مجلس الجالية المغربية بالخارج يستحضر الذكرى الثلاثين "للمسيرة من أجل المساواة ومناهضة العنصرية"

الخميس, 04 أبريل 2013

شكل اللقاء الذي نظم بمبادرة من مجلس الجالية المغربية بالخارج في إطار الدورة ال19 للمعرض الدولي للنشر والكتاب المقام حاليا بالدار البيضاء٬ مناسبة لاستحضار الذكرى الثلاثين لأول مسيرة من نوعها في فرنسا من أجل المساواة ومناهضة العنصرية٬ إحدى التظاهرات الرئيسية للكفاح من أجل المساواة والحقوق بفرنسا.

ويعود تاريخ تنظيم هذه المسيرة إلى دجنبر سنة 1983 بعد تعنيف الشرطة الفرنسية لمجموعة من الشباب أبناء المهاجرين بضواحي مدينة ليون.

وتحولت هذه المسيرة٬ التي ضمت 32 شخصا عند انطلاقها من مدينة مارسيليا في 15 أكتوبر 1983 في "الظل واللامبالاة"٬ إلى حدث تاريخي اختتم في باريس يوم 3 دجنبر بعدد متظاهرين يفوق ال 60 ألف شخص.

والتقى وفد عن المسيرة بالرئيس الفرنسي آنذاك فرانسوا ميتيران٬ الذي قرر إمكانية منح بطاقة إقامة وعمل صالحة لمدة عقد لهؤلاء المهاجرين.

وبالنسبة لطومي دجايجا أحد منظمي ورموز المسيرة٬ فإن الأمر كان يتعلق بالمطالبة "بحقوق مدنية لفائدة هذه الأقليات٬ التي تنتمي في الواقع إلى فرنسا".

وقال دجايجا٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش هذا اللقاء٬ إن "شخصيات منخرطة في عالم السياسة تبنت هذه المسيرة ويبدو لي أننا سنواصل السير.. والهدف الذهاب إلى أبعد مدى لتحقيق الحلم".

وسجل أنه "إذا كان مفهوم العدالة والمساواة يحظى بالأهمية٬ فإنه يتطلب قدرا من الشجاعة والتضحية".

ولدى استعادته لبعض الأحداث٬ يحكي طومي أن عنصرا من الشرطة قد أطلق في 20 يونيو 1983 كلبه على شاب مغاربي يبلغ من العمر 16 عاما٬ وعندما حاول التدخل أصابته رصاصة٬ ليقرر بعدما استيقظ بالمستشفى٬ ب"التواطئ" مع الأب كريستيان ديلورم٬ تنظيم المسيرة المذكورة.

وأضاف٬ مواصلا سرده للأحداث٬ أنه "ربما بسبب هذا الجرح اقتنعت بفكرة "اللاعنف واليد الممدودة"... لقد مرت ثلاثة عقود (على هذا الحادث) لقد ممدنا اليد للسلطات العمومية والمسؤولين السياسيين لنقول لهم إن الأمر يستحق إدماج هؤلاء الفرنسيين ثمرة التعددية٬ لأن فرنسا حيث يسود الانسجام هي بالتأكيد فرنسا الأكثر قوة".

من جهته٬ قال دافيد أسولين أحد المشاركين في المسيرة وهو حاليا ممثل مدينة باريس بمجلس الشيوخ٬ في تصريح مماثل٬ إن "الساحة العمومية والسياسية عرفت في تلك المرحلة بروز جيل منحدر من الهجرة يطالب بحقوقه وحقوق آبائه٬ وكذا بموقعه كاملا داخل المجتمع الفرنسي".

وأكد أنه "على الرغم من أن هناك المزيد من الجهود التي يتعين بذلها في ما يتعلق بمكافحة التمييز٬ فإنه أضحى بإمكان الشباب المنحدرين من الهجرة أن يصبحوا نوابا٬ وبالفعل هناك عشرات الأعضاء بمجلس الشيوخ والجمعية الوطنية٬ فضلا عن تواجد ربما مئات المستشارين البلديين٬ إلى جانب مقاولين كبار".

وأضاف هذا النائب الاشتراكين أنه "بإمكانهم هؤلاء الشباب أيضا الانخراط في آلاف الجمعيات التي تنشط في مجالات الإبداع والموسيقى والمسرح والسينما"٬ واصفا "الحصيلة بالإيجابية".

ومن المؤكد أن هذه المسيرة٬ التي كان لها الفضل في أن تطفو قضية الهجرة٬ ولاسيما المغاربية٬ على الواجهة السياسية والإعلامية٬ متأثرة بالمسيرات السلمية الكبرى التي شهدتها خصوصا الهند والولايات المتحدة٬ ساهمت في تغيير النظرة الفرنسية للهجرة عبر التشديد على أن أبناء المهاجرين هم مواطنون فرنسيون كاملو المواطنة.

مصطفى السكنفل
ومع

Google+ Google+