معرض بباريس يبرز محطات من تاريخ المغرب عبر العصور

الأربعاء, 12 أكتوير 2016

تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس يقام من 12 اكتوبر الحالي الى 30 دجنبر المقبل بمتحف وسام التحرير بباريس، معرض تحت شعار "المغرب عبر العصور".

ويقترح المعرض الذي تنظمه مديرية الارشيف الملكي بتعاون مع مؤسسة وسام التحرير، على الزوار اكتشاف 13 قرنا من تاريخ المغرب، منذ انشاء الدولة المغربية الى يومنا هذا، كما يتيح لهم ضمن سفر عبر الزمان والمكان، فهم عراقة الدولة المغربية، وخصوصياتها الثقافية، ومنها نهج اسلام معتدل يقوم على اسس المذهب المالكي والعقيدة الاشعرية. كما يسلط المعرض الذي ينظم بدعم من سفارة المغرب بباريس ، عبر تسلسل زمني، الضوء على امتداد سلطة الدولة المغربية، من خلال خرائط واشياء رمزية سيادية (كتب مقدسة، لافتات، قطع نقدية الخ..)

واوضح المنظمون ان قراءة مراحل ميزت التاريخ الهام والغني للمغرب، من شأنها تثمين العلاقات العريقة بين المغرب وفرنسا، التي عرفت مبادلات دائمة، مشيرين الى ان المعرض يرصد نوعية هذه المبادلات من خلال اتفاقيات ورسائل بين البلدين، كما يتيح معرفة بداية العلاقات المغربية الفرنسية، واستمراريتها وتنوعها، وبعدها الاستثنائي.

ويدعو المعرض من خلال مجموعة من الوثائق المتنوعة، إلى اكتشاف المسار الدبلوماسي للمملكة المبني على فن الحوار، كما يذكر بمشاركة المغاربة الى جانب فرنسا في حربين عالميتين انطلاقا من قناعة المملكة في الدفاع عن القيم الانسانية، والسلام والتآخي والتسامح.

ويكرس المعرض عبر العديد من الصور التاريخية (شارات وأعلام وقطع واشياء ذات قيمة عالية مثل الاطقم والاوسمة المحمدية وشهادات وصلبان تحرير وغيرها) لحظة قوية لهذا التلاقي واعترافا لفرنسا تجاه المغاربة لمساهمتهم في هذا النصر، فضلا عن تسليط الضوء على صفحة من تاريخ شخصيتين تاريخيتين هما الجنرال دوغول والمغفور له محمد الخامس القائد العربي والافريقي والمسلم الوحيد الذي منح صفة رفيق التحرير.

وينتقل المعرض بزواره من التحرير الى الحرية معرجا على مرحلة استقلال المغرب، مرورا بمؤتمر انفا سنة 1943 وتقديم وثيقة الاستقلال سنة 1944 وخطاب طنجة سنة 1947، ونفي المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه.

كما يبرز المعرض من خلال عدة وثائق الروابط المتينة بين السلطان والشعب، وخصوصيات ثورة الملك والشعب، ومفاوضات سيل سان كلو سنة 1955، والعودة المظفرة لجلالة المغفور له محمد الخامس الى الوطن.

كما يعكس المعرض مرحلة فجر الاستقلال بالمغرب من خلال عدة قطع ووثائق تاريخية، وصور، تبرز انجازات هذه الفترة، ومنها انشاء المؤسسات الوطنية، وعبقرية المسيرة الخضراء، واستكمال الوحدة الترابية، والبعد البيئي المتمثل في بناء السدود.

وأكد المنظمون ان عددا من الاشياء والقطع الفنية (أعلام، وأزياء رسمية ومظلات واقية من الشمس وغيرها) تغادر لاول مرة المخازن الملكية لتعرض لبعض الوقت بمتحف وسام التحرير، من اجل ابراز بعض جوانب المغرب المستقل، وفهم واقعه.

وبلغت هذه المرحلة الجديدة أوجها مؤخرا ابتداء من سنة 1999، من خلال عدة مشاريع استهدفت هيكلة المغرب الحديث، وجعله فضاء للتنمية البيئية والاقتصادية.

كما يسلط المعرض الضوء على التنمية الثقافية بالمملكة باعتبارها رافعة اقتصادية واجتماعية تتوخى فلسفتها العامة دمقرطة المعرفة، واقتسامها، وتشجيع الانتاج الفني والانفتاح على الآخر.

كما يبرز المعرض كيف يضع صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مشروعه الحداثي، العنصر البشري في صلب اهتماماته، وهو ما تجسده بوضوح، مؤسسة محمد الخامس للتضامن، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية؛ كما يعكس المعرض ايضا النداء التاريخي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لكل الديانات لتشكيل جبهة مشتركة ضد التعصب .

يشار الى ان هذا المعرض الذي يتزامن مع تخليد الذكرى ال60 للاستقلال ومع احتضان المغرب لمؤتمر الامم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22 ) يندرج في اطار التعاون المغربي الفرنسي، ويأتي عقب معرض "المغرب الوسيط ، امبراطورية من افريقيا الى اسبانيا ».

عن وكالة المغرب العربي للأنباء (بتصرف يسير)

الصحافة والهجرة

Google+ Google+