الإثنين، 23 دجنبر 2024 20:19

 "معرفة وآراء" زاوية مفتوحة في وجه الباحثين والمختصين في قضايا الهجرة ومتعلقاتها لعرض آرائهم ووجهات نظرهم وفتح باب النقاش بخصوص مختلف الأسئلة المتصلة بهذه القضايا..

"معرفة وآراء" أفق لبناء حوار هادئ ومسؤول قادر على بلورة مقاربات تتسم بالعمق والدقة والصدقية.

مغاربة القلب! تشبث الرياضيين الفرنسيين- المغاربة ذوي المستوى العالي ببلدهم الأصلي

 

تشكل الرياضة إحدى أفضل الطرق لاستكشاف ظواهر ازدواجية الانتماء الثقافي أو الوطني(1). والسؤال يطرح نفسه بحدة خاصة عندما يتعلق الأمر بممارسة الرياضة على المستوى الدولي لدرجة أن الهويات الوطنية، خلال المنافسات التي تكون موضوع اهتمام إعلامي كبير، تصبح ذات أهمية، كما يوضح ذلك، بالنسبة لكرة القدم الفرنسية، المعرض الذي تم تنظيمه سنة 2010 بالمدينة الوطنية لتاريخ الهجرة (2). حيث يعطي مفهوم "الإثنية الرياضية"(3)، التي يمكن التعرف عليه لدى الرياضيين ولدى مناصريهم أيضا، بعدا علميا لهذا الواقع.

إيفان غاستو Yvan Gastaut

  • شاعر وجامعي في فرنسا
  • أستاذ محاضر في التاريخ المعاصر بجامعة نيس، وباحث بمركز البحر المتوسط الحديث والمعاصر (CMMC). متخصص في العلاقات ما بين الثقافات في الفضاء المتوسطي، وفي قضايا الهجرة، والعنصرية، والرهانات الهوياتية المرتبطة بالأوضاع العالمية. مؤلف كتاب: "الرأي العام الفرنسي والهجرة في ظل الجمهورية الخامسة"، (منشورات لوسوي، 2000)، وكتاب "اختلاط الأجناس عن طريق كرة القدم، الاندماج، لكن إلى أين؟" (منشورات "بوجه آخر" Autrement، مجموعة "حدود" Frontières، أبريل 2008).ا

والرياضيون المغاربة معنيون بشكل خاص بهذا البعد البين-ثقافي باعتبار أن جزءا لا يستهان به منهم يعيشون في الخارج. والواقع، أن الرياضة توفر مستويين من الممارسات بالنسبة للرياضيين الأفضل أداء: النادي في الحياة اليومية والفريق الوطني في إطار استثنائي بمناسبة المنافسات الدولية. لقد أصبح اللعب بقميص ناد ببلد ليس هو البلد الذي يدافع عن رايته أمرا شائعا في بعض الألعاب الرياضية. ويبدو أن هذا الوضع ملائم جدا لطرح مسألة الإثنية الرياضية.

 

وسأتناول هنا موضوع الرياضيين الفرنسيين من أصل مغربي الذين يعيشون في فرنسا. كلهم أبناء مهاجرين مغاربة أقاموا في فرنسا في سياق الثلاثين المجيدة (1945-75) (4)، لا يعرفون الشيء الكثير عن المغرب، ولا يتقنون اللغة العربية كما أن علاقتهم محدودة جدا مع تقاليد وأعراف بلد لا يعرفونه إلا عبر ذكريات آبائهم أو ببعض الزيارات لمدة قصيرة(5). ومهما كانت الرياضة التي يمارسون، فإن تفرد مسارهم ونجاحهم الرياضي يمنحهم فرصة إعادة الارتباط بهويتهم الأصلية من خلال تمثيل المنتخب الوطني المغربي في المنافسات الدولية الكبرى.

جيل "المغاربيين المزدادين في فرنسا" ذو تجارب مشتركة

تمنح الرياضة للفرنسيين- المغاربة فرصة للعيش والتعبير عن انتمائهم المزدوج باعتبار أنهم يختارون جنسيتهم الرياضية بغض النظر عن مسارهم الرياضي في النوادي الفرنسية. إن الأمر لا يهمهم وحدهم كأشخاص، باعتبار أن هذه التجارب تقدم نموذجا، وتجد لها صدى واسعا في وسائل الإعلام الفرنسية والمغربية، التي تسلط الضوء، انطلاقا من اهتمامها بمسألة التنوع منذ بضع سنوات، على هذه المسارات الفريدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بأبطال محبوبين من طرف جمهور واسع على ضفتي البحر الأبيض المتوسط. فبمجرد ما يتحقق النجاح من خلال أداء متميز، أو ميدالية أو كأس، تسعى مختلف القوى السياسية إلى غنم كل الفوائد الممكنة وسط الرأي العام.


ويتعلق الأمر هنا، بوجه خاص، بقياس مدى تشبث وارتباط الرياضيين الفرنكو- مغاربة ببلد آبائهم انطلاقا من سلسة من البورتريهات الدالة في تاريخنا الراهن. كما يمكن أن نطلع من خلال التطرق للمجموعة الخاصة بلاعبي كرة القدم، ومجموعة رياضيين من تخصصات أخرى، على مدى تعقيد اختيار(6) الجنسية الرياضية.
لقد كانت علاقة هؤلاء الرياضيين الفرنسيين مع المغرب (أربعة لاعبي كرة القدم، لاعب كرة اليد، لاعب مبارزة، ملاكم، ومتزحلق على الثلج) بمثابة محرك في مسارهم المهني.

غالبا ما انتقل هؤلاء الرياضيون، سواء منهم المحترفون أو الهواة الذكور الذين يملكون مسارا رياضيا واجتماعيا ناجحا، وأحيانا مذهلا، من كونهم نكرة بالضواحي إلى شكل من أشكال إثبات الذات. كما أنه ينحدرون من الهجرة المغربية التي دخل جزء كبير منها إلى فرنسا بعد عام 1945(7)، علما أن من بين 2.5 مليون من المغاربة الذين شملهم الإحصاء اليوم في الخارج، يقيم الثلث (أكثر من 800000) في فرنسا.


إن معظم آباء هؤلاء الرياضيين، سواء منهم من دخل وفق المساطر الرسمية أو سرا، الذين حصلوا منهم على الجنسية أو لم يحصلوا عليها، كانوا عمالا مهاجرين يعملون في مصانع السيارات، ومناجم الشمال أو الشرق، أو يعملون في مقاولات قطاع البناء. عاشوا في فرنسا مع أسرهم، وترعرع أبناؤهم في عالم المجمعات الكبرى حيث كان يقطن جلهم.


أصبح لهذه "الأجيال الثانية" (8) وجود ملموس سياسيا وإعلاميا منذ بداية الثمانينات في فترة المسيرة من أجل المساواة ومناهضة العنصرية سنة 1983. فقد أقام هؤلاء، سواء منهم الذين ولدوا في المغرب أو في فرنسا، بين منتصف السبعينات ومنتصف الثمانينات، في بلد الاستقبال أو على الأقل قضوا فيه جزءا كبيرا من طفولتهم. تم تكوينهم في إطار الثقافة الفرنسية، كما أنهم متشبعون بالثقافة المغربية التي تم نقلها إليهم، إلى هذا الحد أو ذاك، من طرف الوالدين في الغربة. ولم تكن الرياضة بالنسبة لجل هؤلاء الأطفال مجرد وسيلة للاندماج في الحياة الاجتماعية بحيهم ثم بمدينتهم، بل شكلت أيضا وسيلة لتجاوز وضعية الآباء التي تميزت بالفقر والعمل الشاق وانسداد آفاق المستقبل.


ويشترك جيل هؤلاء الفرنسيين المغاربة في أنهم حققوا مسارهم المهني زهاء عقدين بعد المسيرة من أجل المساواة ابتداء من منتصف التسعينات في سياق أكثر ملاءمة: حيث أضحت فرنسا أكثر اهتماما بتنوع سكانها بدون التخلي التام عن النزعات العنصرية، كما أصبح المغرب يهتم أكثر بمواطنيه المقيمين في الخارج. ويحمل كل هؤلاء الرياضيين الجنسية الفرنسية والجنسية المغربية، إما باكتسابها عند الولادة أو نتيجة إجراءات إدارية (9) في وقت لاحق، وهو أمر يسمح به البلدان معا ويمثل، على الصعيد الرياضي، امتيازاً يتيح الفرصة لاختيار الانتماء الرسمي للاعبين.


يمارس جميع الرياضيين، الذين اخترناهم، رياضاتهم في أندية فرنسية (أو أوروبية)، لكنهم اختاروا الدفاع عن ألوان المغرب في مسارهم الرياضي الدولي والتخلي عن فرنسا. وبالمقابل، فإن ما يجعلهم يختلفون عن بعضهم البعض، هو اختلاف مساراتهم وفق التخصصات الرياضية، والمسار الذي أفضى بهم إلى هذا الاختيار الذي يكون بديهيا أحياناً، ومؤلما أحيانا أخرى، وفيه مزيج من المصلحة الرياضية والتشبث بالهوية المغربية.
.
أسود الأطلس القادمون من فرنسا
يحمل العديد من لاعبي الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، جنسية مزدوجة. ومن المنطقي أن يكون أصل العديد منهم حوض لورين المنجمي(10).
وتمثل أسرة حجي المسار الأكثر دلالة في هذا المجال: ولد مصطفى (11) وشقيقه يوسف بإفران سنتي 1971 و 1980. هاجر والدهما إلى فرنسا في أوائل السبعينات فالتحقت به أسرته بعد بضع سنوات. عمل في البداية عاملا منجميا في سانت إتيان ثم في مونسو لي مين، ليستقر في الأخير بموزيل في كروسفالد، قرب الحدود الألمانية. اهتمت عائلة حجي بمنح أطفالها تربية فرنسية ومغربية. وقد أدى هذا التشبث بالمغرب إلى مشاركة قوية للشقيقين في المنتخب الوطني.

 

كان مصطفى لاعب خط وسط متميز خلال مسيرته الرياضية الغنية(12). لعب ضمن المنتخب 54 مباراة ما بين سنتي 1993 و2004، وسجل 13 هدفا. شارك في المراحل النهائية لكأس العالم سنتي 1994 و1998، حيث تميز بالخصوص في كأس العالم في فرنسا. سجل هدفا رائعا ضد النرويج (2-2) بعد قطع مسافة 60 مترا بالكرة. مكنه أداؤه من التتويج بالكرة الذهبية الأفريقية سنة 1998. كان اختيار المغرب بالنسبة له بديهيا: "فقد كانت المنافسة قوية في الفريق الأزرق، كما أن المغرب ظل دائما في قلبي مع أنني مدين بمسيرتي الرياضية لفرنسا"(13). سلك شقيقه يوسف نفس المسار الذي رسمه الأخ الأكبر بنفس التألق ونفس الإرادة: لعب مهاجما 50 مباراة مع أسود الأطلس منذ عام 2003، وقع العديد من الأهداف جعلت منه لاعبا رسميا بدون جدال. وفضلا عن تشبثه بفريقه الوطني ظل وفيا لناديه الأصلي، ولمنطقة لورين شأنه في ذلك شأن أخيه: تخرج من مركز التكوين، فلعب في صفوف أ. إس نانسي لورين ما بين سنتي 1998 و2003 ليعود إلى نفس الفريق أربع سنوات بعد ذلك، سنة 2007، بعد أن لعب في فريقي باستيا ورين.

 

لا تختلف مسيرة عبد السلام وادو عما سبق: ولد سنة 1978 في أنيف قرب الرشيدية. غادر المغرب في سن الثالثة من العمر مع أسرته. اشتغل والده الحسين كعامل منجم في جارفيل-لا- مالكرانج (مورث -إي- موزيل) أولاً ثم في نانسي. هو الابن الثالث من أسرة تتكون من أربعة أطفال، عاشت في شقة صغيرة في حي كاليفورنيا بضواحي مدينة نانسي. بدأ يلعب منذ سن السابعة في نادي جارفيل ثم انضم إلى الفريق الأول الذي يلعب في القسم الشرفي الإقليمي عندما بلغ من العمر 16 سنة.

 

أنجز مسارا رائعا كمدافع في الأندية (14) قبل أن يصبح لاعبا دوليا. لعب 62 مباراة مع المنتخب المغربي ما بين 2002 و2010 وسجل ثلاثة أهداف. لا يتردد بدوره في التعبير عن اعتزازه بحمل القميص المغربي. "لجواز سفري الفرنسي نفس قيمة مثيله المغربي. أتشبث بثقافتي المزدوجة. إنها مصدر غنى. غير أن المغرب هو بلد قلبي"(15)..

 

ما فتئ عبد السلام وادو يدافع عن أهمية الفضائل الأخلاقية والتربوية لكرة القدم: لكن، و"لسخرية القدر"، تم شتم مدافع أسود الأطلس ب"الزنجي القذر" من طرف أحد المتفرجين في 16 فبراير 2008 في مقابلة ميتز- فالونسيان بملعب سان-سامفوريان. من شدة غضبه، قرر الثأر لنفسه بيده، حيث ذهب في فترة ما بين الشوطين ليواجه ذلك الشخص مباشرة في المنصة. أدت فورة الغضب هذه إلى طرده، لكنها أثارت، بالأساس، تعبئة إعلامية حول "قضية وادو" والعنصرية المعتادة في الملاعب.

 

يشكل ميكايل كريتيان أو ميكايل كريتيان بصير، آخر منتم إلى منطقة نانسي سنتطرق إليه، الحالة الأهم على مستوى الهوية. ولد سنة 1984 في نانسي، ونشأ في فاندوفر-لي-نانسي. لم يكن والداه متزوجين، فحمل اسم والدته في البداية. كان والده عبد البصير لاعبا جيدا في القسم الرابع بفريق الاتحاد الرياضي لفاندوفر. بعد أن لعب في بداية مشواره بفريق والده، وبعد أن حصل على شهادة الباكلوريا، التحق ميكائيل كريتيان بمركز التكوين التابع لنادي أ. إس نانسي لورين ثم بالمجموعة الاحترافية سنة 2002 والتي لم يغادرها منذ ذلك الوقت.

 

لعب هذا الظهير الفعال مرة واحدة ضمن فريق الآمال الفرنسي خلال مباراة ضد هولندا، بتاريخ 30 مارس 2004. ولكن، بعد تفكير طويل، اختار ميكايل كريتيان بصير الجذور، وقرر الدفاع عن قميص المغرب، حيث أكد: "أشعر أنني مغربي 100%، كما أشعر أنني فرنسي 100%، لكنني اخترت المغرب. فكل أسرة والدي تعيش فيه. لم أتمكن من الذهاب إليه عندما كنت صغيرا، لكن ذلك أصبح ممكنا الآن"(16). أحسَّ بهذه العاطفة تجاه المغرب الذي يلعب له منذ عام 2006: "ألعب بقلبي، وقلبي أفتى علي اللعب للمغرب: وأنا أشعر بالفخر!" (17) كان تأثير والد ميكاييل، الذي اختار حمل اسم كريتيان بفرنسا وبصير بالمغرب، حاسما عندما طرحت عليه مسألة اختيار الفريق الوطني في سن 20 سنة. لم يحصل على الجنسية المغربية إلا بعد إجراءات دامت مدة طويلة، فحرمته لفترة فاقت السنة من اللعب ضمن أسود الأطلس مما أثار استياء المدرب بادو زاكي الذي كان يعول عليه.

اندمج ضمن الفريق تدريجيا: "جئت ذات صباح، اكتفيت بإلقاء التحية، ولذت بالصمت. نظر إلي الجميع بعيون ملؤها التساؤل عمن أكون ومن أين أتيت. أعترف أن الأمر كان صعبا بعض الشيء بالنسبة لي لأنه لم يأت عندي أحد، فبقيت منعزلا في الزاوية. غير أن الأمر لم يدم طويلاً. حيث توطدت العلاقة مع اللاعبين الآخرين تدريجيا خلال التداريب على أرضية الملعب"(18). إضافة إلى الارتياح الكبير لوالده، واعتزاز أسرته المغربية، شعر كريتيان بصير بأنه أصبح مفيدا فعلا بفضل احترافه كلاعب كرة القدم: فلأنه ترعرع في الضاحية حيث كان الجمهور المغاربي يشجع بحماس إما فريق نانسي لورين أو فرق بلدانهم الأصلية، ما زال يتذكر الشباب الذين كانوا يحلمون باللعب في فرق المغرب أو تونس أو الجزائر. وقد تم تذكيره بانتمائه المزدوج، على وجه الخصوص، بمناسبة المباراة الودية بين المغرب وفرنسا (2-2) التي جرت بملعب فرنسا يوم 16 نونبر 2007، وهي المباراة التي عرف أثناءها مدافع أسود الأطلس الأيمن لحظات انفعال عاطفي قوي(19). فأمام هيئة الصحفيين التي سألته إن لم يكن نادما لعدم اختياره اللعب في صفوف فرنسا، ومع أنه كان مستاء من صفير الجمهور ضد النشيد الفرنسي، فقد تحمل مسؤولية اختياره معلنا إيمانه الراسخ بمغربيته.

 

بعيدا من لورين، ينتمي مروان الشماخ، الذي ازداد سنة 1984 في تونانس بفرنسا، إلى الجيل نفسه، إضافة إلى وضعيته كنجم، حيث لعب مهاجما بفريق بوردو من 2002 إلى 2010، ويبدو انتقاله إلى إنكلترا بفريق أرسنال في صيف عام 2010 بمثابة تأكيد للذات. بعد أن لعب مرة واحدة في فريق الآمال الفرنسي سنة 2003، وعلى الرغم من محاولات الاتحاد الفرنسي لضمه، استجاب مروان لطلب المدرب بادو زاكي فاختار المغرب؛ حيث لعب مع المنتخب المغربي أكثر من 50 مباراة، سجل خلالها أكثر من 15 هدفا، كما حقق نجاحا باهرا بنادي بوردو، وانتخب أفضل لاعب كرة قدم مغربي سنتي 2004 و 2009.

هاجرت أسرة الشماخ إلى فرنسا عام 1979: اشتغل والده مصطفى الشماخ، لاعب كرة القدم السابق، في مقالع الحجر بالدار البيضاء، وعثر على عمل في معمل للنجارة، ثم في مصنع للألومنيوم بعد مغادرة المغرب للبحث عن شروط حياة أفضل. تابع مروان الشماخ، الذي لم يكن يتكلم العربية، بل فرنسية بلكنة الجنوب الغربي، دراسته بنيراك ثم مارماند.

 

التحق بمركز تكوين بوردو، ثم بدأ يلعب في الفريق الأول سنة 2003. كان الاختيار بين فرنسا والمغرب شائكا بالنظر إلى المؤهلات التي كان يملكها. تم اتخاذ القرار في مجلس للأسرة نتج عنه اختيار مروان اللعب مع المغرب. بيد أن رغبته في اللعب في الفريق الأزرق كانت فعلية حسب ما صرح به سنة 2009: "لن أقول إن اللعب مع أسود الأطلس جاء تلقائيا، ومع ذلك، يجب أن يكون الأمر واضحا والقول إن فرنسا كانت آنذاك تتوفر على مهاجمين ممتازين"، قبل أن يوضح أنه كان دائما "مغربيا بالقلب، غير أن هذا لا ينفي أنني أشعر بنفسي فرنسيا بقدر ما أشعر أنني مغربي"(20). وفي سنة 2010، ذهب الشماخ إلى حد التعبير عن نوع من الأسف: "ربما اتخذت هذا القرار بقليل من التسرع، يقول من اختار المغرب في سن 19 عاماً. ولكنني كنت أعلم مدى أهمية ذلك بالنسبة لأهلي، كما أنني فخور لكوني لعبت 50 مباراة مع المغرب. كنت أرغب في الحفاظ على هذه الروابط مع أصولي" (21).لا يخلو الالتزام الرياضي من بعض المعاناة الداخلية، وقد أعرب مروان الشماخ عن ذلك بوضوح.

 

رياضات أخرى، وأنماط أخرى من الارتباط بالمغرب

إذا كانت كرة القدم في الواجهة بسبب التغطية الإعلامية القوية التي تحظى بها، فإنها ليست الرياضة الوحيدة المعنية بظواهر الانتماء المزدوج. وتسمح بعض المسارات بالبرهنة على ذلك وخاصة على مستوى الهواة. ففي بعض الرياضات غير المتطورة في المغرب، وغير الشعبية بل والغريبة، يقوم بعض الرياضيين الذين ليس لهم الأداء الكافي لاختيارهم ضمن المنتخب الفرنسي والمغمورون بالنسبة للجمهور، ببعض الإجراءات لدى السلطات المغربية، أملا في الدفاع عن ألوان بلد أصولهم العائلية، لتذوق طعم المنافسة الدولية، وأحيانا، لاختراق سر مسارهم العائلي. إن الرهانات هنا تختلف بالمقارنة مع لاعبي كرة القدم: حيث يعتبر تمثيل المغرب أكثر كتأكيد للهوية، ووسيلة لاقتسام ممارسة رياضية تم اكتسابها في فرنسا مع بلدان الأصول العائلية.


ازداد حارس مرمى كرة اليد ياسين الإدريسي سنة 1984 بالرباط، ثم انتقل رفقة والديه، ويتعلق الأمر بأسرة من العمال المهاجرين المتواضعين، للاستقرار في شرق البيرينيه (جبال البرانس) وعمره لم يتجاوز5 سنوات. بدأ يلعب كرة اليد كحارس مرمى في "أرجيليس سير مير"، ثم في شعبة رياضة – دراسة بمدينة نيم، قبل أن ينخرط في نادي المدينة، "أوسام نيم" سنة 2001، حيث كان يلعب بديلا للدولي الفرنسي الشهير برونو مارتيني. قاده مساره الرياضي للعب في كريتاي ثم سان سير في تورين. بناء على نصيحة اللاعب التونسي الشهير هيكل مغنم أحد زملائه في نيم، قام ياسين الإدريسي بتقديم نفسه للجامعة المغربية لكرة اليد التي اختارته ضمن المنتخب سنة 2005، ليصبح حارس المرمى الأساسي في بطولة العالم في ألمانيا لسنة 2007، حيث لم يكن التوفيق حليف المنتخب المغربي الذي انتهى في المرتبة العشرين من أصل 24 بلدا مشاركا.

ولد عصام رامي سنة 1975 في سان كلو، وترعرع في ليلا (سين-سان-دوني). أظهر شغفا بالمسايفة في مرحلة دراسته الابتدائية. وتحت إشراف مدربه في هذه الرياضة ألان بيليك، وبفضل دعم والديه، العاملين المهاجرين، بدأ يمارس رياضة المبارزة في سن 13 سنة بمركز فلوريال بليلا.

 

وفي سنة 2004، انضم عصام رامي إلى نادي سانت غراسيان في فال دواز(22). في البداية، تجب الإشارة إلى أن حلمه بتمثيل المغرب في الألعاب الأولمبية، الذي عبر عنه في البداية كمزحة، قد تحقق: ففي يناير 2004، حصل على الحدود الدنيا الأولمبية (23) في بطولة العالم في الدوحة حيث أنهى البطولة في المرتبة 52 من أصل حوالي 100 مشارك. وبدعم من المملكة، شارك في دورة أثينا للألعاب الأولميية. وأصبح أول مبارز مغربي في التاريخ يشارك في الألعاب الأولمبية. كان حدثا بالنسبة للمغرب، ولكن بالنسبة لمدينة ليلا الفرنسية أيضا التي شرفها ابنها الفرنسي المغربي، حيث كتبت النشرة البلدية مقالا تحت عنوان "مبارز من ليلا في الألعاب الأولمبية"(24).

 

أقصي في المنافسة بالسيف، منذ الدور الثاني والثلاثين من النهائيات من طرف الروسي سيرجي كوتشيكوف (15-6)، غير أن ذلك لم يمنع من أن أصبح بطل القارة الأفريقية في هذا التخصص الرياضي من التعبير عن اعتزازه: "قوتي مستمدة من ثقافتي الفرنسية المغربية" (25). في سنة 2008، شارك عصام رامي، الذي انضم إليه فرنسي مغربي آخر، علي الحسين كزافيي (من مواليد 1974)، مرة ثانية في ألعاب بكين، حيث أقصي في نفس الدور أمام البولوني موتيكا (15-6). أصبح أستاذا للرياضة بعد دراسات جامعية ناجحة في شعبة علوم وتقنيات الأنشطة البدنية والرياضية. كما سعى عصام رامي إلى الإفادة بتجربته من خلال العمل على تطوير لعبة المبارزة بالمغرب.

 

ولد سعيد الراشدي، بطل فرنسا للملاكمة هواة 2007 في الوزن المتوسط، في مدينة ليل سنة 1986، فنهج طريقا مماثلا لعصام رامي. هو الابن الرابع لأسرة لها خمسة أطفال. ترعرع الراشدي في حي مولان بمدينة ليل واستمر في العيش فيه بعد أن أصبح راشدا. حل والده بفرنسا سنة 1971 وعمره 17 عاماً، فعمل على التوالي في مهن البناء بألبرفيل (سافوا) والفلاحة في حقول التبغ بمنطقة بوردو كما عمل في الأخير جامعا للقمامة بمدينة ليل. لم يكن يتكلم الفرنسية ويعيش في "استوديو" في شروط حياة يومية صعبة. التحقت به زوجته وأنجبا أطفالا، لكن وضعيته ظلت هشة. كانت الملاكمة، التي كان يمارسها سعيد في نادي الملاكمة بحي مولان، حيث تعلم القيم التربوية، بمثابة فرصة سانحة: فبفضل شجاعته ومؤهلاته البدنية والأخلاقية، مارس هذه الرياضة إلى أن بلغ أعلى المستويات، الأمر الذي لم يحل دون النجاح في دراسته. حصل على شهادة التقني العالي في الإعلاميات، فأصبح معلما للرياضة كما عمل من أجل الاندماج الاجتماعي لشباب الحي الذي يقطنه من خلال ممارسة الملاكمة.

 

حصل على المتطلبات الدنيا الأولمبية خلال بطولات العالم للملاكمة هواة في شيكاغو سنة 2007. غير أن فريق فرنسا، الذي كان يتابع أداءه، قرر رفض ترشيحه على أن يسمح له بذلك سنة 2012. أمام خيبة أمله، فكر في إمكانية أخرى تمنحها له جنسيته المزدوجة: قرر التوجه إلى المغرب الذي وافق على مشاركته في الفريق الوطني بألعاب بكين لسنة 2008. غير أن اندماجه في الفريق المغربي، خلال المرحلة التحضيرية، كان معقدا، نتيجة حقائق رياضية مختلفة في بلد لم يعرف عنه شيئا إلا من خلال الأحاديث العائلية. تم إقصاء من وصفته جريدة "لا فوا دي نور" باعتباره "ابن مدينة ليل في بكين"(26) منذ الدورة الأولى من طرف الكازاخستاني باختيار أيطاييف (27). ومع ذلك هنأه وزير الرياضة الذي صرح أن: "سعيد الراشدي شرف الرياضة والعلم المغربيين" (28)..

 

عاش سمير عزيماني، الذي ولد سنة 1977 في لوفالوا-بيري (هو دي سين)، وكبر في كولومب حيث ما زال يعيش مع والدته، تجربة فريدة تتمثل في أنه كان الممثل الوحيد للمغرب في الألعاب الأولمبية الشتوية بفانكوفر في فبراير 2010. وهكذا، تشرف بأن يمر في الاستعراض وحيدا وراء العلم الأحمر في حفل الافتتاح. يحكي تفاصيل هذه التجربة القوية عاطفياً في مدونته (29).

لأنه كان ابن أسرة من العمال المهاجرين، منحدرة من قرية عين الركادة قرب بركان وواجهت صعوبات في الإقامة بضواحي باريس، فقد اضطر سمير للالتحاق، في سن 6 أعوام، بمأوى الراهبات بنويي سير سين قصد التمدرس. ومن بين الأنشطة المتعددة لهذه المدرسة الداخلية، كانت "الراهبات" تنظم تداريب في المناطق الجبلية، خاصة في كنيسة الوفرة (هوت-سافوا)، حيث أبان سمير عزيماني عن مؤهلات رائعة في التزحلق على الثلج.

عندما كان شابا يافعا تحمس بقوة لوطنية المتزلجين المغاربة الذين كانوا حاضرين في "ألعاب ألبرفيل" سنة 1992، حيث أنهى أسلافه المرموقون المنافسات في الصفوف الأخيرة. ومنذ ذلك الوقت، بات يقضي جزءا من السنة في كورشوفيل حيث أصبح متزحلقا رفيع المستوى متخصصا في المنعرجات الكبرى.


وبمجرد حصوله على الحد الأدنى الأولمبي، ولكن بعيداً عن القدرة على الاندماج في فريق فرنسا، طلب منحة مكنه ملك المغرب منها للمشاركة في الألعاب الأولمبية في تورينو سنة 2006. ولكنه أصيب، ولم يتمكن من المشاركة في المنافسة. غير أنه ثابر فحصل ثانية على الحدود الدنيا لألعاب سنة 2010: وبذلك أصبح حلمه قابلا للتحقق في النهاية.

 

لم يمثل المغرب فقط في سباقات المنعرجات الكبرى، حيث أنهى جولتي المنافسة في الصف الرابع والسبعين من أصل 103 مشاركين، ب 3 دقائق و 6 ثوان و 63 جزءا من المائة (مقابل دقيقتين و 37 ثانية و 83 جزءا التي حققها السويسري كارلو جانكا، صاحب الميدالية الذهبية)، لكنه عمل كسفير لبلاده في فانكوفر، حيث التقى مع الجالية المغربية في الساحل الغربي لكندا، ولكنه كان أيضا سفيرا للمدن الصغيرة حيث أخذ معه ثمانية مراهقين من مدينة وويبي (موزيل) ليكتشفوا معه التجربة الأولمبية. اهتمت به وسائل الإعلام، التي استرعت انتباهها هذه المغامرة الفريدة من نوعها. فأصبح سمير عزيماني حاضرا في ربورتاجات التليفزيون والإذاعة والصحافة، كما حضر طيلة شهر فبراير 2010 في ركن له في جريدة الإكسبريس، حيث عبر عن اعتزازه بالانتقال "من الضواحي إلى الألعاب الأولمبية الشتوية" (30). اعتزاز له بعد مزدوج هو أيضاً: "عندما أعود، سوف أكون فخر سكان الضواحي، والدليل على أن بالإمكان التزحلق في الضواحي. ولكن سأكون، كذلك، فخر قريتي المغربية الصغيرة" (31).
.
إذا كان اختيار الجنسية الرياضية يقوم أساسا على معايير رياضية، مرتبطة برهانات وشغف المنافسة التي تشكل الحافز الأول للرياضيين، فلا يجب إهمال دور عناصر الارتباط والتشبث ببلد الأصول العائلية. وسواء تعلق الأمر بشعور حقيقي أو بشعور أعيد بناؤه من بعد، فإن هؤلاء الرياضيين ذوي المستويات العالية المولودين في فرنسا والذين لا يعرفون إلا القليل عن بلهم الأصلي، اعتبروا الدفاع عن ألوان المغرب بمثابة غنى، على الرغم من أن الأمر ليس كله بسيطاً ويتطلب وقتا "للاندماج" يكون ناجحا إلى هذا الحد أو ذاك.
.
وعلى مستوى الصورة والرمز، وأيضا في المجال السياسي بل والاقتصادي، يستفيد المغرب والجمهور المغربي من مساهمة رياضييه الذين يبنون مسارهم الرياضي في الخارج، ويعرفون كيف يضعون مهاراتهم في خدمة وطن أصولهم العائلية. فسواء كانوا محترفين أو هواة، فإن هؤلاء الرياضيين يشكلون، عن وعي أو بدونه، عوامل للنقل الثقافي الدال عبر رحلاتهم المتكررة الجسدية والمعنوية والعاطفية ذهابا وإيابا بين بلدين يشكل كل منهما جزءا من ذواتهم. ليس من الصدفة أن يكون أولئك الذين أصبحوا نجوما بل أبطالا في المغرب مصدر فخر واعتزاز أيضا للجماعات أو الأحياء الفرنسية التي ترعرعوا فيها.

ملحوظة: هذه الدراسة المترجَمة من الفرنسية إلى العربية هي في الأصل مداخلة للأستاذ إيفان غاستو في ندوة "الرياضيون المغاربة عبر العالم: التاريخ والرهانات الحالية"، التي نظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج بالرباط يومي 24 و 25 يوليوز 2010، وقد صدرت أشغالها في كتابين باللغتين العربية والفرنسية.

هوامش

1.انظر مدونة إسماعيل بوشفرة –هينوكان علة موقع www.sport-et-nationalité.over-blog.com، أنظر أيضا هيرفي أندري « La nationalité dans le football, entre nationalisme et cosmopolitisme »
في Allez la France ! Football et immigration, histoires croisées، الذي قام بتنسيقه كلود بولي، إيفان كاستو، وفابريس كوني، باريس، نشر مشترك، كاليمار،/ المدينة الوطنية لتاريخ الهجرة/ المتحف الوطني للرياضة، 2010، صص 126-132
2.انظر قائمة كلود بولي، إيفان غاستو، فابريس جرنة (جماعي)، Allez la France ! Football et immigration, histoires croisées، مرجع سابق... ا
3..انظر ندوة عقدت في 19-20 مايو 2011 في جامعة بوردو حول موضوع "الانتماء الإثني الرياضي".
4.انظر مجلة ميغرانس رقم 24، 2004. قرن من الهجرات المغربية.
5.للمزيد من التفصيل انظر كتابات عبد الكريم بلكندوز بالفرنسية: المغاربة في الخارج: مواطنون وشركاء، القنيطرة، مطابع البوكيلي، 1999. المغاربة المقيمون بالخارج، أي مغربية؟، سلا، مطبعة بني زناسن، 2004، 2004. مغاربة البلد ومغاربة الخارج: كسر مواطن؟ سلا، مطبعة بني زناسن، 2006.
6.انظر بالنسبة للحالة العامة زبير شاتو، مصطفى بيلباه، , La double nationalité en question. Enjeux et motivations de la double appartenance,، باريس، خارتالا، 2002.
7.أنظر الكبير عطوف، Aux origines historiques de l'histoire de l'immigration marocaine en France, Connaissances et savoir، باريس، 2008؛ وزكية داود، Marocains des deux rives، باريس، منشورات لاتوليي، 1997؛ ومحمد شارف، La circulation migratoire marocaine, un pont entre deux rives,، باريس، منشورات Sud-contact، 1999.
8.انظر على سبيل المثال: فرانس أوبر، ماريز تريبييه، فرانسوا فورش، Jeunes issus de l'immigration, de l'école à l'emploi، باريس، لارماتان، 1997. وجون لوك ريشارد، Partir ou rester ? destinées des jeunes issus de l'immigration étrangère en France، باريس،PUF، 2004.
9.أنظر باتريك ويل، Qu'est-ce qu'un Français, histoire de la nationalité française de puis la Révolution باريس، جراست، 2002. انظر أيضا الشروط القانونية للحصول على الجنسية الفرنسية على الموقع الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية:
http://www.diplomatie.gouv.fr/fr/les-francais-etranger_1296/vos-droitsdemarches_1395/nationalite-francaise_5301/index.html.
10.انظر بييرو جالورو تمارا باسكوتو و وأيكسيا سيري Mineurs algériens et marocains, une autre mémoire du charbon lorrain,، باريس، أترومان، 2010.
11.ابن مصطفى سمير "الجيل الثالث" الذي ولد في عام 1989 له أيضا الجنسية المغربية. من تخرج من مركز التكوين لفريق أ.إس. لنانسي-لورين، وقع عقدا احترافيا إٍر. سي تراسبورغ في عام 2010.
12.لعب مصطفى حجي في نانسي بين عامي 1991 و 1996، ثم في "سبورتنغ لشبونة" في الفترة 1996-1997، وفي لاكورونيا بين 1997 و 1999، كوفنتري من 1999 إلى 2001، وأستون فيلا من 2001 إلى 2004، الوإسبانيول برشلونة في عام 2004، ومن ثم انتقل، بعد توقف قصير، في الإمارات العربية المتحدة في الفترة 2004-2005، وأنهى حياته الرياضية بالقرب من أسرته بلورين في فريق ساربروك بين عامي 2005 و 2007 ولوكسمبورغ في فولا إيش حتى عام 2010.
13.تصريح مصطفى حجي في مذكرة نشرت على موقع الفيفا:
http://fr.fifa.com/classicfootball/stories/doyouremember/news/newsid=1082900.html.

14.لعب عبد السلام وادو في نانسي بين عامي 1998 و 2001 قبل أن ينضم إلى فولهام بين عامي 2001 و 2003، ورين بين عامي 2003 و 2005، أولمبياكوس (اليونان) في عام 2006،و فالينسين بين عامي 2006 و 2008 قبل العودة إلى نانسي من 2008 إلى 2010 ومغادرته لقطر في عام 2010.
15.تعليقات على ار إف إي بمناسبة كأس إفريقيا للأمم، 17 يناير 2006.
16.مقابلة مع ميشيل كريتيان-بصير في غشت 2005 على الموقع المغربي bladi.net:
http://www.bladi.net/mickael-chretien-un-nouveau-lion-de-l-atlas-dans-l-arene.html
17.مقابلة مع ميشيل كريتيان-بصير في دجنبر 2007 على موقع
http://www.bladi.net/mickael-chretien-espagne.html.
18.تصريح بتاريخ 27 دجنبر 2007 على موقع
http://www.yabiladi.com/article-sport-574.html.

19.جريدة ليكيب، 16-17 نونبر 2007.
20.ليكيب، 13 نونبر 2009.
21.حوار أجري على موقع: http://fr.uefa.com/news/newsid=1534853.html، 20 شتنبر 2010.
22.انظر التحقيق الذي نشر في لو باريزيان، 22 يوليوز 2004، بمناسبة دورة الألعاب الأولمبية في أثينا.
23.مثيرة للجدل لأنها أعطت الأفضلية الدول الأكثر قوة، الحدود الدنيا الأولمبية فرضت من طرف اللجنة الأولمبية الدولية في عام 1992.
24.أنفو ليلا، رقم 27، يونيه 2004.
25.المرجع نفسه.
26.لا فوا دي نور،5 غشت 2008.
27.جريدة ليكيب، 10 غشت 2008.
28.لا فوا دي نور، 10 غشت 2008.
29.انظر http://samirnews.over-blog.com/.
30.انظر "ليكسربس"، 11،18، 25 فبراير، 4 و11 مار 2010.
31.ليكسبريس، 4 مارس 2010.

 

Google+ Google+