أكادميون يناقشون بمراكش إدراكات وتمثلات اليهود في الإنتاج الأدبي المغربي

الأربعاء, 14 نونبر 2018

في إطار أشغال اللقاء الدولي حول "اليهود المغاربة: من أجل مغربة متقاسمة" الذي ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج بشراكة مع مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تطرقت الندوة الأخيرة ليوم الأربعاء 14 نونبر 2018 لموضوع إدراكات وتمثلات حول اليهودي في الإنتاج الأدبي.

وقد عرفت هذه الندوة التي تولى تسييرها الصحافي وعضة مجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الغني دادس، كل من محمد حاتمي، أستاذ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس؛ وكريمة اليتربي أستاذة جامعية بالرباط ومديرة معهد كونفوشيوس؛ وخديجة الكـور سوسيولوجية، وعضو الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، وبوبكر الحيحي أستاذ، وناقد سينمائي.

الأعمال الأكاديمية وأثرها على تمثلات اليهود المغاربة 

في مداخلته بهذه المناسبة تطرق الجامعي محمد الحاتمي إلى الإنتاج الأدبي حول اليهود المغاربة في الجامعات المغربية، والذي يعكس الاهتمام الذي بدأ يحظى به تاريخ اليهود المغاربة. هذا الاهتمام الأكاديمي انطلق بحسب الحاتمي سنة 1994 عندما نشرت جامعة محمد الخامس بالرباط أطروحة الباحث محمد كنبيب حول اليهود والمسلمين من  1912 إلى 1948، وهو الكتاب الذي خلق نقاشا في النخبة الجامعية المغربية من ناحية الشكل كما المضمون « حيث سافر بنا الكاتب إلى الأحداث في القرت الثامن عشر والقرن العشرين ومسارات الجاليات المغربية اليهودية في لحظات الشدة والفرح »  يضيف.

ويعتبر  أستاذ التاريخ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس  هذا العمل الأكاديمي محاولة قطعت مع الكتابات الموجودة حول اليهود المغاربة والتي طبعتها أساسا الكتابات الكولنيالية حول اليهود المغاربة والكتابات التي فيها نوع من التحسر على الماضي، مؤكدا على أن قيمته العلميى تكمن أيضا في اعتماده على مجموعة كبيرة من المراجع من مختلف المصادر،وكذا الحضور المتناغم لمجموعة من الحقول المعرفية في العلوم الإنسانية. 

وبحسب نفس المتحدث فإن الأعمال الأكاديمية حول اليهود المغاربة في الجامعات المغربية كان لها أثر على تمثلاث اليهود المغاربة، وقد عززت من حضورهم في الأدب المغربي وأيضا في الموسيقى وفي السينما وأيضا في الصحافة، وصولا إلى الدستور الذي اعترف بالمكون العبري كرافد من روافد الهوية المغربية.

كريمة اليتربي تعيد إحياءأعمال إدموند عمران المليح

أما الأكاديمية المغربية كريمة اليتربي فقط خصصت مداخلتها لتقديم أطروحتها حول  أعمال الكاتب المغربي اليهودي إدمون عمران المالح الذي كان يحب نعته بالحاج، وهو الاختيار الذي تحكمت فيه  مجموعة من الدوافع، وساهم في  التعريف بأعمال هذا الكاتب والمناضل الكبير وتدريس أعماله ضمن  مادة الأدب اليهودي المغربي الموجودة حاليا في جامعة محمد الخامس بالرباط، لتقديمها إلى الشباب الصاعد « اخترت أعمال هذا الكاتب لأنه أعطى من خلال الكتابة صوتا قويا لألامه، وخرج من دوامة الصمت لتحرير الكلمة وكسر الطابوهات » تضيف اليتربي.

yatribi

ووفق نفس المتحدثة فإن أعمال إدموند عمران المالح التي تعبر عن الألم والأمل والمقاومة تمحورت  حول أسئلة مركزية وهواجس مرتبطة بإشكاليتين أساسيتين هما : لماذا هاجرت الجالية اليهودية المغرب بعد  أن تجذرت في تاريخه وأصبحت جزءا منه؟ وكيف لمجموعة عانت من الظلم والعنف النازي أن تسكت على العنف الممارس ضد الشعب الفلسطيني؟، وأبرزت في هذا الإطار مجموعة من الأعمال الأدبية للراحل وكيف استطاع أن يلبس شخصياته الروائية واقع حياة اليهود المغاربة والتحديات الواقعية الكطروحة أمامهم سواء أولئك الذين مكثوا في المغرب أو الذين اختاروا الهجرة.

