إحداث فضاء للذاكرة في موقع رونو إيل سوغان تكريما للمهاجرين المغاربة

السبت, 13 يونيو 2009

نوه رئيس مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج إدريس اليزمي بكون المبادرة التي قامت بها جمعيات المهاجرين بفرنسا؛ خاصة المغاربة، من أجل تثمين ذاكرتهم خلصت إلى مشروع إحداث فضاء للذاكرة بمنطقة إيل سوغان التي كانت تحتضن موقع شركة رونو.

 

وأكد السيد اليزمي، خلال لقاء مع الصحافة نظمته اليوم الخميس بالرباط جمعية قدماء عمال «رونو إيل سوغان» بمناسبة انطلاق قافلة الذاكرة الحية بجهة سوس ماسة درعة، أن إعادة بناء تاريخ الهجرة المغربية الغني والعميق يمكن من تثمين عطاء وحفظ ذاكرة الأشخاص الذين انقادوا يوما وراء مصير مجهول .

وبعد أن استعرض تاريخ هجرة المغاربة بفرنسا، أشار السيد اليزمي إلى أن الهجرة تعتبر بادرة شجاعة بالنسبة لهؤلاء النساء والرجال المتواضعين والمتحمسين الذين تجرؤوا على التوجه نحو أرض أجنبية بحثا عن مورد عيش كريم لهم ولذويهم، مذكرا بتوصية هيئة الإنصاف والمصالحة المتعلقة بإحداث متحف للهجرة.

وقال إن مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج يريد المساهمة في إعادة نسج تاريخ غير معروف قامت خلاله بدور مهم على مدى عشرات السنين أجيال عمال وأطر من جميع الجنسيات كانت تعمل في مصنع رونو بمنطقة بولوني بيانكور بجزيرة سوغان.

ويكشف تاريخ إيل سوغان التي كانت تسمى «القوة العاملة» أنه بالرغم من الظروف الصعبة، فإن المهاجرين كانوا فاعلين في حياتهم وفي بلد الاستقبال.

وأبرز السيد اليزمي أن المعارك النقابية التي قادها عمال مصنع إيل سوغان الذي كان بمثابة مقياس للحياة السياسية والاجتماعية بفرنسا أسفرت عن تحقيق مكتسبات استفاد منها أيضا العاملون في قطاعات أخرى.
من جهة أخرى، أعلن عن تنظيم معرضين خلال الصيف المقبل حول تاريخ الهجرة المغربية ببريطانيا وهولندا، وذلك بمناسبة الذكرى ال 40 لتوقيع اتفاقية اليد العاملة بين المغرب وهذا البلد.

ومن جانبه، أشاد السيد محمد العمري عضو مؤسس لجمعية قدماء عمال «رونو إيل سوغان» بقرار فرنسا القاضي بإحداث فضاء للذاكرة بمنطقة إيل سوغان على مساحة ألف متر مربع مخصصة لذاكرة أزيد من مليون عامل من 58 جنسية ساهموا في نجاح شركة رونو.

وأوضح أنه تم القيام بمبادرة في المؤسسات التعليمية بفرنسا لنقل ذاكرة مستخدمي شركة رونو، مضيفا أن إعادة بناء تاريخ المهاجرين يمكن الأطفال من التعرف على مسار وتضحيات آبائهم.

واعتبرت السيدة إمانويل دوبوي عضو بالجمعية تاريخ عمال رونو جزءا من التراث الجماعي الدولي، مؤكدة أن هذه الذاكرة العمالية والاجتماعية والثقافية ساهمت في الإغناء المتبادل عبر تبادل الثقافات.

وتنظم جمعية قدماء عمال «رونو إيل سوغان» منذ إحداثها سنة 1998 معارض تساهم في الحفاظ على تاريخ مهاجري مصنع رونو سوغان الذي شغل ابتداء من سنوات الستينات آلاف المهاجرين المغاربة.

وستقوم قافلة الذاكرة الحية لقدماء عمال مصنع رونو سوغان، التي انطلقت من بولوني بيانكور، بجولة بمنطقة سوس مهد الهجرة المغربية منذ مطلع القرن العشرين والتي تضم العديد من متقاعدي مصانع رونو.
وستزور القافلة مدن تزنيت وآيت ملول واولاد تايمة وأكادير.

المصدر: وكالة المغرب العربي للأنباء، 03 أبريل، 2009

 

Google+ Google+