في مرآة الآخر: الثورات العربية في وسائل الإعلام

السبت, 06 أبريل 2013

احتضن رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج يوم السبت 6 أبريل 2013 في إطار المعرض الدولي للنشر ولكتاب، مائدة مستديرة حول موضوع "في مرآة الآخر: الثورات العربية في وسائل الإعلام".

 وخلال مداخلة له في المائدة المستديرة، أكد الإعلامي وضاح خنفر، على أن تطور الإعلام العربي، خصوصا التلفزي منه، شكل أحد الظروف الأساسية لقيام "الربيع العربي"، وذلك عبر تكسيره للعديد من الأفكار والمبادئ الراسخة في المجتمعات العربية حول علاقة الإنسان العربي بالسلطة.
 وحدد المدير العام السابق لقناة الجزيرة، سنة 2001 على أنها سنة التحول الجذري في الإعلام العربي الذي لم يعد يقتصر فقط على تغطية الشؤون الداخلية ومخاطبة العالم العربي فقط، بل أصبح إعلاما عالميا بمنظور عربي، ومصدر أساسي للأخبار بالنسبة لأكبر المؤسسات الإعلامية الدولية خصوصا مع التطورات المتسارعة التي تناوبت على المنطقة العربية بين 2001 و2007.

 وأضاف خنفر بأن سيرورة هذه الطفرة الإعلامية العربية بلغت ذروتها بعد 2007 حيث أصبح الإعلام العربي يهتم أكثر بإبراز بعض أوجه الفساد والدكتاتورية في بعض الدول، إضافة إلى ظهور الإعلام الجديد الذي كان مغيبا في العقل السياسي العربي، وكان إعلاما غير مؤدلج ومدافع عن القيم الكونية، مما جعله يعرف انتشارا سريعا ساهم في إنجاح الحركيات المجتمعية في البلدان العربية.

 "إلا أن عدم مواكبة الإعلام لحالة الوعي التي خلفها الربيع العربي جعل الإعلام العربي بصفة عامة يعود ليتخندق مع التيارات الإديولوجية، وأصبحت معه مهنة الإعلام عموما، مهنة مهددة، والإعلاميون أداة في أيدي السياسيين، وتحولت المؤسسات الإعلامية من ولاء المهنة إلى ولاء المال والسياسة"، يقول خنفر.

 من جهتها أكدت الإعلامية الفرنسية، والصحافية السابقة في جريدة لوموند، أنييس لوفالوا، أن تطور الاحداث في المنطقة العربية فاجأ وسائل الإعلام الغربية، وجعلها تفقد القدرة على تحليل الوضع الجديد، بسبب غياب الفهم الجدي لهذه الحركيات.

 وأرجعت المديرة السابقة لقناة فرانس 24 غياب الفهم هذا إلى المعالجة الكلاسيكية لوسائل الإعلام الغربية للقضايا العربية، التي تعتمد على وجهات نظر دبلوماسية وليس على مقاربة اجتماعية، وهو ما جعلها تجهل تماما طبيعة وتركيبة الجتمعات العربية.

 وأبرزت لوفالوا في المائدة المستديرة التي أدارها الإعلامي المغربي، مصطفى الطوسة، على أن تطور القنوات العربية كسر احتكار المؤسسات الإخبارية العالمية للمعلومة، ودفع بالعديد من الدول الغربية إلى إنشاء قنوات عربية تابعة لها تناقش وتحلل الأحداث من وجهة نظر غربية بلغة عربية، في محاولة منها لفهم التحولات الجارية في الدول العربية والانفتاح عليها.

مختارات

Google+ Google+