النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني يجيب عن كل أسئلة الحاضر لضمان التعايش بين الثقافات والحضارات والأديان

الثلاثاء, 23 أكتوير 2018

أبرز السيد عبد الله بوصوف المؤرخ والأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، يوم الاثنين 21 أكتوبر 2018 ببلغراد، أن النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني "يجيب عن كل أسئلة الحاضر لضمان التعايش بين كل الثقافات والحضارات، ويفرض احترام كل الأديان والملل".

وأوضح السيد بوصوف، في ندوة حول موضوع "النموذج المغربي لتدبير الشأن الديني"، المنظمة في إطار الدورة ال63 لمعرض بلغراد الدولي للكتاب الذي يشارك فيه المغرب كضيف شرف، أن "النموذج المغربي، الذي أسس بنيانه الصلب أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببعد نظر وتبصر، أثبت جدواه وفعاليته ونجاعته في عالم معقد اليوم، يعرف الكثير من الصراعات الطائفية والفكرية وتنامي التعصب والتطرف".

وسجل السيد بوصوف، خلال الندوة التي حضرها سفير المغرب لدى صربيا السيد محمد أمين بلحاج وجمهور عريض من المهتمين، أن قوة هذا النموذج المغربي الخلاق تكمن في اعتماده، ليس على المقاربات الأمنية والقانونية الزجرية، وإنما على التربية الرصينة والتكوين المبدع والانفتاح المتوازن والطرح الديني المعتدل، والتشبث بتعاليم الدين الاسلامي القائمة على التسامح والحوار والعقلانية في طرح وتدبير القضايا الدينية.

وأكد أن النموذج المغربي "أضحى في الوقت الراهن إقليميا ودوليا مرجعا في حماية وضمان ما يعرف ب"الأمن الروحي"، وقد تبنى المغرب تاريخيا العقيدة الاشعرية والمذهب المالكي، القائمين على الموضوعية والفكر غير المنغلق والحوار البناء والاعتدال في التعاطي مع الشؤون الدينية والدنيوية، مع الاحترام التام لمختلف الأديان.

وفي هذا السياق، شدد الخبير المغربي على أن هذا النموذج الديني "ما أحوج العالم إليه الآن للحفاظ على القيم الإنسانية المثلى وتدبير الاختلاف وتحقيق التقارب بين مختلف الشعوب"، مشيرا الى أن الكثير من الدول الإفريقية والأوروبية استفادت من الخبرة المغربية، التي لقيت إشادة دولية وطرحت كدليل على الخلفية الحقيقية للدين الاسلامي، كدين اعتدال وتسامح.

وأكد أن النموذج المغربي "لا يجيب فقط عن الأسئلة الراهنة ذات البعد الديني المحض، وإنما أيضا عن قضايا تربوية وأخلاقية ومعرفية آنية ومستقبلية تؤسس لمجتمع معتدل وعادل ومتضامن ومحافظ على أصالته وهويته، لكنه في الآن ذاته مجتمع متفتح ومنفتح ومكوناته متعايشة ومترابطة".

وقال المحاضر إن النموذج المغربي الديني والفكري "يصلح لأن يكون قنطرة للتواصل ودعم الروابط الانسانية بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب بكل خلفياتها العقائدية والاجتماعية".

ويتضمن برنامج مشاركة المغرب في المعرض الدولي للكتاب ببلغراد، الذي يشارك فيه عارضون من أزيد من 40 دولة ويتوقع حضور أزيد من 500 ألف زائر الى غاية يوم الاحد القادم، الكثير من الفعاليات المصاحبة لمعرض الكتب، التي قامت بإصدارها دور نشر مغربية بتنسيق مع وزارة الثقافة والاتصال، منها محاضرات وندوات من تنشيط أكاديميين وكتاب وشعراء مغاربة مرموقين، من ضمنهم الكاتب الكبير الطاهر بنجلون والشاعرة صفاء السجلماسي الادريسي والأكاديمية سناء الشعيري.

كما ستنظم موازاة مع الفعاليات الأدبية، التي تمثل مختلف التوجهات الإبداعية للمغرب، عروض موسيقية سينشطها المغني فريد غنام وفرق فلكلورية مغربية.

عن وكالة المغرب العربي للأنباء

الصحافة والهجرة

Google+ Google+