عزيزة العلوي.. مغربية المولد مكسيكية القلب

الثلاثاء, 21 مايو 2013

أن تجد مهاجرين مغاربة نساء ورجالا بصموا على مسارات متفردة في جميع الميادين بدول أوروبية، فهو أمر أصبح عاديا بالنظر لتاريخ الهجرة المغربية في أوروبا، التي تحتضن دولها أزيد من 80 في المائة من بين حوالي 4 ملايين مهاجر مغربي في العالم؛ لكن الشعور قد يختلف عندما تجد نفسك أمام معرض للفن التشكيلي في مدينة بشمال المكسيك تسمى بويبلا، ثم تكتشف بأنه لفنانة من مواليد الدار البيضاء.

وحده الفن يمكنه بناء جسور بين الحضارات دون أن يهتم بالأحكام بالمسبقة، هكذا ترى التشكيلية المغربية عزيزة العلوي مفهوم التعايش وهي تقدم أزيد من 60 لوحة تجريدية في معرضها التشكيلي بعنوان "أسراب" في إطار المهرجان الدولي لمدينة بويبلا المكسيكية، حيث تقيم منذ سنة 1992.

بعد أن رأت النور في أحد أيام سنة 1966 بالدار البيضاء من أب مغربي وأم ألمانية، لم تكن عزيزة العلوي تتصور يوما أنها قد تصبح سفيرة للثقافة الشرقية والشمال إفريقية في الجهة الأخرى من المحيط الأطلسي، وبالرغم من أن عزيزة العلوي ظلت مرتبطة بشكل كبير بالمغرب إلا أن الترحال ظلَّ السمة المميزة لمسارها بدون منازع.

بدأت رحلة عزيزة العلوي في سن الثامنة عشرة بعد أن غادرت المغرب في اتجاه ألمانيا لمتابعة دراستها في الماركوتينغ، ثم انتقلت إلى فرنسا قبل أن تقرر الرحيل إلى المكسيك؛ لتستقر وزوجها المكسيكي في هذا البلد الذي تقول إنه يتوفر على العديد من النقاط المشتركة مع بلدها الأصلي، خصوصا فيما يتعلق بحفاوة الناس وتنوع الألوان وأهمية العائلة وكذا غنى العادات والتقاليد.

في سن السادسة والعشرين قررت عزيز العلوي خوض تحدي التعريف بالعالم العربي وثقافته من خلال بوابة الفن التشكيلي فكان لها ما أرادت من خلال العديد من الأعمال الفنية مكنتها من تبوء مكانة مرموقة الساحة الفنية المكسيكية لتشارك منذ سنة 1997 في أكبر معارض الفن المعاصر حول الشرق الاوسط وشمال إفريقيا.

إن طابع حوار الثقافات المميز لمسارها الشخصي أصبح بحق مصدر إلهام لإبداعها، وتجاوز أعمالها المكسيك لتصل إلى دبي، ومدريد وبرلين، بل وحتى إلى المغرب من خلال مشاركتها في معرض "أصداء.. فنانون مغاربة من العالم" المنظم سنة 2011.

الصحافة والهجرة

Google+ Google+