يشارك ما يناهز 500 من شباب مغاربة العالم، منذ أمس الثلاثاء، في أشغال المنتدى الأول لشباب مغاربة العالم، المقام في جامعة الأخوين بإفران، الذين قدموا من ثلاثين بلدا، من المغرب العربي، وغرب إفريقيا، وأوروبا، والشرق الأوسط، وأميركا الشمالية، إضافة إلى المغرب.
وينعقد اللقاء تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويجمع العديد من الشباب، الذين جرى اختيارهم بناء على انخراطهم في العمل المدني وتدبير المشاريع والإبداع الثقافي. وتهدف التظاهرة، المنظمة حول ثلاثة فضاءات موضوعاتية (الإبداع والانخراط والتدبير)، إلى تبادل التجارب بين الشباب من مختلف دول الهجرة، وكذا بينهم وبين الشباب، الذين يعيشون في المغرب.
ارتباطا بالموضوع، يعيش ثلثا مغاربة أوروبا حالة عزوبة، وتمثل الفئة العمرية، ما بين 25 إلى 35 سنة، 57 في المائة بدول القارة العجوز، وهو ما يعني، حسب دراسة أنجزتها الوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول، المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، ومجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، أن الاتجاه العام للشباب المغربي في المهجر يسير نحو التأخر في الزواج أكثر مما كان عليه الوضع في السابق.
وتشير الدراسة ذاتها إلى أنه من بين 35 في المائة من الذين يصرحون بوضعهم كمتزوجين أو في وضعية معاشرة، هناك 84 في المائة يعيشون مع مغاربة أو مغربيات، في حين يعيش 16 في المائة فقط مع جنسيات أخرى.
وقدمت نتائج هذه الدراسة، مساء أول أمس الاثنين، بالدارالبيضاء، بحضور إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ومحمد البرنوصي، الكاتب العام للوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، ومسؤولين عن معهد " BVA"، الذي أعد الدراسة، التي شملت عينة مكونة من ألفين و610 مغربيات ومغاربة، أو من أصل مغربي من الجيلين الأول والثاني، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و34 سنة، ويقيمون في أوروبا، (فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا وألمانيا).
وذكر إدريس اليزمي أن هذا المنتدى الأول من نوعه يشارك فيه شباب من 30 دولة، لخلق فضاء من الحوار وتبادل التجارب وبناء شراكات، وقال، خلال تقديم نتائج الدراسة، "لابد من تقوية فضاءات الالتقاء والحوار والعمل المشترك، لأن هناك عدة تحولات اجتماعية واقتصادية، تفرض انخراط الجميع".
ولم تشمل الدراسة، المنجزة تحت عنوان "مغاربة العالم"، المغاربة المقيمين في دول الخليج والقارة الإفريقية والأميركية، واقتصرت على دول أوروبية فقط. وحول هذا الموضوع، أوضح اليزمي، في لقاء مع "المغربية"، أن هناك أكثر من 85 في المائة من أفراد الجالية المغربية في الخارج تقيم في أوروبا، وقال "حاولنا إدماج مغاربة بريطانيا وكندا، في هذا الاستطلاع، لكن من الصعب إدماج مغاربة أميركا وإفريقيا وآسيا، لأن أعدادهم لا تزيد عن المئات، كما أن هناك صعوبات تقنية لتحقيق هذا المطلب، لكن هذا لا يعني أن عدم اشتمال الدراسة على آراء هؤلاء المغاربة سيغير النتائج".
من جهته، ذكر محمد البرنوصي أن هناك مقاربة وضعتها الوزارة لإدماج شباب مغاربة العالم، مبنية أساسا على الجانب الثقافي، وقال "أعتقد أن الثقافة هي المفتاح لتقوية علاقة الفئات الشابة من أبناء الجالية المغربية المقيمة في الخارج بالوطن الأم، والوزارة قامت بسياسة مندمجة في هذا الإطار بالتركيز على خلق مراكز ثقافية في بلدان الإقامة". وأفاد البرنوصي أن 76 في المائة من تحويلات المغاربة المقيمين في الخارج، تذهب نحو الاستهلاك الداخلي، مثل الأكل والشرب وهي تحويلات تضامنية، وأضاف "فعلا، هناك تراجع لتحويلات مغاربة العالم نحو المغرب بفعل الأزمة المالية العالمية، لكن هذه التحويلات بدأت تعود لوتيرتها الطبيعية، وهذا يدل على القوة التضامنية التي يتميز بها المغاربة".
وحسب الدراسة ذاتها، فإن 76 في المائة من مغاربة أوروبا، بينهم 83 في المائة من المولودين فيها، يشعرون بالارتياح في البلدان التي يقيمون بها، ويصرح 58 في المائة من مجموع مغاربة العالم، وحوالي 74 في المائة من الشباب المنتمين للجيل الثاني، الذين يتمتعون بحق التصويت وتسمح لهم الفرصة بممارسة السياسية، بأنهم يشاركون في كل الانتخابات أو، على الأقل، في أهم الانتخابات في بلدان الإقامة.
