بعد صراع داخلي مرير تقرر “إيما” الانتصار للحب وإعلان تمرد نهائي لا رجعة فيه على عولمة ظلت لوقت طويل تتأرجح بين الرضوخ لها والانطلاق .
انتظر الجمهور طويلا وراء كاميرا المخرج الإيطالي لوكا كادانيينو كاميرا سريعة تلحق قصصا تنمو وتكبر. قصة “إيما” الأم والزوجة مع زوجها الذي ورث تركة ثقيلة تتمثل في مصنع عائلة “ريتشي” وهو منشغل بأعماله إلى حد إهمال الزوجة التي انغمست في حياة رتيبة.
الابن “إيدواردو ريتشي” والإبنة “إيفا” مسار آخر. يجد الأول ورغما عنه وتطبيقا لوصية “إيدواردو” الجد نفسه وجها لوجه مع عولمة قادمة بقوة وهو يصارع لإنقاذ مصنع العائلة من الأزمة العالمية التي ستعصف به في الأخير.
“بيتا” الفنانة التشكيلية والفوتوغرافية ترسم لنفسها بعيدا عن أنظار العائلة وبتواطؤ مع الأم حياة أخرى بعيدة كل البعد عن اهتمامات الأب حيث تفضل تقاسم حياتها الحميمية مع زميلة لها بعد أن تخلت عن حبيبها الأول.
من مدينة ميلانو يبدأ المخرج أحداث قصة شريط “أنا الحب” الذي عرض في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش …منزل فخم لعائلة ريتشي البورجوازية نقل خلالها لوكا كادانيينو تفاصيل صغيرة …ستكبر لتكمل في الأخير الصورة وبالتالي خدمتها لرسالة الشريط التي لم تتضح معالمها إلا مع بداية فصل الربيع عندما تتعرف “إيما” ذات الأصول الروسية على أنطونيو صديق ابنها الموهوب في فن الطبخ .
هذا اللقاء سيغير مجرى حياتها حيث تتحول كاميرا المخرج إلى أجواء البادية الإيطالية وهناك تطلق “إيما” العنان لعواطف جياشة كبحتها لسنوات طوال.
يكتشف الابن الذي كانت تربطه مع والدته علاقة تفاهم (الأكلة المفضلة “أوخا” التحدث باللغة الروسية…) العلاقة الحميمية بين والدته وصديقه وعلى إثر حادث غير مقصود يلقى الابن مصرعه.
وكما الحمامة التي رصدها المخرج بالكنيسة أثناء مراسم جنازة الابن وهي تبحث عن مخرج عن الحرية والانطلاق انطلقت “إيما” مختارة الحب عن العيش تحت ضغوط الماديات وكل ما يرتبط بها.
تخلت عن كل شيء يذكرها بهذا الماضي حتى ملابسها الفاخرة.. وانتصرت للحب ضدا على العولمة بكل تجلياتها.
عبد الله البشواري، و م ع