23 شتنبر - الرياض - السعودية تطلق جامعة لاجتياز الحواجز العلمية والاجتماعية أيضا

الأربعاء, 23 شتنبر 2009

يفتتح الملك عبد الله بن عبد العزيز الأربعاء جامعة جديدة كلف إنشاؤها مليارات الدولارات ومنحت أحدث المعدات التكنولوجية، كما يفترض أن تساهم في قلب القواعد الاجتماعية في المملكة المحافظة.


وستعمل "جامعة الملك عبدا لله للعلوم والتقنية" (كاوست) رسميا على حفظ مكان للملكة بين صفوف البلدان الأكثر اهتماما بالأبحاث.


إلا أن الهدف غير المعلن للعاهل السعودي الذي يريد أن تخطو بلاده بشكل كامل إلى القرن الحادي والعشرين، هو الحد من الضوابط المفروضة على المرأة في الحياة العامة خصوصا بسبب النفوذ الكبير للمؤسسة الدينية.


وفي غضون ثلاث سنوات، انشأ السعوديون مباني متطورة جدا لتشكل حرم الجامعة على مساحة 36 كيلومترا مربعا، على بعد ثمانين كيلومترا شمال مدينة جدة على البحر الأحمر. كما أدخلوا إلى الصرح الجديد مئات العلماء والطلاب من مختلف أنحاء العالم.


وسبق لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية أن أطلقت برامج مشتركة للأبحاث مع مؤسسات عريقة مثل جامعة سنغافورة الوطنية والمعهد الفرنسي للنفط وجامعتي كامبريدج البريطانية وستانفورد الأميركية.


كما أنشأت الجامعة وحدات للأبحاث خاصة بها وذلك في مجالات تكنولوجيا النانو والرياضيات التطبيقية والطاقة الشمسية وعلم الجينات.


وقال رئيس الجامعة السنغافوري شون فونغ شيه لوكالة فرانس برس "قبل سنتين، لم يكن هنا إلا الرمال والبحر، واليوم لدينا واحدة من أفضل البنى التحتية للأبحاث في العالم".


وتعطى الدروس في الجامعة باللغة الانكليزية. وهي بدأت في شتنبر الماضي مع 71 أستاذا و374 طالبا يشكل السعوديون بينهم نسبة 15% بينما يأتي الباقون من ستين بلدا.


واستعان السعوديون بعلماء وأكاديميون رفيعو المستوى لاسيما من الولايات المتحدة لإطلاق عملية توظيف الأساتذة وقبول الطلاب.


ورئيس الجامعة السنغافوري نفسه مثال لهذه المقاربة، ففي السابق نجح هذا الباحث في مجال الهندسة في تحويل جامعة سنغافورة الوطنية إلى مركز مرموق للبحث.


إلا أن نجاح الجامعة السعودية يعتمد كثيرا على قدرتها على فرض نفسها مركزا عالميا للأبحاث وعلى نشر نتائج أبحاثها، وذلك بحسب ادوارد ديريك المسؤول في المؤسسة الأميركية لتقدم العلوم.


ويقول فواز علبي أستاذ الهندسة المقيم في الولايات المتحدة والذي تم استقدامه لإطلاق جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية إن المال عامل مهم جدا لنجاح الأبحاث.


إلا أن الإمكانات لا تنقص في السعودية أغنى بلد بالنفط في العالم.


وستحظى الجامعة بوقف بقيمة عشرة مليارات دولار بهدف تمويل الأبحاث، وقد سمح هذا الوقف للجامعة بدفع رواتب مرتفعة للعاملين فيها وبتقديم منح دراسية للطلاب.


إلا أن علبي يعتبر أن للحرية في النطاق الجامعي أهمية أساسية توازي أهمية القدرات المادية، خصوصا في بلد تعلو في مدارسه المعايير الدينية على شتى المعايير الأخرى، فضلا عن تفشي البيروقراطية وفرض ضوابط كثيرة على المرأة.


ويرى خبراء أن اختلاط الجنسين الممنوع أصلا في السعودية، أمر ضروري لنجاح الأبحاث خصوصا أن 15% من الطلاب هم نساء سبق أن تلقين دراستهم في جامعات أجنبية.


وفي حرم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ستتمكن النساء من الاختلاط بالرجل بكل حرية في إطار العمل، كما لن تجبرن على ارتداء العباءة السوداء وستتمكن من قيادة السيارات داخل حرم الجامعة.


ويؤكد أشخاص عملوا على إنجاز الجامعة الجديدة أنهم يأملون أن تنتقل هذه الثقافة الجديدة إلى خارج أسوار الجامعة.


بول هاندلي، أ ف ب

الصحافة والهجرة

Google+ Google+