في إطار البرنامج الثقافي الذي يشارك به في الدورة الـ 25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، نظم مجلس الجالية المغربية بالخارج مائدة مستديرة يوم الخميس 14 فبراير 2019 برواقه بالمعرض، ناقش فيها المشاركون موضوع "فن العيش المغربي عبر العالم"، بمشاركة كل من مصمم الأزياء والقفطان المغربي ألبير وكنين، ومؤسس مهرجان فاس للموسيقى الروحية فوزي الصقلي، ومهندس التصميم الصناعي يونس دوري، والمغني والملحن سهيل السرغيني.
ألبير وكنين.. انتماؤه الثقافي المزدوج ألهمه في مجال التصميم
وفي مداخلته قال مصمم الأزياء ألبير وكنين، إن انتماءه الثقافي المزدوج جعله يستلهم تصاميمه من وحي الموروث الثقافي المغربي، وغنى هذا الأخير أتاح لألبير الفرصة ليعرض إبداعاته في فعاليات عالمية ويساهم في نشر اللباس المغربي وتزايد الإقبال عليه من قبل نجوم عالميين.
وأشار مصمم الأزياء المغربي إلى أن قابلية الثقافة المغربية في الانتشار على مستوى العالم والاندماج مع الثقافات الأخرى لا تنفي ضرورة الحرص على جذور هذه الثقافة.
فوزي الصقلي.. الطبخ المغربي وسيلة لنشر قيم العيش المشترك
ومن جهته قال فوزي الصقلي إن الطبخ المغربي يشكل قناة لتمرير الثقافة المغربية ونشرها، كما يساعد على التعرف عليها أكثر وعلى تاريخها، مؤكدا أن فن الطبخ المغربي يجمع عدة روافد أندلسية وإفريقية وأمازيغية ويهودية وغيرها..
وأكد الرئيس الشرفي لمهرجان الطبخ المغربي أن هذه الفعالية تعتبر مناسبة من أجل التعريف بفن الطبخ المغربي، والقيم التي يحملها هذا الفن كحسن الضيافة والعيش المشترك الذي يتجلى من خلال مشاركة الأكل مع الآخر، مضيفا أن هذه الفعاليات غير كافية بل ينبغي بلورة استراتيجية خاصة لتسويق المطبخ المغربي العالمي على شاكلة الدول التي نجحت في الوصول بمطابخها إلى مراتب متقدمة عالميا.
يونس دوري.. مهندس يحيي الثقافة المغربية من خلال الديكور
وقال المهندس الصناعي يونس دوري إن الثقافة المغربية لطالما ألهمته، وهو الذي ولد من أب فرنسي وأم مغربية وقضى حياته في زيارات دائمة إلى المغرب. وبعد تخصصه في هندسة الديكور الداخلي أراد من خلال أعماله إبراز الثقافة المغربية، لذلك اختار إجراء تدريب نهاية دراسته في المغرب، في الحين الذي توجه فيه زملاؤه نحو وجهات عالمية.
كانت له الفرصة في العمل خلال هذا التدريب مع مختلف الصناع التقليديين، ويحكي أنه وهو صغير اعتاد على الذهاب إلى السوق مع جدته لأمه، وألهمه هذا المكان ليكتب رواية بالفرنسية أسماها "مولود الصغيرLe petit Mouloud" يحاول من خلالها الحديث عن الأسواق الشعبية التي قد يتصور البعض أنها عشوائية، إلا أنه ومن خلال روايته يحاول إثبات العكس، فالسوق بالنسبة إليه فضاء منظم متكامل وفق قواعد خاصة.
عمل دوري على ابتكار تصاميم فنادق، ورياضات، وقطع أثاث، وأواني فخمة، استلهم شكلها من المعمار المغربي الأصيل، ونجح في حصد عدة جوائز من بينها جائزة الإبداع والابتكار سنة 2006.
سهيل السرغيني.. الموسيقى أداة فعالة في مواجهة خطابات العنصرية
ويحكي المغني والملحن سهيل السرغيني عن مساره الذي بدأه بالدراسة بواحد من أرقى المعاهد الموسيقية المتوسطية وهو المعهد الموسيقي بتطوان، هاجر بعدها إلى إسبانيا، حيث تدرج في مساره الفني والثقافي إلى أن صار مشرفا على مكتبات الأندلس.
ويؤمن السرغيني أن الفن وسيلة رئيسية يعمل من خلالها الموسيقيون المغاربة في الخارج على التحسيس والتعريف بالموروث الغنائي المغربي الغني والذي يجمع بين الرافد الأمازيغ والأندلسي والإفريقي من خلال موسيقى الگناوة، وغيرها.. كما أنها رابط متين يجعل الأجيال الجديدة متمسكة بأصولها.
هيأة التحرير