في ضرورة فهم وتجاوز الصور النمطية عن الإسلام في الإعلام الأوروبي

الأحد, 15 فبراير 2015

بمناسبة صدور كتاب: "الإسلام في الإعلام الأوروبي: كيف الخروج من الصور النمطية؟"(أشغال ندوة من تنظيم مؤسسة دار الحديث الحسنية ومجلس الجالية المغربية بالخارج) نظم المجلس في اليوم الثاني من مشاركته في الدورة 21 من المعرض الدولي للنشر والكتاب ندوة بمشاركة كل من: أحمد الخمليشي، ومصطفى المرابط، وتولى تسييرها جواد الشقوري.

في بداية هذه الندوة قال جواد الشقوري، المكلف بمهمة بمجلس الجالية المغربية بالخارج، إن موضوع  الكتاب يندرج ضمن اهتمامات المجلس، الذي جعل من المسألة الدينية أبرز اهتماماته واشتغالاته.

وأشار الشقوري إلى أن المجلس منذ إحداثه تعامل مع قضايا الدين والجالية ببعد استشرافي، حيث نجد أن أبرز القضايا التي أثيرت بعد أحداث فرنسا (7 يناير) قد درسها المجلس وأشرك معه خبراء ومتخصصين وفاعليين وسياسيين وعلماء دين من داخل المغرب ومن خارجه، مشيرا إلى الندوة التي نظمها المجلس بمجلس أوروبا حول تكوين الأطر الدينية، وهو الموضوع الذي بدأ يطرح مؤخرا بشكل كبير.

وذكر أن المجلس مقتنع بضرورة انفتاح المؤسسات الجامعية والعلمية على قضايا الجالية، وهو ما قام به المجلس عندما عقد اتفاقية شراكة مع مؤسسة دار الحديث الحسنية، خاصة في تنظيم ندوة دولية حول الإسلام في الإعلام الأوروبي، والتي توجت بإصدار هذا الكتاب الجديد.

وفي سؤال حول ما إن كان في تراث المسلمين الفقهي ما قد يؤدي إلى كراهية الإسلام والمسلمين وتشكيل صور نمطية عنهما، قال أحمد الخمليشي مدير مؤسسة دار الحديث الحسنية، إن هناك مشكلة في ثقافتنا المتعلقة بفهم الإسلام وتقديمه للناس، خاصة وأن هناك من يحاول أن يفهمه انطلاقا من فهم الأجيال السابقة. وفي هذا الصدد قال الخمليشي إن لكل جيل فهمه، مبرزا أن قاعدة "الاجتهاد لا يلغي الاجتهاد" تشكل مشكلا حقيقيا.

وأكد الخمليشي أن المشكل يكمن في التصور الثقافي الذي نشكله عن الإسلام، وفي الأمية التي تسود العالم الإسلامي، وأنه بدون تجاوز هذه العقبات فلن نعيد للحياة مجراها في واقع المسلمين.

وأشار إلى ضرورة مراجعة طرف التعامل مع التراث الإسلامي، مذكرا بما قام به جزء من المسيحيين عندما تمكنوا من تجاوز جوانب كثيرة من تراثهم المسيحي.

ودعا الخمليشي إلى ضرورة رفع سقف المعرفة، موضحا أن المسؤولية في الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين في أوروبا لا يتحملها الفقهاء فقط، إنما الجميع مسؤول ومطالب بتجاوز هذا الوضع.

أما مصطفى المرابط، المكلف بمهمة بمجلس الجالية المغربية بالخارج ورئيس مركز مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني، فقال إن الأحداث المتعلقة بتشكيل الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين هي قديمة وإن اختلفت في درجاتها، مشيرا إلى أنها نتيجة وليست سببا، داعيا إلى ضرورة النفاذ إلى أصل المشكلة.

وفي هذا الإطار ذكر المرابط أن الذي يتحكم في الإنسان ليس هو العقل فقط، وإنما المخيال والمتخيل أيضا، والذي يتشكل من رواسب التاريخ والدين.... داعيا إلى أهمية الحفر في "المتخيل الجمعي"، وأنه بدون النفاذ إلى المفاتيح التي تتحكم في هذا المتخيل فلا يمكن فهم هذه الأحداث.

هذا وأشار المرابط إلى أن حرية التعبير هي مسألة ذاتية، أما الصور النمطية فهي بالأساس تعبير عن المشترك المجتمعي، وأضاف أنه من مصلحة بعض الجماعات أن تستمر "الجدران" النفسية والذهنية بين الثقافات، داعيا إلى تجاوز هذا الوضع وفهم الآخر كما يُعرف ذاته وليس من خلال الصورة التي تشكلها الذات عن الآخر.

هيأة التحرير

 

Google+ Google+