اليهود المغاربة في الخارج يقترحون مشاريع ثقافية وتربوية لنقل الاستثناء المغربي إلى العالمية

الخميس, 15 نونبر 2018

في إطار اللقاء الدولي حول « اليهود المغاربة: من أجل مغربية متقاسمة » الذي تحتضنه مدينة مراكش، خصصت الحصة الصباحية ليوم الخميس 15 نونبر 2018 للاستماع إلى النتظـارات المشـاركين، ُوتقديم المشاريع والتوصيات التي من شأنها إدامـة هويتنـا الوطنية المشتركة وتقويـة الروابـط بين المغـرب وجالياتـه، عبر العالم.

وشهدت هذه الجلسة المفتوحة التي سير أطوارها جوزيف غاباي رئيس سابق للمؤتمر اليهودي الكندي، ورئيس سابق للجالية السفاردية الموحدة للكيبيك، عرض مجموعة من المشاريع التي من طرف أفراد الجالية اليهودية عبر العالم المشاركين في اللقاء.

حفظ الذاكرة من أجل بناء المستقبل

بول دحان، الفاعل الثقافي اليهودي المغربي البلجيكي بول دحان اقترح مشروعا بعنوان «الأخر هو أنا: نموذج الجالية اليهودية والمسلمة في المغرب » المزمع انطلاقه في بروكسيل أبريل 2019 ويقوم على جمع الوثائق والمخطوطات والتحف الفنية الشاهدة على تاريخ اليهود المغاربة و استعمالها كأدوات بيداغوجية  لمساعدة الشباب على ايجاد هويتهم المغربية المتعددة، وإظهار ثراء التعدد المغربي، والتعايش الذي طبع حياة اليهود والمسلمين في المغرب على امتداد التاريخ.

ويستهدف هذا المشروع على الخصوص الأجيال الشابة من المهاجرين المغاربة في أوروبا خصوصا الذين يعيشون في الأحياء الهامشية، والاستثمار أكثر في الجانب الفكري من أجل سد الفراغ الهوياتي الذي يعيشونه وإعطاء صورة أفضل للمغرب في صفوف المغاربة، وذلك عبر تنظيم ملتقيات بشكل شهري وجلب شباب المدارس من مختلف الطبقات الاجتماعية لوفتح المجال أمامهم لمتابعة  نقاشات عليمية وطرح تساؤلاتهم الهوياتية عميقة.

البرامج البيداغوجية للتواصل بين مغاربة الكيبك يهودا ومسلمين 

أما رجل الأعمال وأحد أبرز الفاعلين في الجالية المغربية اليهودية في منطقة الكبك الكندية، لوران أبرهام، فيقوم مشروعه على التعريف بالمدرسة التلموذية الفرنكوفونية السيفاردية بموريال باعتبارها المدرسة الوحيدة الموجهة لأبناء الجالية اليهودية المغربية الناطقين بالفرنسية  في أمريكا الشمالية، وتضم 350 تلميذا، وكذا بناء جناح جديد في المدرسة ووضع برنامج بيداغوجي لمشاركة العديد من جوانب تاريخ اليهود المغاربة وإتاحته للتلاميذ.

الشق الآخر من مشروع  لوران أبراهام يقوم على تنظيم زيارات سنوية للتلاميذ المتخرجين في موريال لاكتشاف الموروث الثقافي المغربي وتنظيم مسابقات ثقافية لإبراز غنى الثقافة المغربية وتنوعها.

في نفس السياق يصب مشروع السويولوجية ومديرة معهد كيبيك للدراسات المعاصرة لليهود السفرديم بالكيبيك، صونيا سارة لبيزيك، التي تجعل من الحوار بين اليهود والمسلمين في الكيبيك على رأس أولوياتها وترغب في خلق منصة تواصلية وفي مواقع التواصل الاجتماعي موجهة للشباب، تقدم مجموعة من قيم التسامح والعيش المشترك، إضافة إلى مجلة وخارطة تفاعلية لمختلف الأماكن التي عاش فيها اليهودالسفرديم في العالم مع تركيز على المغرب لأنه البلد الأصلي لأغلب اليهود السفرديم في كندا.

التأثير الفكري المتبادل بين الإسلام واليهودية

أما الطالب الباحث غابرييل مانصور، فيقترح مشروعا في البحث العلمي، يهم إعادة توجيه الأعمال الأدبية اليهودية نحو تاريخ اليهود المغاربة ودورهم في إثراء الفكر اليهودي العالمي، بالإضافة إلى خلق مراكز تجمع باحثين مسلمين ويهود مغاربة من أجل فهم أفضل للتأثيرات الفكرية لهاتين الجاليتين فيما بينهما وإبراز الاستثاء المغربي ليس فقط في الموسيقى والفن ولكن أيضا في الفكر والفلسفة.

تربية الأجيال الجديدة في فرنسا على القيم المغربية

الفاعلة الجمعوية الفرنسية المغربية وعضو مجلس الجالية المغربية بالخارج نجاة عزمي، اقترحت بدورها، مشروعا ثقافيا وتربويا عبارة عن مدرج تربوي موجه أحيال القرن الواحد والعشرين من مغاربة فرنسا يهودا ومسلمين يعزز النموذج المغربي للعيش المشترك في فرنسا والتعريف بالمغرب وتعدده لدى الأجيال الشابة، ومشاركة التجارب الدولية وتقريبها إلى المغاربة عبر العالم. 

Najat azmi

في نفس الاتجاه ذهب الحاخام الفرنسي من أصل مغربي، ميشال السرفاتي، الذي يقترح مشروعا لمحاربة الكراهية والعنصرية سواء التي تستهدف اليهود أو المسلمين في الأحياء الهامشية الفرنسية حسث ترتكز الجاليات المسلمة، ووضع الوسائل التربوية والتأطيرية لتعزيز النموذج المغربي في المراكز الثقافي، وخلق مركز في المستقبل للحوار اليهودي المسلم حول الاستثاء المغربي.

منصة رقمية مرجعية للجاليات اليهودية المغربية عبر العالم 

أخر مشروع تم تقديمه في هذا اللقاء الذي ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج بشراكة مع مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تقدم به الأمين العام لمجلس الجاليات اليهودية المغربية، والسفير المتجول سيرج بيرديكو، وهو عبارة على موقع إلكتروني للجالية اليهودية المغربية ينتظر أن يطلق في الأسابيع المقبلة بعنوان « ميمونا نت » يعرف بالثقافة اليهودية المغربية من خلال تسليط الضوء على الفن والقاليد المغربية، وعلى مظاهر من حياة اليهود المغاربة والإبداعات الأدبية والفنية لليهود المغاربة، ويطمح في أن يصبخ الموقع المرجعي للجاليات اليهودية المغربية عبر العالم.

هيأة التحرير

الصحافة والهجرة

مختارات

Google+ Google+