شهد رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج، بمعرض الكتاب يوم الأحد 17 فبراير، جلسة ثقافية لتقديم كتاب "الرحلة الفرنسية" للمؤلف محمد سعد الزموري ، وكتاب " "الكنيسة الكاثوليكية في مغرب الحماية: الاختيارات الإيكليروسية وانعكاساتها السياسية" أو تنازع الرؤى (1912-1956) " لكاتبه موسى مرغيش، سيرتها عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج نجاة عزمي.
كتاب الرحلة الفرنسية هو ترجمة بالفرنسية لرحلة الهاشمي الهشتوكي الناصري، كاتب القايد الكندافي الذي ذهب رفقة شخصيات مغربية إلى فرنسا لحضور حفل الافتتاح التاريخي لتدشين المعهد الإسلامي ومسجد باريس الكبير عام 1926، في افتتاح ترأسه السلطان مولاي يوسف والرئيس غاستون دومرغ. ويشير هذا الكتاب إلى أهمية ترسيخ مكان عبادة المسلمين هذا في قلب باريس آنذاك، كرمز إلى الصداقة التي تجمع فرنسا بالمسلمين.
تتصدر هذا الكتاب مقدمة عن أهمية هذا النص بكونه وثيقة تاريخية شاهدة على ظهور الهجرة المغاربية وبدايات الوجود الإسلامي في فرنسا، وتبيانا لدور مثل هذه الأعمال في إرساء التبادل الثقافي وتعزيز الانفتاح والحوار.
أما الدراسة الثانية، فيهدف موسى مرغيش من خلالها إلى وصف وتحليل الميكانيزمات المؤثرة في تحديد طبيعة العلاقة بين السلطة السياسية والكنيسة الكاثوليكية في السياق الاستعماري، وكذا تتبع التطورات الحاصلة في هذه العلاقة.
وحسب الباحث فإن هذه العلاقة تطورت عبر ثلاث مراحل أساسية؛ تمتد المرحلة الأولى من سنة 1908 حتى 1926، عمل خلالها كل من المونسنيور داني والمونسنيور دير على تحقيق استقلال البعثة الفرنسية عن الهيمنة الإسبانية وتوج ذلك بإقرار بطريكية الرباط سنة 1923؛ أما المرحلة الثانية فتبدأ من سنة 1926 إلى غاية 1946 وأهم ما ميزها توتر العلاقات بين المونسنيور فياي والإقامة العامة، ذلك أن فياي راكم من الأخطاء ما جعله في موقف صعب أمام إدارة الحماية، ولم يخف طموحاته التبشيرية في الأوساط المغربية، وسعى إلى تقسيم المغرب إلى ثلاث بطريكيات سنة 1932، كما أعلن دعمه اللامشروط لنظام فيشي؛ أما المرحلة الأخيرة فقد عمل خلالها المونسنيور لوفوفر على التمكين لبقاء الكنيسة في المغرب المستقل وذلك بتلميع صورتها لدى الرأي العام المغربي.