا-هنغاريا ولا التاريخ الدبلوماسي بين البلدين، وإنما يشدد بعمق على العبقرية المغربية في صناعة سياسة خارجية حافظت للمغرب على مركزه الدولي وجعلته لاعبًا إقليميًا ودوليًا متميزًا.
وبتفكير أعمق، وعى صناع القرار السياسي والاستراتيجي في المغرب أنه إذا ما أرادوا استمرارية الدولة وتحقيق استقرارها والحفاظ على هيبتها على الصعيدين الإقليمي والدولي، وألا يظلوا رهناً لواقع السياسة الداخلية، يجب عليهم القفز على الواقع الداخلي وتوسيع دائرة انفتاحهم على المحيط الدولي.
للإطلاع على الكتاب، المرجو النقر على الأيقونة أسفله