ناقش نخبة من الأطر المغربية المقيمة بالخارج ،طيلة اليوم الأربعاء بطنجة ،دور ومسؤوليات مغاربة أوربا في الدفاع عن المصالح المغربية الأوربية المشتركة،في ضوء الوضع المتقدم للمغرب في علاقته بالاتحاد الأوربي.
ويهدف اللقاء الذي نظمه (المنبر المدني لمغاربة أوربا)،إلى استقراء رأي ممثلي المجتمع المدني من المغرب ومن ديار المهجر وباحثين مغاربة وأجانب حول الدور الذي يتعين أن تضطلع به جمعيات المغاربة في الخارج في التعريف بالقضايا الوطنية،وصون المصالح المغربية لدى بلدان الاستقبال.
وأكد المنسق العام للمنبر السيد عبد الحميد البجوقي ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ،أن اللقاء يندرج في إطار تفعيل النقاش الحقيقي للمجتمع المدني المغربي ونظيره الأوربي حول مجموعة من القضايا التي يتعين أن تضطلع فيها الجالية المغربية بمسؤوليات مهمة.
وأوضح أن اختيار هذا الموضوع نابع من وعي (المنبر المدني لمغاربة أوربا) بالمسؤولية الملقاة على عاتق المجتمع المدني المغربي بالخارج في شرح أبعاد قضية الصحراء المغربية ومقترح الحكم الذاتي،والتعريف بالتحولات الإيجابية التي تعرفها المملكة،فضلا عن الدفاع عن المكتسبات المحققة خلال العهد الجديد.
وأضاف أن الأطر المغربية بالخارج يتعين أن يكون صوتها مدافعا عن مصالح المغرب في الخارج،فضلا عن قيامها بدور الوساطة بين الجمعيات المغربية ونظيرتها بأوربا.
وأبرز السيد عبد السلام الفتوح ،عن مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ،أن صورة المهاجرين المغاربة لدى المجتمع شهدت تغيرات كبرى خلال السنوات الأخيرة بفضل بروز نخب استطاعت النجاح في بلدان الإقامة.
وأشار إلى أن 5ر12 في المائة من جالية المغرب بالخارج من الحاصلين على شهادات جامعية،و9ر8 في المائة يمتهنون نشاطات حرة أو يشغلون مناصب عليا،بينما لا تتعدى الأمية وسط الجالية 18 في المائة.
من هذا المنطلق،شدد السيد الفتوح على أن مغاربة العالم يشكلون كفاءات ذات طاقات مهمة للمساهمة في التنمية بالمغرب واقتراح بدائل جديدة وتعزيز الحكامة،مبرزا أن تأطير الجالية من شأنه أن يبلور علاقات جديدة بين المغرب وأبنائه بالخارج.
بدوره،أشار رئيس المنبر المتوسطي للمنظمات غير الحكومية عبد المقصود الراشدي إلى أن المجتمع المدني المغربي بالمهجر على معرفة أكبر بقواعد لعبة تحريك الرأي العام الأوربي،"ما يجعله أقدر على الدفاع برزانة عن الوحدة الترابية لدى المجتمع المدني الأوربي".
من جهة أخرى،أكد على أن مساهمة الأجيال الجديدة في المهجر في تنمية المغرب رهين بتمكينها من الحقوق السياسية والمواطنة الكاملة لتكون فاعلة داخل المجتمع.
وقد ناقش المشاركون خلال هذا اللقاء ،من بينهم جامعيون إسبان ،قضايا تتعلق بالجهوية والديموقراطية في ضوء النقاش الوطني حول الجهوية المتقدمة،والاستفادة من تجارب الدول الأوربية التي تعتمد على الفيدرالية أو الجهوية في التسيير.
في هذا الصدد،اعتبر الأستاذ عبد الله ساعف مدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية،أن النقاش الحالي حول الجهوية يشكل خطوة تخترق مفهوم الدولة المركزية التي اتبعها المغرب منذ الاستقلال.
ويرى ساعف أن المغاربة انتهجوا فكرة أن "بإمكان الجهوية والتعددية أن تقوي من الاندماج الوطني"،معتبرا أن تصور الجهوية يتعين أن "ينبع من التاريخ وحاجيات المجتمع،ثم الاستفادة من التجارب الأجنبية".
من جانبه،أبرز الجامعي بالدومير أوليفر ليون عميد كلية الحقوق بغرناطة أن "جل الدول التي تنتهج نظام الجهوية أو الفيدرالية ديموقراطية،بينما قلة من الدول ذات التوجه المركزي ديموقراطية".
وثمن اختيار المغرب فتح نقاش حول الجهوية للاستفادة من تجارب الدول الأوربية في التنظيم اللامركزي،معتبرا أن "الجهوية ليست نموذجا يستنسخ،بل تجربة يتعين أن تستجيب لحاجات المجتمع عبر تفاعل إيجابي بين كل المكونات".
تجدر الإشارة إلى أن (المنبر المدني لمغاربة أوربا) الذي تأسس في مارس الماضي بمدريد،يروم ،مستقبلا ،تنظيم ندوة دولية بشراكة مع البرلمان الأوربي حول "الحقوق السياسية وازدواجية الجنسية والمواطنة"،وكذا تأسيس مرصد لحوار الثقافات في الفضاء المتوسطي.
المصدر: وكالة المغرب العربي