اعتبر الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، أن الوقت قد حان لكي تشتغل الحكومات بشكل مشترك لبلورة إسلام مبني على قيم المساواة وحقوق الإنسان الموجودة في الدين والتي تتماشى مع السياق وقيم الديمقراطية الأوروبية.
وانتقد بوصوف في حوار مع جريدة إل باييس الإسبانية نشر يوم الخميس 19 نونبر 2015 غياب المراقبة والمواكبة المؤسساتية للمساجد من أجل مراعاة مبادئ وقيم هذه المجتمعات من أجل التوصل الى مؤسسات تنتج أئمة متمكنين دينيا وثقافيا ويتقنون أساليب ولغات بلدان الإقامة، داعيا إلى دمقرطة الهيآت المسيرة للمساجد وإدماج الشباب والنساء في تسييرها.
وعن قضية تكوين الأئمة في أوروبا قال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إن هذا الموضوع يتطلب اهتماما خاصا مشددا على ضرورة التركيز على المعرفة العميقة للمؤطرين الدينيين والأئمة لثقافات هذه المجتمعات وكذا إتقان اللغات الأجنبية للدول التي يقيمون فيها، مشيرا إلى الاتفاق الذي عقده المجلس مع معهد غوته الألماني لتمكين الأئمة المغاربة في ألمانيا من اللغة الألمانية؛ كما عبر عن قلقه من الدروس التي تقدم للتلاميذ خاصة في المساجد بالموازاة مع المناهج الرسمية وهو يمرر اليهم إليهم خطابات ثقافية ودينية.
وعن حالة اسبانيا انتقد بوصوف غياب مسجد رسمي يمكن ان يتوجه إليه المسلمون ويحسون بأنهم ممثلون وفخورون بدينهم وبانتمائهم الى المجتمع الإسباني، وأضاف بأن التمثيلية الدينية في إسبانيا لا تعكس حقيقة الجالية المغربية، وأن قوانين وزارة العدل التي تسمح لجمعيات ليست لها تمثيلية بتدبير المساجد داعيا الى الأخذ بعين الاعتبار لمدى تمثيلية هاته الجمعيات ومدى نشاطها لتتمكن من التصويت واختيار من سيولى التدبير والحديث باسمها “نتحدث عن دمقرطة المساجد، وعندها سيعرف من هم القياديون الحقيقيون” يقول بوصوف.
ولم تفت الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج الإشارة الى التجربة المغربية في تكوين الأئمة التي استفادت منها فرنسا من خلال توقيع اتفاق مع المملكة لتكوين خمسين إماما فرنسا، بالتركيز على الجانب الديني وكذا جوانب اخرى تساهم فيها الجامعات الفرنسية مثل تاريخ وثقافة فرنسا وتاريخ الأديان.
وفي معرض إجابته على سؤال حول التطرف قال عبد الله بوصوف إن إنشاء مراكز دينية رسمية ومتعددة الاختصاصات سيقطع الطريق على من يستعملون الانترنت ومواقع التواصل لشحن الناس بالتطرف، مستغلين الفراغ المؤسساتي.
هيأة التحرير