احسيسن أنس اسم آخر ينضاف إلى قائمة مغاربة العالم الذين نجحوا في تحقيق إنجازات غير مسبوقة وإثبات حضورهم في الدول التي يعيشون فيها، فهذا الشاب المغربي البالغ من العمر 31 سنة والمقيم في العاصمة السويدية ستوكهولم كان أول مغربي وعربي يحصل على وسام ملكي تقديرا من الأسرة الملكية السويدية لمجهوداته على توفير فرص شغل للمهاجرين.
ابن مدينة طنجة الذي نشأ في أسرة مكونة من أم سويدية وأب مغربي وثلاثة أبناء هو أكبرهم، نجح في أن ينال إعجاب القائمين على الشأن السياسي والاقتصادي في السويد، بعد أن أصبحت شركته من بين أفضل الشركات التي تساعد على إيجاد وظائف للأجانب وتسهل عليهم عملية الاندماج في المجتمع السويدي.
"لحظة حصولي على الوسام الملكي أحسست بشعور لا يمكن أن يوصف" يقول أنس صاحب شركة "فليكسيبلا" التي أسسها رفقة أخويه سنة 2011 لتنجح في أن تصبح محط اهتمام وتقدير كبريات الشركات السويدية، تقدير مرده إلى كون الشركة المشتغلة في مجال مراكز النداء من أجل تسويق وبيع المنتوجات، أصبحت تقوم بإعارة المشتغلين لديها لفائدة الشركات السويدية الباحثة عن مندوب تجاري يروج لها منتجاتها، لأنهم الأفضل في مجال التسويق البيع وفق تصريح أنس خلال حديث خص به جريدة "هسبريس" الإلكترونية.
نجاح الشركة في تكوين أفضل العمال في التسويق والبيع جعلها توظف أكثر من 200 شخص ينتمون لأكثر من 40 دولة في العالم، لكن الغلبة للمغاربة "لأنني أريد مساعدة المغاربة المقيمين في السويد" حسب ما يؤكده أنس مضيفا بأن اندماج الأجانب في المجتمع السويدي ليس بالأمر الهين "لهذا أنا أحاول أن أساعد على تسهيل هذه العملية".
حصول أنس على أعلى وسام يمنحه ملك سويد لم يأتي من فراغ وإنما هو ثمرة عمل متواصل، ابتدأ سنة 2011 بإطلاق الشركة، ومر عبر تتويج شركة "فليكسيبلا" بجائزة أفضل شركة تأسست منذ أقل من خمس سنوات في السويد وذلك سنة 2013، "وهي الجائزة التي حمستني لأواصل تطوير مشروعي" يصرح أنس قبل أن يستطرد بأن هذه الجائزة منحته أيضا الثقة في أن "الأجنبي يمكن أن ينجح وأن يتم الاعتراف بمجهوده".
والأكيد أن يوم الخميس ما قبل الماضي كان يوما مشهودا في حياة أنس، لأنه اليوم الذي التقى فيه بالأسرة الملكية في السويد وعلى رأسها الملك الذي وشح الشاب المغربي بوسام اعترافا بمجهوده على إدماج المهاجرين في سوق الشغل، "حينها شعرت بفرح لا يمكن أن يوصف" يصرح أنس، موضحا أن السبب في فرحته هو تمكنه من الحصول على وسام لم يسبق لمغربي أن حصل عليه "ولأن هذا الوسام سيساهم في تحسين صورة المغاربة في السويد".
لقاء أنس بملك السويد دام لأكثر من ثلاث ساعات انقضت في الحديث حول أهمية هذا المشروع ودوره في تحقيق التجانس بين مختلف فئات المجتمع السويدي، بل إن ملك السويد اعترف لأنس بأنه يحلم بأن يرى جميع السويديين يدا واحدة بما فيهم الأجانب لأنه أصبح يلاحظ أن هناك تمييزا يقع في حق المهاجرين، كما عبر له عن أمله بأن يقتنع الأشخاص الذين يعادون الأجانب "بأهمية الأجانب في بناء وتطوير السويد".
وحصل أنس خلال هذا اللقاء على وعد من ملك السويد بأنه سيدعوه للعشاء ثلاث مرات خلال هذه السنة للحديث عن مشروعه وإمكانية تطويره ليستفيد منه أكبر عدد من المهاجرين.
وإذا كان للوسام الملكي قيمته الاعتبارية والرمزية، فإن أنس سيحصل بموجب هذا الوسام أيضا على دعم مادي من الملك قيمته 50 ألف أورو عبارة عن تمويل لحملة إشهارية لصالح الشاب المغربي، كما أن صور أنس رفقة الملك سيتم نشرها في جميع محطات الحافلات بالسويد كرسالة على أن المهاجرين يحققون إنجازات إيجابية، بالإضافة إلى جائزة قيمتها 30 ألف أورو.
فوز أنس بالوسام الملكي استقبلته الجالية المغربية المقيمة بالسويد بحفاوة، "لأن نظرة السويديين للمغاربة هي نظرة سلبية وهذا الوسام سيساهم في تغيير هذه الصورة ولو بشكل جزئي" حسب تصريح أنس، الذي أقر بأنه "كان مرتبكا في أول لقاء مع الملك لكنني سأطرح عليه إمكانية إقامة مشاريع مماثلة في المغرب" قبل أن يكشف بأنه يدرس القيام بزيارة إلى المغرب وأول مشروع سيقوم بإنجازه في المغرب هو إنشاء مدرسة في إحدى المناطق النائية بالمغرب.