حذر اجتماع للحاخامين الأوروبيين في موسكو من أن الحظر الذي فرضته سويسرا على بناء المآذن سيشعل العداء للأجانب ويهدد بجعل اليهود الهدف التالي لعدم التسامح الديني.
وقال فيليب كرمل مدير العلاقات الدولية في مؤتمر الحاخامين الأوروبيين لرويترز اليوم الخميس إن الحاخامين نددوا في بيان أصدروه بعد اجتماعهم الذي استمر يومين بنتيجة الاستفتاء السويسري الذي أجري يوم الأحد.
وقال “المثال السويسري تقليدي.. اليمين المتطرف لن يستهدف المسلمين وحدهم”.
ووافق الناخبون السويسريون على حظر بناء مآذن جديدة في استفتاء يوم الأحد متحدين الحكومة والبرلمان اللذين رفضا هذه المبادرة اليمينية بوصفها تنتهك الدستور السويسري وحرية الأديان والتسامح التقليدي الذي تعتز به البلاد.
وقال كرمل الذي كان يتحدث بعد اختتام مؤتمر الحاخامين الأوروبيين إن أي تحرك في اتجاه العداء للأجانب أو المشاعر القومية المتطرفة “سيء بالنسبة لليهود”. وأضاف “نمو اليمين المتطرف يضفي شرعية على الآراء المعادية للأجانب”.
وقال إن المشاركين في المؤتمر الذي يمثل أكثر من 800 حاخام من أكثر من 40 دولة أبدوا قلقهم من أن اليهود قد يصبحون الهدف التالي لتصاعد في المشاعر اليمينية أثاره حظر بناء المآذن.
واجتمع الحاخامات في معبد كورال التاريخي في موسكو الذي كان مسرحا لاحتجاجات اليهود في العهد السوفيتي حين تزاحم ضباط المخابرات السوفيتية داخل المعبد لدرجة أن فضل المصلون الاجتماع في الشوارع المحيطة به. وأجريت عمليات تجديد للمعبد.
وعبر الحاخامات عن سعادتهم لانبعاث الحياة اليهودية في روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
وقالوا إن نمو التطرف الإسلامي في عواصم أوروبا الغربية جعل حياة الجاليات اليهودية هناك صعبة.
وقال جوناسان أبراهام وهو حاخام من لندن انه “لأمر مثير أن نرى الآن أن السير في شوارع موسكو بالنسبة لليهودي أكثر أمانا منه في كثير من العواصم الأوروبية الغربية حيث تشعر بالعداء”.
وقال الحاخامات إن اليهود يعيشون في ظل إجراءات أمنية مشددة في المدارس والمعابد في بعض المدن الأوروبية بسبب تهديد الأصوليين الإسلاميين.
وقال كرمل “لا يمكن الحديث عن المحرقة في بعض فصول الدراسة لأن الأطفال المسلمين سيعترضون ويتساءلون عن الداعي لمناقشة ذلك”.
وطالب الحاخامات الأوروبيون حكومات الدول الأوروبية بمحاربة التطرف الإسلامي بالالتزام بعدم الحوار مع تنظيمات أصولية وممثليها.
وقال كرمل “نظرا لعدم وجود هيكل يضم المجموعات الإسلامية يميل الساسة لتفضيل الحوار مع أولئك الذين يبدون الأعلى صوتا لكنهم لا يمثلون أحدا بالضرورة”.
رويترز