يبدو أن سياسة الأبواب المفتوحة التي كانت تنهجا كندا خلال الثمانينات والتسعينات، والتي أتاحت الفرصة للآلاف من المغاربة ولأسرهم للهجرة إلى كندا، وكانت سببا في تكون جالية مغربية تعد من أهم الجاليات في كندا قد بدأت تنحو منحى معاكسا، يتجه نحو تقليص عدد المهاجرين المغاربة المتوجهين إلى كندا، وذلك بوضع سياسات وقوانين أكثر تعقيدا لتدبير الهجرة إلى كندا.
في عددها الصادر اليوم الجمعة 12 يونيو 2015، كتبت جريدة “لافي إيكو” مقالا تحليليا تناولت فيه انخفاض أعداد المهاجرين المغاربة الوافدين على كندا خلال الأونة الأخيرة، والذي يناهز عدهم 60 ألفا، إذ انتقل عدد المهاجرين المغاربة إلى كندا من 5500 مهاجرا سنة 2009، إلى 3600 مهاجرا فقط مايبن سنتي 2010 و2012 .
وعزت الجريدة هذا الإنخفاض إلى السياسات الجديدة التي تنهجها كندا قصد التقليص من عدد المهاجرين التي تستقبلهم فوق أراضيها خلال الآونة الأخيرة، مبرزة أن “ارتفاع نسبة البطالة في صفوف المهاجرين المغاربة، وما يخلفه هذا من تكاليف للحماية الاجتماعية تتحملها الدولة، فضلا عن الصورة النمطية التي تتحدث عن صعوبة اندمج المهاجرين المغاربيين مقارنة مع بقية الجنسيات في كندا قد تكون أيضا سببا في هذا التوجه الرافض لمزيد من المهاجرين المغاربة فوق الأراضي الكندية”.
كما أورد المقال أيضا أن هذا الانخفاض في عدد المهاجرين لايشمل فقط المغاربة، بل كافة المواطنين المغاربيين خاصة الراغبين في التوجه إلى المناطق الفرانكوفونية، مفسرة ذلك بالسياسة التي بدأت هذه المناطق من كندا تتبناها مؤخرا، والتي ترتكز على فتح الأبواب للمهاجرين الفرنسيين، وإعطائهم الأسبقية، ومنحهم تسهيلات تهم السفر والإقامة والعمل في كندا.
في المقابل، رصدت الجريدة الاهتمام المتزايد باستقطاب الطلبة المغاربة من طرف السلطات الكندية، وخلق برامج تهدف إلى تسهيل التحاق المزيد من الطلبة المغاربة للدراسة هناك، مقابل خفض عدد المهاجرين من العمال المؤهلين، الأمر الذي تعلله السلطات الكندية بكون فئة الطلبة “أسرع اندماجا، وذوي أفق مستقبلية أكثر إشراقا في كندا”.
هياة التحرير