واستعاد المشاركون في جلسة ختامية للقاء الدولي لليهود المنحدرين من فاس، مساء الأربعاء، فصولا من تاريخ العاصمة العلمية للمملكة منذ إنشائها، مركزين على المكانة المحورية التي احتلتها جامعة القرويين، كنظير لجامعتي الأزهر بمصر والزيتونة بتونس.
وتناول المتدخلون أيضا المسار الاجتماعي والتاريخي لليهود المنحدرين من فاس وإسهامهم في تطور المغرب، البلد الذي عرف، حسب المداخلات، كيف يبني مستقبله بثقة بتزامن مع تعزيز تجذره في الحداثة.
واعتبر المشاركون أن الثقافة اليهودية بفاس تشكل عنصرا رئيسا ضمن الثقافة المغربية ومصدر اعتزاز وطني، مضيفين أن الهوية الوطنية للمملكة تتميز بتنوعها وطابعها التعددي.
ومن جانبه، تطرق الجامعي والمؤرخ المغربي محمد كنبيب الى تاريخ اليهود بفاس وعطاءاتهم التي واكبت تاريخ المدينة ودورها في مسار المغرب منذ تأسيسه، متوقفا عند نماذج من الشخصيات اليهودية التي أثرت في هذا المجرى من قبيل الفيلسوف موسى ابن ميمون الذي أقام رفقة أسرته في المدينة العتيقة منتصف القرن 12 م.
كما تناول كنبيب مساهمة يهود فاس في تطوير اقتصاد المغرب، خصوصا في مجالي التجارة والصناعة التقليدية.
وأوضح في هذا السياق أنه في سنوات العشرينات من القرن الماضي، بادر “المعلمون” اليهود، برغبة في مواجهة المنافسة، إلى تطوير الأدوات التقليدية لإنتاجهم من خلال الحصول على آلات ومعدات حديثة لتحويل الذهب على سبيل المثال.
وتميز اللقاء الدولي لليهود المغاربة المنحدرين من فاس، الذي جرى على مدى يومين، بتنظيم معرض تمحور حول كتابات تاريخية تتناول تاريخ وتقاليد يهود فاس وحياتهم اليومية.
وأتاح اللقاء لليهود المنحدرين من فاس الالتئام في إطار عائلي قاموا خلاله بزيارة للمدينة العتيقة لفاس، وكذا لحامة مولاي يعقوب وصفرو وإيفران وإيموزار وأزرو.
و م ع