تقديم كتاب: النوازل الفقهية للمسلمين بأوروبا و"تمثلات الثقافة المغربية في المؤلفات السويسرية والألمانية"

الأربعاء, 13 فبراير 2019

عرف رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج، بمعرض الكتاب يوم الأربعاء 13 فبراير2019، تقديم كتابي " النوازل الفقهية للمسلمين بأوروبا» للباحث المغربي في ألمانيا عبد الحق الكواني، و"تمثلات الثقافة المغربيّة في المؤلفات السويسرية والألمانية من 1830 إلى 1911" للباحث رضوان ضاوي، وسير أشغال هذه الجلسة عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج محمد خرشيش.

SIEL19 D6 TR1 KHERCHACH

في مؤلفه حول أحكام النوازل الفقهية اختار الكواني تناول النوازل الفقهية التي تطرح على المسلمين بأوروبا؛ نظرا لتزايد أعداد المهاجرين المسلمين، مع وجود كثير من الأوروبيين المقبلين على الإسلام. وبالنظر إلى السياق السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يميز البلدان الأوروبية، فإن الأسئلة تتزايد حول بعض القضايا والمسائل الفقهية، للبحث عن سبل التوفيق بين مقتضيات التدين وما يوازيها من مقتضيات المواطنة.

وأكد الكواني خلال تقديمه للكتاب على أن المسلمين أصبحوا جزءا من المجتمع الأوروبي والحديث عنهم كأقلية يكون بمثابة تهميش وإقصاء لهم، مبرزا أن أغلب الذين الفوا عن الفقه الأوروبي الفوا كتبا من خارج السياق، "والمعروف أن من يؤلف عن الفقه يجب أن يكون يعيش داخل السياق وليس من خارجه" يستطرد.

SIEL19 D6 TR1 KOUANI

وخلص الكواني إلى ضرورة النظر في كيفية تنزيل النموذج الديني المغربي القائم على المذهب المالكي، من حيث الآليات على السياق الاوروبي، بالنظر لتجربته التاريخية في أوروبا.

ويقدم الباحث في هذا الكتاب عددا من النوازل التي تفرض صياغة اجتهادات فقهية، تنطلق من النص الشرعي وتراعي الواقع المعيش، معالجا إشكالية "توفيق المسلم الذي يعيش في السياق الأوروبي بين تدينه والتزامه بأحكام الشرع في العبادات والمعاملات، وبين التزامه بحكم مواطنته وانتمائه للسياق الأوروبي".

ويقسم الكاتب مؤلفه إلى شق نظري وآخر تطبيقي؛ يتناول الشق الأول النوازل الفقهية بالتعريف، وواقع المسلمين بالديار الأوروبية بالتوصيف، ويضيف تصنيفا لنوازل هذا الواقع ضمن الدرس الفقهي من حيث التأصيل والتنزيل. وفي الشق الثاني الذي يتضمن الدراسة التطبيقية، فقد عمل على التكييف الفقهي لهذه النوازل الفقهية. 

أما رضوان ضاوي فيعالج من خلال بحثه، تمثلات المغرب الثقافيّة في مجموعة مختارة من الكتابات باللغة الألمانية من سويسرا وألمانيا والنمسا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين من زاوية مقارنة، كما يعمل على إضاءة مظاهر تنوّع اللقاء الثقافي، بين المجال الثقافي الألماني والمجال الثقافي المغربي- المغاربي.

SIEL19 D6 TR1 DAOUI

وبحسب مداخلة رضوان الضاوي فإن اختيار سنة 1830 جاء لكون هذه السنة مرحلة مفصلية في تاريخ العلاقة الأوروبية الإفريقية لأنها سنة احتلال الجزائر، وهو الأمر الذي فتح المجال الإفريقي أمام المغامرين الألمان والسويسريين؛ أما تحديد البحث في سنة 1911 فمرده إلى كون هذه السنة توافق عشية فرض الحماية على المغرب وبالتالي تبعيته لفرنسا وانسحاب تدريجي للأطماع الألمانية النمساوية على المغرب.

ويهدف عبر هذه الدراسة إلى إرساء حوار علمي ثقافي بين الثقافتين، في وقت نلاحظ في هذه النصوص بالمقابل صراعاً ثقافياً؛ فالمغاربة يفتخرون بثقافتهم بينما يمثل الأوروبيون حضارة كونية بقيمهم المتعلقة بالاستعمار والرأسمالية والحداثة والتصنيع، وهي ثنائية حاضرة في الكتابات الألمانية.

هيأة التحرير

Google+ Google+