وهناك كذلك بائع الماء، الملقب بالألماني، لأنه أمهق، وهناك آخرون أيضا لا يقلون لونا أو ثرثرة، كلهم اخذوا معسكرهم في فرضياتهم، كلهم نماذج أزلية. والأهم بالنسبة للطفل من بين هذه الشخصيات هي "دادا"، التي استقرت وسط المنزل الباذخ بالمدينة القديمة، انها الأمة السوداء التي اشتريت منذ زمن طويل لدى الرجال الزرق، الذين اختطفوها مع أخيها الصغير. لم يكن بوسع "دادا" إلا أن تغطس رأسها في الرمل حتى لا تسمع صراخ الطفل كلما كان يغتصبه قائد القافلة، لقد كانت "دادا" تعيش وتحلم بفضل كلمات بسيطة تحمل ذوق الأرض والنار وزهر العسل وبذور عباد الشمس. "دادا" التي لم يكن بوسعها إلا أن تضع حدا لحياة طفل جاء إلى الحياة وفقا لزيارات الفقيه الليلية، طفل كانوا يرغبون في سلبه منها كما سلبوها في الماضي من أخيها الصغير.
هذه الحكاية الاولى، التي كتبت بموهبة حقيقية، تبرز فعلا من خلال شاعرية الراوي الجاذبة وحنان ذكرياته تنديدا واستنكارا لعالم يرفض الحق في الوجود والحب لمن تم اخضاعهم للإذلال والمهانة.