ندوة مغاربية تسلط الضوء على تطور الهجرة في البحر الأبيض المتوسط

الإثنين, 29 يناير 2018

أكد المشاركون في ندوة مغاربية، أمس السبت بمراكش، أن ظاهرة الهجرة بكل أصنافها عرفت بمنطقة المتوسط تطورا غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة بفعل تصاعد الأزمات العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها العديد من الدول الإفريقية والعربية وخلفت الكثير من المآسي الإنسانية.

وأبرزوا خلال هذه الندوة المنظمة على مدى يومين من قبل منظمة العمل المغاربي ومجلس الجالية المغربية بالخارج بشراكة مع مؤسسة هانس سايدل حول موضوع "الهجرة في المتوسط وحقوق الإنسان"، أنه نتيجة مجموعة من الظروف والعوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، تحولت الهجرة في العصر الحالي إلى معضلة ألقت بظلالها سواء بالنسبة للدول المصدرة أو المستقبلة من منطلق تداعياتها وانعكاساتها المختلفة على الطرفين.

ولفتوا الانتباه إلى أنه رغم الجهود القانونية والاتفاقيات الهامة المتراكمة بشأن التعاطي مع هذه الظاهرة، فإن الواقع يكشف يوما بعد يوم حجم الإشكالات والانحرافات التي تطبع التعاطي الميداني مع فئة المهاجرين الباحثين عن فضاءات تضمن عيشهم وأمنهم وكرامتهم.

واعتبر رئيس منظمة العمل المغاربي، إدريس لكريني، أن المقاربات المعتمدة بصورة فردية أو جماعية في التعامل مع ظاهرة الهجرة مازالت في مجملها يطبعها الهاجس الأمني سواء على مستوى سن تشريعات صارمة تقنن من الهجرة أو اعتماد تدابير علاجية وإجراءات أمنية على حساب الجوانب الإنسانية.

وأبرز، من جهة أخرى، أن المغرب راكم جهودا مهمة على مستوى التعاطي مع الظاهرة سواء تعلق الأمر بتطوير منظومته القانونية أو استحضار ظاهرة الهجرة ضمن السياسات العمومية.

0002

كما أشار إلى أن هذا اللقاء يروم طرح موضوع الهجرة للبحث والمساءلة والنقاش، والتعاطي مع التداعيات الإنسانية لهذه الظاهرة والتي ظلت مغيبة في التشريعات الدولية.

من جانبه، تطرق يوسف حجي عن مجلس الجالية المغربية بالخارج، لقضية المواطنة والمشاركة السياسية للمغاربة في بلدان المهجر، بالإضافة إلى قضايا الثقافة والتربية والهوية والدين للمهاجرين المغاربة بهذه البلدان، مستحضرا الدور الكبير الذي لعبه المهاجرون المغاربة بالخارج وفي المجتمعات الغربية.

من جهته، استعرض سعد علمي مروني عن مديرية شؤون الهجرة بالوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، القضايا المتعلقة بالأجانب في المغرب سواء اللاجئين أو المهاجرين، مستحضرا مجموعة من القوانين التي تهتم بالمهاجرين في المغرب، إلى جانب المنجزات المحققة في إطار تنزيل الإستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء.

بدوره، أشار ميلود السفياني عن مؤسسة هانس سايدل، إلى ارتفاع ضحايا الهجرة بالبحر الأبيض المتوسط الذي أصبح فضاء للمآسي، مرجعا سبب ذلك للتفاوت والتباين في درجات التنمية بين بلدان شمال وجنوب المتوسط.

أما مليكة بن دودة أستاذة الفلسفة بالجزائر، فنبهت، من جانبها، إلى ضرورة توفر اللاجئين على حق المواطنة لكون حقوق المواطن أقوى من حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن الحل السياسي للظاهرة لن يكون حلا إنسانيا حتى يجعل الإنسان اللاجئ مثيل أقرانه المواطنين.

وتطرقت باقي التدخلات للترابط بين الحق في التنمية والهجرة كأحد النتائج الحتمية لعدم مراعاة بعض الحقوق، وعدم فعالية السياسات العمومية في هذا المجال، مشيرة إلى أن عدم أجرأة القوانين من العوامل التي أدت إلى استفحال الظاهرة مما يستدعي ضرورة تبني مقاربة شاملة تهتم بالحق في التنمية.

كما تناولت دور الهجرة في تنمية الدول الغربية وتحولها إلى قلق في بعض الدول عندما تتطور إلى مستوى معين، إلى جانب الأبعاد المتقلبة للظاهرة، وأهم محاور السياسة الأوروبية حول الهجرة وما يعتريها من تناقضات تفرض تبني سياسة جديدة للهجرة بأوروبا.

وتتطرق هذه الندوة، التي تعرف مشاركة العديد من الباحثين من الدول المغاربية، لعدد من المواضيع تشمل "الشباب المغربي بايطاليا ..الواقع والتحديات" و"سياسة الهجرة بين البعد الحقوقي والإنساني وإكراهات الواقع" و"تجربة مراكز الاستماع مع اللاجئين" و"المهاجرون الأجانب ودورهم في تنمية بلهم الأصلي ..حالة الجالية المغربية بالخارج" و" العوامل المغذية لظاهرة الهجرة" و"سياسات المغرب تجاه الهجرة" و"مستقبل الهجرة في المتوسط".

عن وكالة المغرب العربي للأنباء

الصحافة والهجرة

Google+ Google+