نشرت مؤسسة الملك بودوين البلجيكية يوم الثلاثاء 19 ماي 2015 نتائج دراسة تقدم نظرة سوسيولوجية حول المواطنين البلجيكيين من أصل مغربي وتركي أو الحاصلين على الجنسية البلجيكية.
وأشرف على هذه الدراسة كل من الباحثة كورين توركنس من الجامعة الحرة لبروكسيل ووالباحث إلس أدم من جامعة بروكسيل فريج الفلامانية، بمشاركة فريق من أربع باحثين، وهمت عينة من 700 بلجيكي من أصل مغربي وتركي، تم استجوابهم عبر الهاتف.
وخلصت الدراسة إلى خمس خلاصات أساسية:
1- فيما يتعلق بالارتباط بالبلد الأصلي عبر 75 في المائة من المغاربة عن احتفاظهم بالجنسيتين المغربية والبلجيكية، وهو ما يعزز الهوية لدى هؤلاء المواطنين، إذ عبر ثمانية من أصل عشر أشخاص مغاربة وأتراك عن ارتباطهم “الجيد” و”الوثيق” ببلدانهم، حتى وإن كان أغلبهم يحس بأنهم بلجيكي أكثر من كونه مغربي او تركي (60 في المائة لدى المغاربة و55 في المائة لدى الأتراك)، مما يشكل ارتفاعا مقارنة مع الأرقام التي سجلتها استطلاعات أنجزت قبل خمس سنوات.
وفي هذا الإطار أبرز الدراسة بأن التواجد في سوق الشغل يؤثر بشكل إيجابي على الارتباط بالهوية البلجيكية، وان الارتباط بهوية البلد الأصلي تم التعبير عنه بشكل كبير في منطقة فلاندريا الفلامانية مقارنة مع منطقتي والوني وبروكسيل.
2- الأمر الثاني الذي كشفت عنه الدراسة هو ان الأشخاص المزدادين فوق التراب البلجيكي والمنحدرين من الهجرة المغربية او التركية هم أقل اندماجا ومشاركة في المجتمع البلجيكي، وذلك يرجع بالأساس إلى كونهم يحصلون على فرص أقل في ولوج شوق الشغل وهو ما يتعارض مع القيم الديمقراطية ويجعلهم أقل اهتماما بالحياة السياسية، وأكثر إحساسا بالتمييز مقارنة من البلجيكيين من أصل بلجيكي.
كما تعتبر هذه الفئة أكثر دراية بحقوقها مقارنة مع الأجيال السابقة وأكثر تشبثا بقيم المساواة ويتوفرون على مستوى تعليمي عالي، وهو الامر الذي يدفعهم إلى رفض بعض المهم والمطالبة بالمساواة مع نظرائهم البلجيكيي الأصل.
3- الخلاصة الثالثة لاستطلاع مؤسسة الملك بودوين هي استمرارية نمو الطبقة المتوسطة لدى البلجيكيين من أصل مغربي او تركي، إذ تزداد نسبة الحاصلين على شواهد جامعية كما يسجل ارتفاع في الدخل في صفوف هذه الفئة، حيث يتقاضى حوالي 20 في المائة من البلجيكيين من أص مغربي او تركي شهريا 3000 أورو وهي نسبة مرتفعة مقارنة مع سنة 2009 حيث لم تمكن تتجاوز 2.2 في المائة.
ونفس الارتفاع سجلته للفئة التي يتراوح مدخولها الشهري بين 1500 و2000 أورو، في مقابل انخفاض في عدد الأشخاص المنحدرين من الهجرة المغربية او التركية الذين يوجدون في وضعية الفقر، تضيف الدراسة.
وفي المقابل فإن واحد من كل خمسة أشخاص ينتمون على هذه الفئة يوجد في حالة بطالة دائم، كما ان 60 في المائة من المستطلعة أراؤهم أكدوا تعرضهم للتمييز أثناء البحث عن عمل.
4- بخصوص الجانب الديني فقد كشفت الدراسة أن أزيد نت 95 في المائة من البلجيكيين من أصل مغربي و91 في المائة من الأتراك يقولون بانهم مسلمين، وأغلبهم يفتخر بديانته، كما انهم يتبعون ممارسة شعائرهم الدينية وأغلبهم يتردد على المساجد حتى وغن كان بشكل غير مستمر، ويعطي الزكاة ويقتني المنتوجات الحلال ولا يتناول الكحول.
ولاحظت الدراسة في هذا الشأن أن ارتداء الحجاب يوجد بنسبة 52 في المائة لدى البلجيكيات من أصل مغربي و37 في صفوف البلجيكيات من أصل تركي، في حين 23 في المائة من النساء من أصل مغربي ينزعنه في أماكن عملهن.
بالرغم من أهمية العامل الديني في صفوف هذه الفئة من المواطنين إلى أن الباحثون لاحظوا وجود نسبة مهمة من البلجيكيين المسلمين الذين يعيشون حالة من “الترقيع” حيث يصومون في رمضان ويشربون الكحول، كما ان السيدات اللائي يرتدين بالحجاب لا يذهبن بالضرورة إلى المساجد.
وأثارت الدراسة الانتباه إلى تراجع تردد البلجيكيين المسلمين على المساجد، وفقدان الإمام خصوصا بصفته مرجعا دينيا لمكانته في التكوين الروحي جعل هؤلاء الأشخاص يظهرون مسافة مع المؤسسة.
5- وخلصت الدراسة أخيرا إلى تبني اغلب الأشخاص المنحدرين من أصل مغربي أو بلجيكي عددا من القيم مثل الديمقراطية والتفريق بين الكنيسة والسياسة وحرية التعبير والمساواة بين الجنسين.
ويعتقد 73 في المائة من البلجيكيين من أصل مغربي و65 في المائة من البلجيكيين من أصل تركي أنه عليهم التأقلم مع المجتمع البلجيكي، بينما يبقى الجنس خطا أحمرا بالنسبة لهؤلاء الأشخاص إذ يعارض سبعة من أصل عشرة أشخاص الممارسة الجنسية قبل الزواج.
هياة التحرير