في إطار فعاليات الدورة 24 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء احتضن رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج يوم الأحد 11 فبراير 2018 تقديم كتاب “تاريخ المغاربة في هولندا: حضور وذاكرة” بحضور مؤلف الكتاب عبد اللطيف معروفي والمصور الفوتوغرافي الهولندي روبير دو هارتوخ، والفاعل الجمعوي المغربي في هولندا قاسم أشهبون وعضو مجلس الجالية المغربية بالخارج عن هولندا امحمد الوفراسي.
في كلمته التقديمية لهذا اللقاء ركز عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج امحمد الوفراسي على أهم المحطات التاريخية للهجرة المغربية في هولندا التي بدأت كهجرة لليد العاملة قبل أن تتحول إلى هجرة مستقرة تشكل جزءا من المجتمع الهولندي.
وقدم الوفراسي بعض المعطيات الإحصائية بخصوص الهجرة المغربية في هولندا بحث يصل عدد المغاربة المقيمين بشكل رسمي في هولندا 390 ألف شخص نصفهم من النساء، ويشكلون 18 في المائة من مجموع المهاجرين المنحدرين من الدول النامية و10 في المائة من مجموع المهاجرين في هولندا.
من جانبه تحدث مؤلف كتاب تاريخ المغاربة في هولندا: حضور وذاكرة” عن فكرة إعداد هذا المؤلف التي تعود لتسعينات القرن الماضي عندما تبين وجود فراغ على مستوى التوثيق وهو ما استدعى ضرورة خلق أرشيف لحفظ ذاكرة الهجرة المغربية في هولندا.
كما قدم معروفي مجموعة من المظاهر التي رافقت الوجود المغربي في هولندا والإشكاليات التي رافقت وجود هذا المكون الجديد في المجتمع ليصبح المغاربة بعد نصف قرن من التواجد في هولندا جزءا لا يتجزأ من المجتمع
في نفس الاتجاه ذهب الفاعل الثقافي المغربي قاسم أشهبون الذي تحدث في مداخلته على الجانب الفني في تناول الهجرة المغربية في هولندا. أشهبون وبعد الإشادة بدور مجلس الجالية المغربية بالخارج في التعريف بالهجرة المغربية
واعتبر مخرج شريط “أنعاق” أن إنجاز هذا الشريط يدخل في إطار تسجيل ذاكرة
أما المصور الفوتوغرافي روبير دو هارتوخ الذي ساهم بمجموعة من الصور المأخوذة على امتداد أربعين سنة في هذا المؤلف، فقد تحدث عن بداية الاهتمام بموضوع الهجرة في الستينات كموضوع فوتوغرافي مع قدوم اليد العاملة المغربية والتركية.
وقام دو هارتوخ بإجراء مقارنة بين الجاليتين البارزتين في هولندا، وخلص إلى أنه وبالرغم من كون الحالية التركية كانت سابقة للوصول إلى هولندا واستفادت أكثر من مؤسسات المساعدة الاجتماعية ومؤسسات تعليم اللغة، إلا أنه في العقود الأخيرة هناك اندماج أفضل للجالية المغربية في المجتمع الهولندي
ويظهر في بروز أسماء مغربية في الميدان الفني
ويرسم مؤلف كتاب “تاريخ المغاربة في هولندا: حضور وذاكرة” أهـم المراحـل التاريخيـة لاسـتقرار المغاربـة بالمجتمـع الهولنـدي، ابتـداء مـن ربـط أولـى العلاقـات الدبلوماسـية مـا بيـن المملكـة المغربيـة والمقاطعات السـبع لهولندا فـي مطلـع القـرن السـابع عشـر إلـى مرحلـة المواطنـة المزدوجـة الحاليـة.
وهو يدخل فـي إطـار الـورش الكبيـر الـذي احتضنـه مجلـس الجاليـة المغربيـة بالخـارج منـذ تأسيسه، المتعلق بجمـع وتوثيـق ودراسـة ونشـر وتثميـن تاريـخ الجاليـات المهاجـرة المغربيـة عبــر العالــم. فوعيــا منــه بالأهميــة وبالتحديــات المطروحــة، قــام مجلــس الجاليــة المغربيــة بالخــارج بعمـل متواصـل
يذكر أن رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج سيحتض طيلة فترة المعرض معرضا مستوحى من هذا الكتاب وهـو اسـتمرار للمعـرض “حضـور وذاكـرة” الـذي نظمـه المجلـس ســنة 2009 فــي مــدن أمســتردام، أكاديــر، طنجــة، الحســيمة، الناظــور، المحمديـة والـدار البيضـاء بمناسـبة الذكـرى الأربعينيـة لتوقيـع الاتفاقية الثنائيـة لجلـب اليـد العاملـة مـا بيـن المغـرب وهولنـدا فـي 14 مـاي 1969.
هيأة التحرير