الهجرات والهويات والرهانات الدولية

الأحد, 31 مارس 2013

في اطار فعاليات مشاركة مجلس الجالية المغربية بالخارج في المعرض الدولي للكتاب والنشر، في دورته التاسعة عشر، نظم رواق المجلس اليوم الأحد 31 مارس 2013، مائدة مستديرة حول موضوع "الهجرات والهويات والرهانات الدولية"، بمشاركة الفيلسوف المغربي علي بنمخلوف، والباحث المغربي عبد الرحمن طنكول، رئيس جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، والباحثة الهولندية أنييس فينيما منسقة في برنامج شبكة البرلمانيين من أجل منع النزاعات في معهد شرق غرب في بروكسيل. أدار هذه المائدة المستديرة عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج.

في تقديمه لهذه الندوة، أكد بوصوف أن موضوع الهويات يكتسي أهمية كبيرة في عالمنا المعاصر، وأن الكثير من النزاعات إنما تنشأ بسبب ما يعتري الهوايات من علاقات صراع وسوء تفاهم.

وأشار بوصوف إلى أن التحدي الآن يتمثل في كيفية الحفاظ على الهوية مع استعحضار ما يعرفه الواقع من تقلبات على كافة المستويات، والتي لها تأثير على الهوية نسها.

أما الفيلسوف علي بنمخلوف فذكّر بأن مسألة العولمة ليست جديدة، وبأن الهجرة في عالمنا الراهن قد فتحت نقاشات حول قضايا الهوية.

وفي رأي بنمخلوف فإنه رغم ما نشهده من عولمة... إلا أن هناك تزايدا في مطالب الاعتراف بحقوق الأقليات، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الجاليات لا ينبغي التعامل معها باعتبارها من المهاجرين، إنما باعتبارها مواطنين كسائر مواطني الدول التي استقبلت تلك الجاليات.

وأضاف بنمخلوف بأن مطالب الأقليات والجاليات ليست مطالب هوياتية، بل هي مطالب اجتماعية، تندرج ضمن المسعى نحو تحقيق نوع من الاعتراف من طرف المجتمعات المضيفة.

من جهته، قال عبد الرحمن طنكول بأن الإنسان في تحول مستمر، وهو ما يؤثر في تمثلاته للهوية، مؤكدا على مركزية "الخارج" أو الآخر في تكوّن الهويات، معتبرا بأن "سؤال الخارج" يسكن الإنسان أكثر مما تسكنه الهوية.
وفي هذا الصدد أوضح الناقد المغربي بأن تأثير "الخارج" أكثر أهمية من تأثير الهوية.

وفي نهاية مداخلته قال طنكول بأن تطعيم الهوية بالعناصر "الخارجية" أمر أساسي لتحجيم سوء التفاهم بين مختلف الثقافات والحضارات، داعيا إلى مرافقة الشباب في عملية الجمع بين مقتضيات الهوية ومتطلبات التفاعل مع الخارج.

من جهتها، حاولت الباحثة أنييس فينيما تسليط الضوء على تجربتها في برنامج شبكة البرلمانيين من أجل منع النزاعات، مشيرة إلى أهمية عمل البرلمانيين في تجنب النزاعات المتعلقة بتواجد جاليات في الدول المضيفة عبر العالم.

كما أكدت على ضرورة إشراك البرلمانيين في مساعدة جالياتهم المقيمة بالخارج حتى يتم تجنب سوء التفاهم الذي يحصل عادة بين الجاليات والمجتمعات المضيفة؛ خصوصا في ظل أصوات تحاول تحميل الجاليات كل ما يصيب دول الإقامة من مشاكل اقتصادية واجتماعية...

كما دعت الباحثة فينيما مختلف البرلمانيين إلى العمل من أجل ألا يفرض على الجاليات الذوبان التام في دول الإقامة؛ لأن هذا سيؤدي إلى نشوب النزاعات والصراعات.

مختارات

Google+ Google+