الطاهر التجكاني: الأئمة ارتكبوا "جريمة" سياسية واجتماعية لأنهم لم يتعلموا لغة البلد الذي يقيمون فيه!

قال الطاهر التجكاني رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، إن العقبة الكؤود التي تحول دون انتشار الإسلام في أوروبا هم المسلمون أنفسهم؛ لأنهم لم يجسدوا الإسلام في حياتهم ولم يترجموا شرعته وقيمه إلى واقع معيش.

وأشار في مقابلة مع البوابة الإلكترونية لمجلس الجالية المغربية بالخارج إلى أن هناك خللا على مستوى تنزيل النصوص الشرعية على الواقع المعاصر، وعلى مستوى فهم الواقع، حيث نجد بعض العلماء متمكنا من فقه الشريعة أمّيا من حيث فقه الواقع.

وذكر أن الفتاوى الشاذة التي تبرز بين الفينة والأخرى ليست نتيجة عدم فقه الشريعة بل هي نتيجة عدم فقه الواقع الأوروبي المتسم بالتعقيد. 

وأضاف في هذا الصدد أن بعض العلماء يجدون صعوبة في فهم مجموعة من الظواهر داخل المجتمع الأوروبي لأنها تبدو غريبة عن السياق الإسلامي.

وأكد التجكاني أن فهم الواقع لا يتم إلا بمشاورة أهل الاختصاص والتشاور في سائر التخصصات، وقال إن الإمام مالكا استوعب واقع المسلمين في المدينة ثم أصّل أصلا من أصول مذهبه وهو ما سمي بعمل أهل المدينة، داعيا إلى ضرورة تنظيم دورات تكوينية في فقه الواقع.

ومن بين العقبات التي ذكرها التجكاني، والتي تجعل الأئمة عاجزين عن التفاعل الإيجابي مع الواقع الأوروبي، عقبة امتلاك ناصية اللغة، حيث اعتبر أن الأئمة ارتكبوا "جريمة" سياسية واجتماعية لأنهم لم يتعلموا لغة البلد الذي يقيمون فيه.

وعن ظاهرة ذهاب بعض المسلمين في بلجيكا للقتال في سوريا وبلدان أخرى قال التجكاني إن الجهاد الشرعي مرتبط بسياقه وتتبناه دولة ولا يمكن أن يتولاه أفراد أو جماعات أو منظمات، كما أن له ضوابط، مشيرا إلى أن بعض الشباب العاطفيين يتأثرون بما يرونه في واقع المسلمين، ويتحركون دون مرجعية دينية معتمدة، وينطلقون من الحماس ولا ينطلقون من الأصول التي جاءت بها الشريعة الإسلامية.

وأشار إلى أن المصيبة العظمى في عصرنا الحاضر هو أن بعض الشباب يستقي معلوماته من المواقع الإلكترونية التي فيها الغث والسمين، كما أن بعضا منهم مرتبط بالمراجع الدينية خارج أوروبا، ومنهم من ليست لديه أصلا قابلية للتأطير الديني.

 وعن ظاهرة تشيع بعض المغاربة في بلجيكا قال التجكاني إن هذه الظاهرة تحتاج إلى دراسة معمقة وبحث طويل حتى يقف الإنسان على الأسباب الحقيقية التي تجعل من هؤلاء الشباب على قناعة بما يقومون به.

ولم يفت التجكاني أن يؤكد في هذه المقابلة أن المغاربة، وخاصة الجيل الأول، لم يستفيدوا بما فيه الكفاية من وجودهم في أوروبا، وذلك بسبب الخلافات والنزاعات حتى داخل المساجد والمؤسسات الإسلامية، مشيرا إلى أن الجيلين الثاني والثالث قادرين على تجاوز كل الخلافات والنزاعات، كما أن لديهما قابلية لتوحيد الجهود.

هيأة التحرير

 

الصحافة والهجرة

Google+ Google+