وينخرط المستجوبون في هيئات جمعوية في بلدان الإقامة بالوتيرة التالية: جمعيات رياضية 20 في المائة، جمعيات دينية 9 في المائة، جمعيات التضامن والتعاون 9 في المائة، لكن 4 في المائة منهم فقط ينتمون إلى أحزاب أو حركات سياسية، وما يشجع الشباب على الانخراط بشكل أكبر هو الثقة، التي يعبر عنها غالبية المستجوبين تجاه مؤسسات بلدان الإقامة، مثلا المدرسة 80 في المائة، والقضاء 65 في المائة، أو الشرطة 58 في المائة.
وذكر 97 في المائة من المستجوبين، و99 في المائة من الذين ولدوا في أوروبا، أنهم يتواصلون بلغات بلد الإقامة، ولوحظ أن نسبة مخالطة المغاربة انخفضت بأربع نقاط، مقارنة باستطلاع الرأي المنجز السنة الماضية، في حين ارتفعت نسبة مخالطة المغاربة للجنسيات الأخرى من 10 إلى 12 نقطة.
وأفاد 93 في المائة من المستجوبين أنهم متمكنون من اللغة العربية بصورة جيدة أو متوسطة، و35 في المائة منهم يتحدثون بها ويقرأونها ويكتبونها، وذكر 36 في المائة أنهم مواظبون على الذهاب إلى المسجد أو المصلى، في حين تسعة في المائة منهم يترددون عليها يوميا، و27 في المائة مرة كل أسبوع، ويصرح 15 في المائة منهم بالتردد على هذه الأماكن من حين لآخر.
الصقلي لشباب مغاربة العالم: إنكم تشكلون ثروة كبيرة للمغرب
قالت نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، خلال انطلاق أشغال المنتدى الأول لشباب مغاربة العالم، صباح أمس الثلاثاء، بجامعة الأخوين في إفران، مخاطبة حوالي 500 من شباب مغاربة العالم، قدموا من 30 دولة تمثل بلدان أوروبا، "إنكم تشكلون ثروة كبيرة للمغرب، ليس فقط لأن تحويلاتكم المادية نحو المغرب مهمة، بل لأنكم تجسدون التنوع الذي يزخر به المغرب، لأننا مغاربة منفتحون على العالم بثقافاته المتنوعة".
وحضر أشغال المنتدى، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، كل من محمد عامر، الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، وإدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، وإدريس أوعايشة، رئيس جامعة الأخوين، الذي أعرب عن فخره واعتزازه لاحتضان الجامعة للمنتدى الأول، الذي يمكن من بسط الجسور بين مغاربة الخارج ومغاربة الداخل، للمساهمة في التنمية والتطور العلمي والاقتصادي.
وأضاف مدير جامعة الأخوين "لا يمكن تحقيق التنمية دون العنصر البشري، لأنه عنصر حاسم في هذا التطور، لما له من قدرة على التنمية، وبناء جغرافية المغرب والانفتاح على الآخر، وتعميق قدرته على التكيف مع المستجدات، وهو ما ينسجم مع الإرادة الدولية".
وأضاف إدريس أوعايشة "نطمح إلى مساندتكم، لمساعدة الجامعة على تطوير أدائها لتحقيق أهدافها".
من جهته، قال محمد عامر، إن اختيار جامعة الأخوين لم يأت بشكل اعتباطي. وأضاف "نريد أن نتعبأ جميعا لمزيد من التنمية، للمساهمة في هذه الدينامية، التي يعرفها المغرب، وهذا المنتدى يندرج في إطار الاستراتيجيات الجديدة التي انخرط فيها المغرب".
وأوضح الوزير"لابد من الاستماع إلى شباب العالم لتوطيد علاقته بالمغرب، كما أننا نحترم اندماجه في دول الإقامة، انطلاقا من مبدأ أن الإنسان الذي يبقى متشبثا بجذوره، سيكون أكثر فاعلية في دول الخارج، ومن واجبنا كدولة مساعدتكم حسب استطاعتنا".
من جانبه، أفاد إدريس اليزمي، أن هناك تحولات جذرية يعرفها العالم، وتفرض على المغرب تحديات كبرى لمواكبة هذا التحولات، عن طريق الانخراط الكلي في الأوراش الكبرى على الصعيد الوطني.
يذكر أن التحضير لهذا المنتدى، كان مسبوقا بإنجاز مجلس الجالية المغربية بالخارج، والوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة بالجالية المغربية المقيمة في الخارج، استطلاعا للرأي من إعداد معهد BV. وشمل البحث الذي أجري، خلال الفترة الممتدة، ما بين 17 ماي و11 يونيو الماضي، عينة من 2610 شباب، تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة، يقيمون في الدول الأوروبية الست، التي تحتضن أعدادا مهمة من الجالية المغربية.
المصدر: المغربية