الكور ودور وسائل الإعلام في ربخ رهان المغربة المتقاسمة 

وفي مداخلة أخرى داخل نفس الندوة ذكرت السوسيولوجية وعضو الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري خديجة الكور، بأن وسائل الإعلام السمعية البصرية في المغرب ملزمة بنص الدستور والقانون باحترام وحفظ التعدد الذي يميز المجتمع المغربي، وعدم السماح بأي تجاوز أو تمييز اتجاه مختلف مكونات المجتمع المغربي في أعمالها السمعية البصرية.

وأكدت الكور في كلمتها بهذه المناسبة أنه وخلال  عشر سنوات من متابعة الهيأة لوسائل الإعلام السمعية البصرية في المغرب لم تسجل أي تجاوز أو تمييز اتجاه اليهود المغاربة في وسائل الإعلام العمومية، إلا في حالة واحدة ضمن برنامج تفاعلي في إذاعة خاصة مما دفع بالمجلس الأعلى للسمعي البصري إلى تنزيل أقصى عقوبة في حق الإذاعة.

وبعد تقديم تقرير حول حضور المكون العبري في النشرات الإخبارية لإحدى القنات العمومية أكدت خديجة الكور أن ربح رهان المغربة المتقاسمة، يفرض علينا تطوير عرض إعلامي يعكس هذا التعدد المغربي في مختلف تمثلاته الدينية والثقافية، ويعزز قيم التعايش والتسامح في صفوف الأجيال الشابة، وانخراط تام لمختلف الفاعلين المؤسساتيين والجمعويين من أجل تواصل فعال ووسائل إعلام قوية في مواجهة أفكار التطرف والعنف والكراهية.

تمثلات اليهود في السينما المغربية

وفي أخر مداخلات هذه الندوة، اختار الجامعي والناقد السنمائي المغربي بوبكر الحيحي، تسليط الضوء على تمثلات اليهود في السينما المغربية من خلال دراسة نقدية لعدد من الأشرطة السينمائية التي عالجت هذه التيمية مثل « ياقوت » لجمال بلمجدوب و «ماروك» لليلى المراكشي، و «تنغير جيروزالم» لهشام هشكار، و «عيدة» إدريس لمريني… بهدف اشتكشاف العلاقة بين المغاربة اليهود والمغاربة المسلمين.

وقال الحيحي إن التيمية المشتركة بين هذه الأفلام  في معالجتها للحياة المرئية بين اليهود والمسلمين في المجتمع المغربي هي التعايش والتناغم الذي تجسده مختلف الشخصيات في الأعمال السنمائية المغربية، عبر مختلف مظاهر الحياة اليومية وفي المناسبات وفي أماكن الاشتغال، وكذا في التقارب الواضح بين  المساجد والبيع اليهودية، كما تظهر بعض الأفلام قيم التضامن بين اليهود والمسلمين في أصعب الظروف.

ولم يغفل الناقد السينمائي الجانب المتعلق بانعكاس الأحداث الدولية على العلاقة بين أفراد المجمع الواحد يهودا ومسلمين، إلا أن الظاهر أنه وبالرغم من الاختلاف في الرأي والموقف من هذه الأحداث إلا أن ذلك لا يتطور إلى اشتباك أو تهجم بين المغاربة. كما تطرق بوبكر الحيحي في جزء من مداخلته إلى تمثل العلاقات الغرامية بين اليهود والمسلمين في مجموعة من الأعمال السينمائية المغربية، والتحديات التي يطرحها المخيال الثقافي الشعبي أمام هذه العلاقات المختلطة.

هيأة التحرير

الصحافة والهجرة

مختارات

Google+ Google+