مجلس الجالية المغربية بالخارج يفتتح أنشطته الثقافية والعلمية بمعرض الكتاب بتقديم كتاب جماعي "المغاربة مهاجرون ورحالة"

الجمعة, 09 فبراير 2018

الهجرة والرحلة خاصيتين طبعتا التاريخ المغربي منذ ألاف السنين، وتقليد قديم جعل من المجتمع المغربي مجتمع تنوع وملتقى للثقافات وفضاء حيويا منفتحا على العالم، حتى أصبح من الصعب تحليل العناصر الأساسية المكونة للمجتمع المغربي من دون التركيز على البعد التاريخي لهجرة الإنسان المغربي، والذي يجعل من المغرب بلدا غنيا متعدد الروافد، كما أشارت إلى ذلك ديباجة دستور 2011.

2وقد اختار مجلس الجالية المغربية بالخارج أن يفتتح بهذا المؤلف الجماعي برنامج مشاركته في الدورة 24 من المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء يوم الجمعة 9 فبراير 2018 برواق المجلس، بمشاركة ثلة من الدكاترة الذين أسهموا بمقالاتهم في هذا المؤلف مثل، ليلى مزيان والجيلالي العدناني وعثمان المنصوري وفؤاد كسوس.

خلال مداخلة له أكد المؤرخ عصمان المنصوري على أن التعدد الثقافي جعل من المغرب أرضية للتبادل المتعدد الأوجه بداية بالتبادل الثقافي والإنساني، مبرزا أن المكون المغربي كان دائما قيمة مضافة للمجتمعات التي يعيش فيها.

3من جانبها ركزت المؤرخة المغربية المتخصصة ليلى مزيان ليلى مزيان على ثراء وكثافة التبادلات بين ضفتي المتوسط مؤكدة ان الكتاب حاول تسليط الضوء على شخصيات مغربية منسية بصمت تاريخ الإنسانية مثل مصطفى الأزموري المعروف في الولايات المتحدة اكثر من المغرب والذي وصل إلى الولايات المتحدة ليكتشف تكساس.

1أما الباحث في فن الملحون المغربي فؤاد كسوس فقط تطرق في مداخلته إلى بعض الشخصيات المغربية المؤثرة في التاريخ مثل بنعلي الدمناتي التي كان متخصصا في العلوم الباطنية وبحث عنه جنرال تركي في مكة لعلاج ابنته، وبعد ان شفيت تم تعيينه قائدا في الجيش التركي.

لقد جاء مؤلف "المغاربة: مهاجرون ورحالة" في قسمين كبيرين، يعرض الأول الأصول التاريخية للهجرة المغربية كتقليد متجذر من آلاف السنين ربط الشرق بالغرب، ويقدم نبذة عن أكبر الرحالة المغاربة مثل جوبا الأول أحد إمبراطورات روما، والإدريسي الذي وضع اول خريطة للعالم سنة 1154، والرحالة والمكتشفون المغاربة المعروفين عالميا مثل ابن بطوطة وابن الوزان (ليون الإفريقي) اللذان كان من أوائل من كتبوا رحلاتهم إلى مناطق في أوروبا وإفريقيا والمتوسط؛ كما يعيد الفصل الأول رسم مسارات رحالة مغاربة ذهبوا في مهمات رسمية كدبلوماسيين وتجار ورجال دين نشروا الطرق المغربية في إفريقيا وأوروبا..

أما الفصل الثاني من هذا المؤلف الذي يتطرق لدينامية الهجرة في التاريخ الراهن، فيسلط الضوء بدوره على مجالات جديدة للهجرة المغربية، يقدم نماذج تعرض مختلف جوانب الهجرة المغربية الحديثة من اللجوء السياسي كشكل من أشكال الهجرة وإسهامات المغاربة في مجالات الموسيقى والثقافة والتشكيل والرياضة في دول الإقامة.

 

الصحافة والهجرة

Google+ Google+