توفي مساء الثلاثاء 14 شتنبر 2010، بالعاصمة الفرنسية باريس المفكر الفرنسي من أصل جزائري والمختص في الفكر الإسلامي، محمد أركون.
برحيل أركون تكون الساحة الفكرية قد افتقدت لأحد أكبر الباحثين في الفكر الإسلامي، وواحدا من دعاة الحوار بين الأديان والثقافات، مكنه انفتاحه الكبير على المسيحية من ربط علاقات صداقة مميزة مع عديد المسيحيين.
محمد أركون المزداد سنة 1928 في بلدة تاوريرت- ميمون في تيزي وزو بمنطقة القبائل الكبرى بالجزائر، كانت تربطه علاقة مميزة مع المغرب وأوصى بأن يدفن في الدار البيضاء، وقام بزيارات عديدة للمغرب من بينها زيارته لمعرض “ذاكرة” المنظم من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج بمدينة طنجة سنة 2009 (انظر الصورة).
في بداية مشار حياته الممتد ل82 سنة، انتقل المفكر أركون مع عائلته إلى بلدة عين الأربعاء حيث باشر دراسته الابتدائية بها، وكان من بين القلائل من أبناء المسلمين الذين درسوا في مدارس فرنسية.
وبعد أن أكمل دراسته الثانوية في وهران، تابع محمد أركون تعليمه الجامعي بكلية الفلسفة في الجزائر قبل أن ينتقل إلى جامعة “الصوربون” في باريس، حيث واصل دراسته.
بفضل الأستاذ الجامعي الفرنسي الباحث في مجال الدراسات الإسلامية لوي ماسينيو، حصل أركون على شهادة التبريز في اللغة والأدب العربيين من جامعة الصوربون، ليتجه بعد ذلك نحو التدريس حيث درّس بجامعات عديدة في أوربا والولايات المتحدة والمغرب، وقد كان مهتما بدراسة وتحليل الفكر الإسلامي.
ودفع حب الاستكشاف المفكر محمد أركون إلى الاهتمام بالحياة الإنسانية العربية خلال القرن الخامس، خصوصا فكر مسكويه، الذي اتخذه كموضوع لأطروحته.
وفي سنة 1980 أصبح محمد أركون أستاذا في الصوربون الجديدة-باريس 3، ودرس فيها تاريخ الفكر الإسلامي وطور اختصاصا هو الإسلاميات التطبيقية، قبل أن يتقاعد ابتداء من 1993، لكنه استمر في إلقاء محاضرات في كافة أنحاء العالم.
وكان محمد أركون مقتنعا بأن الحدث التاريخي الذي مثله “الكلام القرآني التي تحول نصا” لم ينل الاهتمام العلمي الذي يستحقه، وانه لا بد من البدء بأوراش علمية واسعة بهذا الشأن.
وبالنسبة إليه فإن التعريفات الثلاثة للوحي : التعريف الإسلامي واليهودي والمسيحي، لا يمكن فصلها عن بعضها البعض ودراستها تقدم لكل منها إضاءات مفيد.
وقد خلف أركون مكتبة ثرية بالمؤلفات والكتب يتمحور جلها حول الفكر الإسلامي.
محمد الصيباري + وكالات
15/09/2010
محمد أركون وسط ساحة الأمم بمدينة طنجة في زيارة لمعرض “ذاكرة” المنظم من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج