الخميس، 31 أكتوير 2024 05:29

"كنزة أقرطيط" .. مغربية تقود جهود دعم ومواكبة الأحزاب والمؤسسات السياسية في النيبال

الخميس, 08 مارس 2018

تعد كنزة أقرطيط، الخبيرة المغربية في مجال السياسة والديمقراطية، من بين الكفاءات الدولية القليلة التي تحمل على عاتقها عبء تعزيز وتطوير الدعائم المؤسساتية لدولة النيبال، من خلال قيادتها لجهود دعم ومواكبة الأحزاب والمؤسسات السياسية داخل هذا البلد الآسيوي .

وتعمل كنزة أقرطيط، التي تشرف على إدارة مكتب المعهد الديمقراطي الوطني في النيبال، على تقديم مختلف أوجه الدعم التقني والإشراف والمشورة الاستراتيجية في ما يخص البرامج والتواصل مع الأحزاب السياسية والبرلمان الاتحادي والحكومة، لاسيما مكتب الوزير الأول، والهيئة الوطنية لإعادة الإعمار.

وروت الخبيرة المغربية، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، كيف قضت معظم فترات مسارها المهني في مجال دعم ومساعدة الفاعلين والمؤسسات السياسية والإدارية لعدد من البلدان، وهو المجال الذي تخصصت فيه منذ سنوات، ما مكنها من الانفتاح والاطلاع على تجارب دولية متنوعة.

وقالت أقرطيط إنها أكملت دراستها الابتدائية والثانوية والجامعية في مدينة الرباط، توجتها بالحصول على شهادة الإجازة في الأدب الإنجليزي من جامعة محمد الخامس، وحصلت بعدها على منحة "فولبرايت" الأمريكية في عام 1995 من أجل التحضير لماستر في الشؤون العامة والدولية - تخصص "السياسة الخارجية والأمنية الأمريكية"، كما أحرزت شهادة من جامعة بيتسبورغ بولاية بنسلفانيا (1997)، والتي تلقت في إطارها دروسا في الجامعة الأمريكية بواشنطن.

وأشارت إلى أنها استفادت من سلسلة تداريب مهنية في المعهد الدولي للتنمية الإدارية (بنسلفانيا)، ومجموعة السياسة الخارجية للنساء في واشنطن، والمعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية (واشنطن). كما حصلت الخبيرة المغربية على زمالة جامعة "ستانفورد" في عام 2006.

وأضافت كنزة أقرطيط أن مسارها المهني الفعلي بدأ في المعهد الديمقراطي الوطني بالمغرب، ثم في كل من الكويت والأردن وليبيريا والنيبال، وداخل بعثات قصيرة ومتوسطة الأجل تابعة للمعهد الديمقراطي الوطني في الجزائر وموريتانيا ولبنان ومصر والعراق .

كما عملت في مقر المعهد الديمقراطي الوطني بواشنطن، ومقر منظمة "الحقوق والديمقراطية" الكندية في مونريال خلال 2011-2012 كنائبة مدير لمنطقة أمريكا اللاتينية وآسيا، بالإضافة إلى ما راكمته من خبرة مهنية وأكاديمية، على مدى أزيد من 18 عاما، داخل المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية، وهي منظمة أمريكية تترأس مجلس إدارتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت، والذي يضم في عضويته نوابا أمريكيين سابقين ينتمون إلى الحزب الديمقراطي.

وتعد أقرطيط "المرأة المغربية والمغاربية والعربية والمسلمة الوحيدة التي تحظى بمنصب رفيع المستوى داخل المعهد الديمقراطي الوطني، لاسيما كممثلة للمعهد الوطني الديمقراطي في النيبال منذ 2013"، بالإضافة إلى عضويتها داخل اللجنة الاستراتيجية العليا للمعهد الديمقراطي الوطني، الذي يقرر التوجه الاستراتيجي لهذه المنظمة في جميع أنحاء العالم (أزيد من 60 مكتبا).

وبصفتها ممثلة للمعهد الوطني الديمقراطي في النيبال، فهي تضطلع بمسؤولية الحفاظ على العلاقات وتوسيعها مع كل من الحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية في البلاد، ومع المجتمع الدولي كذلك.

