التعنيف النوعي مازال مستمرا على النساء المهاجرات في إسبانيا، فبالرغم من أن نسبتهم لا تتجاوز 10% في المجتمع لكنهم يمثلون الفئة الأكثر حضورا بالمحاكم في قضايا العنف ضد النساء، بنسبة 35%، كما أوردت ذلك صحيفة نوتيسياس دي جيبوسكوا”، التي تصدر في منطقة خيبوسكوا، إحدى المناطق الثلاث في إقليم الباسك (شمال إسبانيا).
ولعل بروز هذه الظاهرة بحسب الصحيفة، يعود إلى كون هؤلاء النساء يكن بعيدين عن بلدانهم مما يجعلهم أكثر ضعفا، والأخطر من هذا كونهن أصبحن هدفا رئيسيا للعنف الذكوري، إلا أنهم لا يستطيعن الاستمرار في المتابعة القانونية للجانين.
ونقلت الجريدة في عددها الصادر اليوم 5 يوليوز، عن معلومات مرصد مكافحة العنف المنزلي والنوعي، أن واحدة من كل عشر نساء اللواتي يرفضن الاستمرار في المساطر القانونية لمتابعة الجانين، هي امرأة مهاجرة.
وتستقي هذه المؤسسة إحصائياتها من البيانات التي تم جمعها في المحاكم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2010 وتعكس النتائج التي توصل إليها الحفاظ على الأرقام وتحققت خلال العام الماضي العامة.
كما ذكرت الجريدة الباسكية، أنه خلال سنة 2009 ثلاثة من أربع نساء معنفات كن من الأجنبيات، ويرجع الخبراء تفسير الأمر إلى أن العنف يمارس بحدة أكبر على النساء الأجنبيات، “وذلك يعكس تغيير الأدوار الذي تعرفه هذه الفئة عند عملية الهجرة، ورفض تقبلهن في العديد من الأسر، بسبب الدور الاجتماعي للمرأة ، التي تبدأ العمل وشغل مناصب داخل التسلسل الهرمي للأسرة ، مما يضايق العديد من الأزواج، ويزداد التوتر داخل الأسر عندما تحقق المرأة الاستقلال الاقتصادي” يضيف نفس المصدر.
داخل إقليم الباسك، تم تسجيل خلال الثلاثة أشهر الأخيرة 198 طلبا للحماية، تم قبول 131 طلبا من بينها أي ما يشكل 66% من مجموع الطلبات، وعلى المستوى الوطني فإن عدد الملفات التي تمت معالجتها بلغ 9.200 ملفا، تم قبول 6.074 ملفا أي 66% من الملفات المعروضة على العدالة، ويأتي إقليم مدريد متبوعا بإقليم كاطالونيا على رأس قائمة الأقاليم التي تسجل محاكمها أكبر عدد من طلبات الحماية.
وطبقا للإحصائيات التي نشرت شهر أبريل، فإن النساء الإكواطوريات والكولومبيات يشكلن أكثر من الربع، في مجموع النساء المهاجرات المعنفات، اللائي يتقدمن بشكايات لدى المصالح المختصة.
أما فيما يتعلق بفئة القاصرات، فقد أظهرت إحصائيات قدمها المرصد الباسكي للشباب، أنه في سنة 2004 سجلت 90 حالة اعتداء على فتيات يبلغن من العمر أقل من 18 سنة ، وبلغ الرقم 111 حالة في السنة الموالية، ليرتفع إلى 150، سنة 2006، أما في 2007 فقد بلغ عدد القاصرات المعنفات إلى 198 لينخفض سنة 2008 بنسبة صغيرة ويستقر في 196.
محمد الصيباري
5/07/2010