عديدة هي نجاحات المرأة المغربية في شتى بقاع العالم، تثابر وتكد وتجتهد في مجالات مهنية كثيرة، وتقدم صورة مميزة عن بلدها، بكل ما أوتيت من عزم وإصرار، لا تكترث لإكراهات البعد عن الوطن وأجواء الغربة وأحيانا لصعوبة الاندماج في بلدان الاستقبال.
فاطمة الزهراء العبدلاوي سيدة أعمال مغربية بصمت على حضور مميز في قطاع الأعمال، بأرض الكنانة، واستطاعت أن تشق بثبات مسارا مهنيا واعدا في قطاع اقتصادي مهم، بفضل ثقتها في نفسها وقدراتها وإدراكها أن النجاح ليس له زمان ومكان وفي شتى الظروف.
من مواليد مدينة مكناس، نهاية ستينيات القرن الماضي، قدمت إلى أرض الكنانة، منذ 20 سنة مضت بمعية أسرتها، وهمها الوحيد، أن تخطو بعزم نحو التميز، واجهت مطبات البداية بإرادة، بل وحرصت على صنع مسار مهني فريد لنفسها، كان همها دائما هو تحقيق حلم راودها منذ الصغر وهو ولوج عالم الأعمال الحرة من بابه الواسع.
ولأنها كانت أشد اقتناعا بأن الهجرة ليست دائما هروبا من واقع غير مرض، بل نقطة انطلاق حقيقية لإثبات الذات في عالم الأعمال، بذلت فاطمة الزهراء العبدلاوي جهودا مضنية من أجل، ايجاد موطئ قدم لها في سوق الاستثمار بجمهورية مصر، زادها في ذلك عزيمة وإصرار لاتخطئه العين.
تدير فاطمة الزهراء الحاصلة على شهادة جامعية تخصص الاعلاميات، شركة متخصصة في صنع وتسويق المصابيح الكهربائية، التي تعتمد على الطاقة المتجددة، وتؤكد ان ولوجها مجال صناعة الطاقة، لم يكن قرارا اعتباطيا، لكون هذا المجال بات يحقق أرقام معاملات مهمة في سوق الاستثمارات.
كما تملك شركة متخصصة في التسويق الفندقي والمطعمة، بالقاهرة، تعنى بتمثيل كبريات العلامات التجارية في مجال السياحة والفندقة في جمهورية مصر.
في كل لحظة وحين، كانت فاطمة الزهراء، تثبت كفاءتها وجدارتها لما لا وهي التي نجحت في توقيع عقود تجارية مغرية، مع شركات ومؤسسات مصرية واجنبية عديدة، استطاعت بواسطتها أن تراكم تجربة فريدة في عالم الأعمال بمصر.
تقول فاطمة الزهراء في لحظة بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "أنا واحدة من مجموعة نساء مغربيات عديدات، في بلاد المهجر، واجهتنا في البداية إكراهات وصعوبات جمة لكننا ولله الحمد، استطعنا أن نشق بمساراتنا المهنية بحسم في قطاعات اقتصادية مهمة، رصيدنا في ذلك ثقتنا في أنفسنا وقدراتنا وعزمنا على تمثيل وطننا أحسن تمثيل".
وتضيف ابنة العاصمة الاسماعيلية "أنا دائما أومن بأن النجاح المهني رهين بالمثابرة والكد والاجتهاد حتى بلوغ المراد، لا أعبأ بإكراهات العمل اليومي، هاجسي الوحيد تحقيق طموحي ومبتغاي إلى أخر رمق ".
لا يهدأ بال فاطمة الزهراء، حتى تسمع أخبارا سارة تفيد بتحسن بيانات البورصة المصرية، لبحث مستلزمات سوق الاستثمار والتعرف عن كثب عن مؤشرات التسويق التجاري والاقتصادي.
وتؤكد أم سلمان، كما يحلو لصديقاتها مناداتها، أن همها الأبرز هو "تمثيل بلدها أحسن تمثيل في شتى ميادين سوق العمل، وتشريف المرأة المغربية في أرض الكنانة والنأي بها عن أي صور نمطية تخدش سمعتها ومكانتها".
وترى أن ولوج المرأة عالم الأعمال بدول المهجر، ليس بالأمر الهين وسهل المنال، لكن ثقتها في نفسها، وفي كفاءتها وقدرتها على بلوغ طموحاتها، مهما كان حجم الصعوبات والعراقيل، تضيف أم سلمان عامل أساسي وحاسم لتحقيق النجاح مهما كانت الظروف.
من حين لآخر، تتحين فاطمة الزهراء أوقات فراغ نادرة لتمارس فيها هواياتها المفضلة، حيث لا تبخل على أسرتها بالرعاية والحنان، إذ تعمل جاهدة في كل لحظة على الحفاظ على الطابع الأصيل لفن العيش والطبخ المغربيين على أرض مصر وهو ما يظهر جليا في ديكور بيتها وأثاثه ومفروشاته..
كما تحرص فاطمة الزهراء كلما سنحت لها الفرصة على استضافة صديقاتها في بيتها خلال الأعياد الدينية وكل يوم جمعة، من أجل تناول أطباق مغربية أصيلة، حيث تكشف عن مهارتها وإجادتها إعداد مأكولات مغربية مميزة خصوصا إذا تعلق الأمر بطبق الكسكس وطاجين السمك.
ولا تتوانى أيضا في متابعة كل جديد عن وطنها الأم، إذ غالبا ما تحرص كل مساء رفقة أبنائها، على متابعة برامج القنوات الوطنية مبدية إعجابا كبيرا بما تقدمه من برامج تراثية وثقافية تكشف عن غنى الموروث الثقافي المغربي وتنوعه وإشعاعه العابر للحدود."