رحمة المودن هي صاحبة شركة) MAS شركة التنظيفات متعددة الثقافات). بدأت حياتها كعاملة تنظيفات والآن تملك شركة فيها 400 موظف ولديها أكثر من 200 زبون، ويقدر إيراد الشركة بحوالي 7 مليون يورو.
هاجرت رحمة المودن الى هولندا في السبعينات ولم يتجاوز عمرها 16 سنة. عملت في شركة للتنظيفات وتدرّجت في عملها حتى أصبحت مساعدة مدير. لكن عندما حُرمت من الترقية في العمل وحصل عليها شخص آخر اشرفت هي على تدريبه، قررت عندها أن تؤسس شركتها الخاصة.MAS "كافحت طويلا لتحقيق هذا الهدف، إذ من الصعوبة بمكان لمغربية ومسلمة بالتحديد، أن تصل الى هذا المستوى"، توضح السيدة المودن.
تهدف المودن من خلال شركتها توفير فرص عمل للشباب. "أقول دائما: سأساعد الشباب ليترك العمل في السوبرماركات المحلية. لقد حاولت ذلك فعلا إلا أن العديد منهم غير جادين، إما يتغيبون عن العمل أو لا يستمرون في العمل. لذلك اضطررت إلى طرد الكثيرين منهم. الآن لدي حوالي عشرة شباب في الخدمة، ووفرت لهم أيضا المجال لرسم مسار وظيفي عن طريق برنامج يتضمن مناقشات وتوجيهات حول العمل والقدرات الفردية."
نجاح رحمة وشركتها لم يمر مرور الكرام، ففي عام 1999 اختيرت كأفضل سيدة أعمال مهاجرة لذلك العام. كما حازت على وسام تقدير من الملك المغربي واستقبلتها الملكة الهولندية السابقة بياتريكس.
تعمل ابنة رحمة معها وتأمل أن تتسلم إدارة الشركة لاحقا من والدتها، وتؤكد أن العمل مع والدتها ليس سهلا، لأنها صريحة جدا وقوية الشخصية، إلا أنها في الوقت نفسه تعتبر والدتها مصدر إلهام كبير لها. من النادر أن تصل امرأة مغربية إلى هذا المستوى المهني وتسلم بعد ذلك شركتها لابنتها. وبهذا تكون السيدتان قدوة للكثير من سيدات الأعمال في هولندا والمغرب. وتسعى رحمة حاليا لتأسيس شركات مماثلة في المغرب، بهدف توفير فرص العمل للمغاربة في بلدهم
تعزو رحمة نجاحها الى قدرتها على المثابرة وعزيمتها على البدء بأعمال تجارية خاصة بها. "يغضبني جدا وضع المرأة في الشركات، إذ لا يوجد لغاية الآن عدد كاف من النساء في القمة، ويجب العمل على تغيير هذا الوضع. على النساء أن تتحلى بالمزيد من الشجاعة". ومن النصائح التي توجهها رحمة للمرأة.
"يجب أن تكون مستقلة ماديا، أن تكسب مالها بنفسها، وأن تبقى مع الشريك فقط لأنها تحبه وليس لحاجتها له لإعالتها ماديا".