وحكت الخبيرة المغربية، بفخر واعتزاز، تفاصيل التجربة المتميزة التي خاضتها خلال الفترة التي تلت الزلزال المدمر الذي ضرب النيبال في عام 2015، والتي اختارت خلالها البقاء داخل البلاد، حيث عملت في إطار المعهد الديمقراطي الوطني على إجراء تدخلات على مستوى الأقاليم الأكثر تضررا من هذه الكارثة الطبيعية، مشيرة إلى أن تطوير استراتيجية للتواصل بالنسبة للهيئة الوطنية لإعادة الإعمار يعد جزء من تلك الجهود.

وأكدت كنزة أقرطيط أن كل ما أحرزته من نجاحات وإنجازات لم يتحقق بسهولة، كما أن كل خطوة أو تقدم حققته طيلة مسارها المهني جاء نتيجة عمل شاق ومتواصل ومثابرة كبيرة، مشددة على أنها واجهت عقبات وصعوبات شديدة، تمكنت من التغلب عليها بفضل الدعم القوي لوالديها منذ نعومة أظافرها، وتشجيعات ونصائح أساتذتها ومن بينهم الأستاذ الراحل أحمد أبو طالب.

وفي هذا الإطار، تعتبر الخبيرة المغربية أن مصدر الإلهام الأكبر بالنسبة إليها كان والدها، المنحدر من قرية صغيرة في جبال الأطلس المتوسط، والذي التحق بالمدرسة في سن متأخرة بعد فراق عائلته لولوج مدرسة ابتدائية داخلية يديرها الفرنسيون في ذلك الوقت، بعدما ألح للمدير على أن حلمه هو تعلم القراءة والكتابة ... ذلك الحلم، الذي ينضاف إليه الشغف والإرادة، هو الذي مكنه من النجاح في مساره المهني داخل المديرية العامة للأمن الوطني بالرباط.

واعتبرت أن ذلك الشغف الكبير، الذي دفعها إلى مواصلة دراساتها العليا بتفوق، يأتي كذلك من الدعم المطلق الذي يغرس داخل عقل الإنسان اقتناعا بأن التميز في المسار التعليمي هو الطريقة المثلى التي تؤدي إلى النجاح، وأن كل شيء ممكن تحقيقه عندما يوجه المرء نفسه بدقة إلى ما يريد أن يفعل مشواره المهني.

من جهة أخرى، قالت كنزة أقرطيط "إلى جانب المهام التي أضطلع بها كمسؤولة وخبيرة دولية، أقوم بدوري الطبيعي ومسؤولياتي العائلية، مثل جميع النساء، تجاه إبني البالغ 13 عاما الذي يدرس بإحدى المدارس الأجنبية بالعاصمة كاتماندو"، مشددة على ضرورة الحفاظ على التوازن الضروري بين إكراهات الالتزامات المهنية والمسؤوليات الأسرية.

وبخصوص الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أكدت الخبيرة المغربية أنه يتعين مواصلة الجهود في مجال دعم وتثمين الدور الذي تضطلع به المرأة عموما والمغربية على وجه الخصوص داخل المجتمع وفي مختلف قطاعات الأنشطة.

وأضافت أن خبرتها ومجال عملها يشملان أيضا المشاورات المتعلقة بمجال تمكين المرأة سياسيا والنهوض بالنساء على مستوى عملية صنع القرار، مع توفير دروس ونماذج في هذا المجال في عدة بلدان، مشيرة إلى أنها أشرفت بالكويت (سنة 2006) على إرساء برنامج دعم تقني للنساء اللواتي ترشحن للانتخابات للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وكذا المجتمع المدني النسوي لإطلاق حملة توعية تهدف إلى تشجيع النساء على التصويت لصالح المرشحات.

ويظل الحلم الأكبر لكنزة أقرطيط، التي تزور المغرب كل عام للحفاظ على الوشائج التي تربطها بأفراد عائلتها وأصدقائها والفاعلين في مجالي السياسة والمجتمع المدني، هو العودة يوما ما إلى بلدها بشكل نهائي لتشكل جزء من المهارات والجهود التي تساهم في بناء وتطوير المملكة .

يذكر أن كنزة أقرطيط شاركت في تأليف كتاب "النساء المغربيات والناشطات وسياسة مقاربة النوع الاجتماعي: تحليل مؤسساتي"، الصادر في عام 2014 بالولايات المتحدة.

سعد أبو الدهاج

عن وكالة المغرب العربي للأنباء

مختارات

Google+ Google+