كان زوار رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج في الدورة 24 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء يوم الأربعاء 14 فبراير 2018 على موعد مع مائدة مستديرة حول التعدد الثقافي لمغاربة العالم شارك فيها نخبة من الجامعيين والمتخصصين من المغرب ومن بعض دول الهجرة المغربية.
بولعوالي وضرورة التلاقي في هوية منسجمة في الخارج
في تقدير التيجاني بولعوالي فإن علاقة الإسلام والغرب محكومة بالجهل المتبادل، وهو الأمر الذي يضع الباحث أمام محددين: محدد التباعد الذي يترسخ مع حضور الجهل المتبادل، ومحدد التقارب الذي يبرز كلما حضرت المعرفة. ومن أجل السير في مسار التقارب يدعو الباحث في جامعة لوفان البلجيكية إلى العمل في فلسفة التعددية التي تمنح الفرص لمختلف المكونات في أن تتعايش فيما بينها مستشهدا بفكرة للفيلسوف ديريدا مفادها ان التعدد هو جوهر الحضارة.
كما فرق نفس المتحدث بين الغرب الإيديولوجي الذي تعبر عنه بعض التيارات في المجتمع وفي النقاش العمومي وبين الغرب الإنساني المتعايش مع الأجانب والذي ساهم في تطور الى الحضارة، محددا في نفس الوقت من التحول الهوياتي الذي يفرض نفسه على الأجيال الشابة من الهجرة ويستدعي الاشتغال على هوية منسجمة تساعد هاته الأجيال على الاندماج السليم.
تمكين مغاربة العالم من ثقافتهم الأصلية
وانطلق الغزاوي من نظرية صراع الحضارات التي تبناها اللسانيين في مجال اللغة الذي ذهبوا في اتجاه تأثر اللغة بالمكونات الثقافية، مما يستدعي على الجاليات المهاجرة عدم الانغلاق في لغة واحدة او لهجة واحدة في المجتمع المتعدد لأن هذا التنوع اللغوي يساعد في التفاؤل بمستقبل أفضل لهؤلاء الشباب.
وتأسف المتدخل نفسه عن تأخر الانتباه في المغرب إلى مسألة التعدد اللغوي، داعيا إلى مسايرة النقاشات الفلسفية في المجتمعات الغربية بخصوص التعدد اللغوي وتمكين الجاليات المهاجرة من لغتها الأصلية إلى جانب لغات المجتمع على أساس التساوي في القيمة وفي الأهمية العملية لكلتا اللغتين.
الهوية المغربية كمدخل لبناء الجسور مع الآخر
وقدم شعيب حليفي نبذة عن مؤلف الشخصية المغربية ودينامية التنوع الذي ساهم في إنجازه رفقة ثلة من المؤرخين والذي حاول تقديم شخصيات مغربية ساهمت في إغناء الحضارة العالمية، كبوابة لانفتاح مغاربة العالم على هويتهم وذاكرتهم لمغاربة العالم وبناء الجسور بين بلد الأصل وبلدان الإقامة على خطى شخصيات مثل ابن بطوطة والحسن الوزان ومصطفى الآزموري وسلوكه الغير عادي مع الأمريكيين في القرن الخامس عشر في ظل الحملات الاستعمارية والذي جعل منه إلى اليوم علما ورمزا يحتفى به في الولايات المتحدة الامريكية بشكل سنوي.
جلوق: الاختلاف اللغوي في المغرب طرح مع الاستعمار
وانتقد جلوق هيمنة الجانب الإديولوجي على التفكير في مسالة التعددية اللغوية في المغرب، مشيرا إلى أن هذا الاختلاف في المسألة اللغوية في مجتمع متعدد وغير متجانس مثل المجتمع المغربي لم يطرح إلا مع الاستعمار الذي حاول تنزيل النموذج الفرنسي المبني على النظرة المعيارية المتفق عليها وعلى اللغة الوحيدة في المجال العام وممارسة كل فئة لخصوصياتها في مجالها الخاص، داعيا إلى مراجعة الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالجالية المغربية بالخارج بهدف تمكينهم نفس الحقوق مع المواطنين في دول الإقامة وعدم التعامل معهم كأقلية.
المدلاوي والأدب المغربي الناطق بالعبرية
وتطرق المتدخل ذاته في هذه المائدة المستديرة إلى الكتابات الأدبية لليهود المغاربة انطلاقا من رواية “الغرباء” لجبرائيل بنصبحون الذي يتحدث عن الهجرة من المغرب إلى باريس قبل الهجرة إلى إسرائيل، والتمزق الذي يعيشه المهاجر المغربي جراء صعوبة الاندماج في بلد الهجرة الذي هو عامل مشترك بين كافة المهاجرين.
وفي هذا الإطار أبرز محمد المدلاوي الحضور المغربي في الأعمال الأدبية المكتوبة باللغة العبرية، وصعوبة الاعتراف بما أسماه “الادب المغربي الناطق بالعبرية” سواء في بلد الإقامة أم في بلد الأصل “عندما اقرا لبنصلحون أجد مدنا مغربية كثيرة وأحيائها وشخوص مغربية وأطباق مغربية فاين يمكن تصنيف هذا النص إن لم نسميه أدبا مغربيا ناطقا بالعبرية؟” يتساءل المدلاوي.
هيأة التحرير