تمحورت المائدة المستديرة الثانية في اليوم الثاني من أشغال اللقاء الدولي حول موضوع “الإمام وتحديات السياق الأوروبي”، الذي ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج بمراكش، حول مسأة تحرير مفاهيم السلفية والمذهبية.
وأكد الأستاذ بكلية الشريعة بفاس محمد العمراوي على ضرورة ضبط مفهوم السلفية والتمييز بين ما أسماه السلفية الحقة، سلفية المناهج والأفكار، وبين والسلفية المدعاة، وهي سلفية الأشخاص.
وخلال تمييزه بين مفهومي السلفية الحقة والسلفية المدعاة قدم الدكتور العمراوي أوجه الاختلاف بين المفهومين في قضية الايمان والاشكالات المطروحة، حيث قال إن السلفية الحقة تجعل العمل شرطا تكميليا في الايمان وليس شرط صحة، وهو ما تتعارض معه السلفية المدعاة التي تجعل العمل ركنا من اركان الايمان، معتبرا الأمر بمثابة مدخل لتكفير عامة المسلمين؛ نفس التعارض ينطبق على مسألة الجبر والاختيار، حيث تقول السلفية الحقة إن الله خالق افعال العباد والعباد يكسبون افعالهم، بينما تنسب السلفية المدعاة الافعال الى الناس نسبة مطلقة.
موضوع آخر يوضح بحسب أستاذ مادة أصول المذهب المالكي، الفرق بين المفهومين هو موضوع المرأة؛ فسلفية المنهج تجعل المراة شقيقة الرجل في الاحكام والاعمال والتكاليف، وتبوؤها مكانة لائقة، في حين تحجم سلفية الأشخاص دور المرأة و”تقصره على اشياء تافهة وتلزمها بما لا يلزمها به الشرع”. من جهته تركز عرض الباحث في علوم الشريعة والتصوف عدنان زهار، في هذه المائدة المستديرة التي سيرها عبد الصمد اليزيدي عضو المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، حول موضوع فهم السلف بين التنظير الأصولي والتعصب المذهبي.وأبرز الباحث أن الإشكال يكمن ببالأساس فيما أسماه ب”قيد فهم السلف” الذي يحعل الكثيرين يحصروا الناس ويقيدونهم في فهم معين لأحد أهل العلم بالتخويف والترهيب”، داعيا إلى بحث ومناقشة فهم السلف، وتحرير ما يتصل به من جزئيات وعدم حمل النا على الشاذ الاقوال.
أما الباحث المصري عثمان عبد الرحيم فقد انتقد التضييق الذي تعرض له أفق السلفية في العصر الحديث حتى أصبح معرضا لاحتكار فكري وأنانية منهجية، وأقحم في مضمونه ما ليس منه وتمت احتكاره من طرف مجموعة من طلاب صغار العلي بحسب تعبيره.
وحدد المشرف العام على مركز بصائر في الكويت ثلاث مؤثرات تاريخية في مسيرة السلفية المعاصرة، وربطها بظهور الفكر النجدي، وعودة اجتهادات تاريخية وضعت في سياقات سياسية معينة، ثم المؤثر الثالث ربطه عثمان عبد الرحمان بكتب المودودي وسيد قطب.
هيأة التحرير