عرف رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج، بمعرض الكتاب يوم الجمعة 15 فبراير2019، ندوة حول المُسنِّين في المهجر؛ عرضت فيها الباحثة فاطمة آيت بن المدني كتابها "المهاجرات المغربيات المسنات أو السبل الصعبة للاعتراف"، كما قدمت خلالها عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج سعاد طالسي الفيلم الوثائقي "بين المطرقة والسندان" من إنجاز مركز الحسنية للمرأة المغربية ببريطانيا.
ويهدف الكتاب الذي هو في الأصل عبارة عن أطروحة دكتوراة، إلى إبراز مسارات نساء مغربيات مهاجرات قررن الهجرة بمفردهن خلال الستينيات، وتجاوزن مساراتهن المعقدة ومعيشهن في الهجرة، ونجحن في إثبات فاعليتهن في المجتمع.
وتقول الباحثة في تقديمها إن أهم ما ميز مرحلة البحث هي القصص المختلفة التي تسمعها من هؤلاء النساء، والمخاوف والأحكام المجتمعية التي جعلت هذا النوع من الهجرة مغيبا إعلاميا، هذه القصص التي تختتمها هؤلاء المسنات في المهجر برغبة مشتركة في العرفان بالجميل الذي قدمنه فيما مضى.
وفي ذات السياق يعرض الفيلم الوثائقي شهادات لمهاجرين مغاربة مُسِنّين قدموا إلى بريطانيا خلال الستينيات، يحكي هؤلاء عن كل ما قدموه خلال سنوات إقامتهم بالمهجر، وعن التحويلات التي كانوا يرسلونها بانتظام، وعن مساهمتهم في إعالة العديد من الأسر المقيمة في المغرب، إلا أنهم وبعد مضي كل هذه السنوات، يحلمون بالعودة إلى المغرب والاستفادة من تقاعد مريح وتغطية صحية.
وتقول سعاد طالسي رئيسة مركز الحسنية ومخرجة الفيلم، إن الإشكال الذي يطرحه هذا الوثائقي هو غياب أي نص قانوني يؤطر وضعية هؤلاء المسنين، ويتيح لهم فرصة الاستفادة من تقاعدهم ببلدهم الأصلي بدل بريطانيا، ودعت من خلال هذه الوثيقة المسؤولين المغاربة إلى التفكير في حل عملي لهذه الفئة التي قدمت الكثير للوطن.
هيأة التحرير