مازالت قضية الهجرة تخطف الأضواء في فرنسا، فبعد عمليات طرد الغجر الذين يصل عددهم في البلاد إلى 15 ألفا، وتدخل لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري لحث فرنسا على تفادي عمليات الطرد، جاء الدور على مسألة أخرى مرتبطة بنفس القضية، هي مسألة سحب الجنسية الفرنسية.
اقتراحان حول “سحب الجنسية الفرنسية” متطابقان في المبدأ لكنهما في الجوهر متباينان لكل من وزير الداخلية، ووزير الهجرة، دفعا الرئيس نيكولا ساركوزي إلى التدخل للبث في هذه القضية.
بحسب ما أعلنته الوكالة الفرنسية للأنباء فإن الرئيس نيكولا ساركوزي سيعقد اجتماعا في قصر الإليزيه يوم الجمعة (3 شتنبر) للبت في آليات سحب الجنسية الفرنسية، واعتبرت ان الرئيس يريد تطبيق هذا الإجراء على متعددي الزوجات ومرتكبي جرائم محددة.
ونقلت الوكالة عن وزير الهجرة إيريك بيسون قوله إن ساركوزي ورئيس وزرائه، فرونسوا فيون، سيرأسان اجتماعا للبت في التعديلات الواجب إدخالها على القانون بغية سحب الجنسية من المجنسين الذين يدانون بارتكاب جرائم.
وكان وزير الهجرة، إيريك بيسون قد أقر بوجود “اختلاف حقوقي” مع وزير الداخلية بريس اورتفو، بشأن أللتعديلين اللذين يهدفان إلى سحب الجنسية من المهاجرين المجنسين المتورطين في عمليات قتل رجال أمن أو كل حامل للصفة الأمنية بفرنسا.
وبموجب التعديل الأول، الذي تقدم به وزير الداخلية، ستستحدث في القانون جريمة تجمع بين “تعدد الأزواج في الواقع” و”الاحتيال” و”استغلال الضعف”، وسيعاقب على هذه الجريمة كل شخص يعمد باسم الإسلام وعن طريق إقامة علاقات مع أكثر من امرأة واحدة، إلى الاستفادة بشكل احتيالي من المنح الاجتماعية الحكومية.
أما التعديل الثاني فينص على سحب الجنسية الفرنسية من “كل شخص من اصل أجنبي تعمد تشكيل خطر” على حياة شرطي ودركي أو اي ممثل للسلطة، وسيشمل هذا التعديل الذين حصلوا على الجنسية قبل اقل من عشر سنوات والمحكوم عليهم ب”السجن خمسة أعوام على الأقل” بحسب جريدة ليبيراسيون.
وهو أمر لم يستسغه زميله في الحكومة إيريك بيسون الذي يريد أن تطال التعديلات فقط الجرائم الأكثر خطورة أي “تلك التي تعرض للخطر امن الوطن”، كما أوضح أن لديه عددا من التحفظات على أن تصل العقوبة على تعدد الزوجات إلى حد سحب الجنسية.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية فإن مشاريع التعديلات هذه هي كلها ثمرة قرار ساركوزي تشديد الإجراءات الأمنية في البلاد والذي أعلنه أواخر يوليوز الماضي، بعد سلسلة الحوادث الأمنية التي شهدتها فرنسا.
محمد الصيباري
31/08/2010