أكد منتدى الأعمال والتنمية بشمال إفريقيا اليوم الاثنين ببرشلونة، أن بلدان اتحاد المغرب العربي التي تتوفر على إمكانات كبيرة للاندماج الاقتصادي مدعوة إلى استغلال هذه الإمكانات.
وأبرز المشاركون في هذا المنتدى المنظم في دورته السادسة في إطار الأسبوع المتوسطي الثالث للفاعلين الاقتصاديين بمنطقة البحر الأبيض المتوسط أن الاندماج المغاربي يمكن أن يجعل من هذه المنطقة منطلقا وأرضية للتنمية في إفريقيا وفاعلا قويا في إطار الفضاء الأورومتوسطي.
ودعوا في ندوة حول موضوع “حتمية الاندماج” إلى تسهيل الاندماج القطاعي بين بلدان المغرب العربي في مجالات تشمل بالخصوص الطاقة والأبناك والصناعات الغذائية والغذائية والنقل والسياحة.
وفي هذا الإطار، أبرزت مديرة الشؤون الاقتصادية في اتحاد المغرب العربي سعيدة منديلي أن منطقة المغرب العربي تواجه تحديات جديدة خاصة مرتبطة بالأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، معتبرة أن هذه الأزمة يمكن أن تكون رافعة قوية للتعبئة من أجل بناء مستقبل مغاربي مشترك.
وأكدت أن “الاندماج المغاربي أصبح حتمية لا محيد عنها لمواجهة تحديات التنمية التي تواجهها البلدان المغاربية”، مضيفة أنه “من الضروري” القيام بأعمال متشاور بشأنها لتمكين المنطقة من تحقيق اندماج إيجابي في إطار العولمة وتمكين المغرب العربي من إسماع صوته والدفاع عن مصالحه.
وذكرت سعيدة منديلي بأن العديد من المبادرات الهادفة إلى تمهيد الطريق لتعميق الاندماج الاقتصادي المغاربي تم اتخاذها بالفعل، مشيرة الى وجود تقارب في المصالح لدفع هذا التكامل من خلال تطوير مشاريع مشتركة لتحقيق الأهداف الأساسية لاتحاد المغرب العربي.
ومن جهته، أبرز العربي الجعايدي عضو اللجنة العلمية بالمركز المغربي للظرفية أن العديد من الدراسات أكدت على أهمية الاندماج ببلدان المغرب العربي التي يتعين عليها مواجهة تحديات مختلفة لجعل هذه المنطقة فاعلا قويا بالمنطقة الاورومتوسطية.
ودعا في هذا الصدد إلى إعداد “مقاربة منفتحة ومعمقة للاندماج” المغاربي، معتبرا أنه “من الضروري” التفكير في إحداث نموذج اقتصادي لهذا الغرض.
ومن جانبه، أكد نائب مدير العلاقات الاقتصادية الثنائية مع البلدان النامية في وزارة الشؤون الخارجية الاسبانية خواكين ماريا دي أريستيغى أن إسبانيا ستعمل خلال رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي ابتداء من فاتح يناير القادم على جعل الاندماج المغاربي “أحد المحاور الرئيسية لعمل الاتحاد الأوروبي”.
وشدد على “الايجابيات الكبرى” للاندماج المغاربي بالنسبة لبلدان اتحاد المغرب العربي ومنطقة البحر الأبيض المتوسط والقارة الإفريقية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء تم تنظيمه في إطار الأسبوع المتوسطي الثالث للفاعلين الاقتصاديين، المنظم من قبل جمعية غرف التجارة والصناعة بحوض البحر الأبيض المتوسط وغرفة التجارة ببرشلونة.
وسيتم في إطار هذا المنتدى الاقتصادي المتوسطي تنظيم عدد من اللقاءات الاقتصادية بمشاركة عدد من الشخصيات التي تنتمي إلى عالم السياسة والمال والمقاولة، من بينها الدورة السادسة لملتقى الأعمال والتنمية بشمال إفريقيا، الذي يعتبر أحد أهم الملتقيات التي تجمع بين رؤساء المقاولات ببلدان أوروبا والمغرب العربي (2 و3 نونبر)، والمنتدى الاقتصادي للمدينة المتوسطية (3 و4 نونبر)، والملتقى الاورومتوسطي لبرشلونة (5 نونبر) ومنتدى النساء المقاولات بحوض البحر الأبيض المتوسط (5 و6 نونبر).
كما سيتم في إطار هذا المنتدى المتوسطي الثالث تنظيم اجتماعات بين المنعشين الاقتصاديين بضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط، ستخصص لتعزيز التعاون الاقتصادي في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتسهيل المبادلات التجارية وإمكانيات تقوية الشراكة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
و م ع